السوق تقاوم إشارات الهبوط بعد إعلان «التعاونية» تراجع أرباحها 81%

المؤشر العام اليوم في اختبار قطع مسار التراجع لأربعة أسابيع متتالية

سعوديون في إحدى قاعات تداول الاسهم («الشرق الاوسط»)
TT

قاومت سوق الأسهم السعودية إشارات الهبوط التي لاحت في أفق التعاملات أمس، بعد أن واجهت قبل افتتاحها تراجع أرباح شركة التعاونية للتأمين المتراجعة بمعدل 80.9 في المائة، والذي أضرم نار البيوع على أسهم الشركة لتضطر للجوء إلى النسبة الدنيا، مؤثرة سلبا على سلوكيات المتعاملين.

حيث كان لظهور هذا الإعلان السلبي في هذا التوقيت ومن هذه الشركة التي تعد مضرب المثل في توزيعاتها النقدية وأرباحها الرأس مالية، والذي اعتبره البعض ضربة في مقتل المترقبين بتفاؤل للنتائج النهائية للربع الأول من العام الجاري، مما عزز جانب التشكيك في قدرة السوق على المحافظة على التوجه الايجابي الذي طغى على تداولات هذا الأسبوع.

إلا أن المؤشر العام رفض الانصياع لرغبة أسهم شركة واحدة، بعد أن ساند السوق بالثبات على رأيها، القطاع المحرك للتعاملات خلال الفترة الماضية، بعد أن انفرد قطاع الصناعة البتروكيماوية، في مواجهة إعصار التخوف الذي تسلل داخل نفسيات المتعاملين في خنوع المؤشر العام لهذه السلبيات المفاجئة.

واكتسح اللون الأحمر 10 قطاعات مقابل 5 قطاعات مرتفعة، على الرغم من اخضرار المؤشر العام، لتتضح صورة التشاؤم في مسار الشركات بعد أن لجأت أسهم 61 شركة إلى التراجع مقارنة بصعود أسهم 35 شركة فقط، الأمر الذي عكس انفصال الشركات عن حركة السوق بشكل عام.

حيث كان اللون الأخضر في أداء السوق نابعا من حركة قطاع الصناعة البتروكيماوية الذي حقق ارتفاعا بمعدل 6 أعشار النقطة المئوية، والذي جعل السوق تقف عند مستوى 9423 نقطة بارتفاع 13 نقطة فقط تعادل 0.14 في المائة عبر تداول 221.9 مليون سهم بقيمة 8.1 مليار ريال (2.16 مليار دولار).

وتحاول السوق حاليا المحافظة على المكاسب الأسبوعية التي حققتها في ما مضى من تعاملات هذا الأسبوع، والتي لامست مع نهاية تعاملات أمس ربحا بمعدل 2.6 في المائة قياسا بإغلاق الأربعاء الماضي، والذي كان عند مستوى 9181 نقطة، ليتبقى أمام السوق يوم واحد لتثبيت هذه المكاسب وقطع المسار المتراجع للأسبوع الرابع على التوالي.

أمام ذلك أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الكوير، محلل مالي، أن ما حدث في تعاملات أمس في سوق الأسهم السعودية يعطي دلالات واضحة على الاهتمام القوي الذي يعكسه المتعاملين بالنتائج الفصلية لنتائج شركات السوق، والتي تتضح آثاره مباشرة بعد أي إعلان بغض النظر عن سلبيته أو ايجابيته.

وأكد أن السوق مهتمة وبقوة بهذه النتائج، خصوصا بعد توقف المسار الصاعد الذي اكتنف التعاملات مع دخول الشركات في فلك نتائج الربع الأول من العام الجاري، والذي أدى إلى ظهور ارتباك واضح في حركة المؤشر العام، والذي يكشف عن مدى الترقب لمعدل النمو في نتائج الشركات وخاصة الاستثمارية منها. ورفض المحلل المالي مقولة أن السوق يتتبع خطى شركة واحدة، موضحا أن التراجعات في أرباح شركة واحدة لا يمكن أن ينسحب على شركات السوق الأخرى القوية والمؤثرة في حركة السوق، خصوصا أن الجميع يعلم أن هذه الشركة كانت تنفرد بقطاعها، الأمر الذي أكسبها امتياز استحواذها على مكاسب القطاع، لكن بعد ظهور شركات كثر تشاركها في حصتها السوقية تظل التراجعات متوقعة ومنطقية في نفس الوقت.

من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» علي الفضلي، محلل فني، أن المؤشر العام لا يزال يتمسك في الجانب الايجابي الذي تمكن من تحقيقه في تعاملات الأربعاء الماضي، مما يعني تكريس التوقعات الايجابية في رغبة السوق لاستعادة المسار الصاعد السابق، مؤكدا ضرورة النظر بعين المتداول على المدى المتوسط والبعيد والتي توحي بإيجابية أكثر في تحقيق المكاسب للمتعاملين.