الأمم المتحدة: ارتفاع أسعار الغذاء تحول إلى «أزمة عالمية حقيقية»

طالبت بتحرك فوري لتحسين أنظمة توزيع وإنتاج الغذاء

TT

قال بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة أمس إن ارتفاع أسعار الغذاء تحول الى أزمة عالمية.

وتصاعدت المخاوف بشأن الامن الغذائي هذا الأسبوع مع تسجيل أسعار الأرز مستويات قياسية في آسيا وحذرت الولايات المتحدة من ان اسعار المحاصيل الرئيسية التي يحتهجها عليها الفقراء في العالم تزداد ثمنا.

وقال بان للصحافيين في فيينا «الارتفاعات الحادة في أسعار الغذاء تحولت الى أزمة عالمية حقيقية».

وأثار الغضب ازاء تكاليف الغذاء والطاقة في الشهور الاخيرة موجة احتجاجات في عدة دول.

وفرضت حكومات بعض الدول المنتجة للسلع الغذائية والقلقة من نقص المعروض المحلي قيودا على التصدير مما زاد القلق في الاسواق في وقت انخفضت فيه المخزونات العالمية بشدة.

وقال بان إن الأزمة سيتم بحثها في اجتماع لرؤساء الوكالات التابعة للأمم المتحدة يومي 28 و 29 ابريل (نيسان) في بيرن بسويسرا.

وأضاف «الامم المتحدة قلقة للغاية مثل جميع أعضاء المجتمع الدولي». وقال ان المجتمع الدولي بحاجة للقيام بتحرك فوري وانه يتعين على قادة العالم بحث سبل تحسين انظمة توزيع وانتاج الغذاء. يأتي ذلك في وقت اعلنت فيه اليابان أمس تقديم معونات غذائية طارئة قيمتها 100 مليون دولار، وقال المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي أول من أمس الخميس ان تكلفة اطعام الجوعى في العالم ارتفعت بنحو 40 في المائة مع تصاعد تكاليف الغذاء واسعار الوقود.

وقال صندوق النقد الدولي انه يجري محادثات مع حكومات عشر دول معظمها في افريقيا بشأن تعزيز المساعدات المالية لتغطية تكاليف الغذاء المرتفعة.

وتنتشر الفوضى والاضطرابات في أنحاء العالم النامي نتيجة لارتفاع الأسعار العالمية للأغذية، ويجد آلاف الفقراء أنفسهم محاصرين في دائرة الجوع التي تمتد من مصر إلى الكاميرون وزيمبابوي، وتزداد اتساعا.

وفي اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي التي عقد اخيرا في واشنطن العاصمة، حذر روبرت زوليك، رئيس البنك الدولي من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يمكن أن يؤدي إلى وقوع 100 مليون شخص بين براثن الفقر.

وجاء تحذير مماثل من ستراوس ـ كان رئيس صندوق النقد الدولي، حيث قال إن «أسعار الغذاء إذا استمرت كما هي اليوم، فسوف تكون العواقب وخيمة على السكان في مجموعة كبيرة من البلدان، بما فيها أفريقيا، ولكن ليس أفريقيا فقط». وأضاف «قد تحدث اضطرابات في البيئة الاقتصادية، والموازين التجارية، والحسابات الجارية، فينتهي الأمر بأن ترى معظم الحكومات التي حققت الكثير في السنوات الخمس أو العشر الأخيرة أن ما حققته آلَ إلى الدمار التام وأن شرعيتها أمام الشعوب قد طالها الدمار أيضا» . وترتفع الأسعار بصورة مذهلة. ففي شهر واحد فقط، قفزت أسعار القمح الأميركي من 375 دولارا إلى 425 دولارا أمريكيا للطن، وأسعار الأرز التايلندي من 365 دولارا إلى 475 دولارا للطن. وكلا البلدين من البلدان الرئيسية المصدرة للحبوب. وتوضح إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة أن من بين 36 بلدا تواجه أزمة أمن غذائي يقع 21 بلدا في أفريقيا.