تصاعد «متزن» للسوق يرفع منسوب التفاؤل في مستقبل الحركة

في ظل تزايد السيولة والأداء العقلاني للمؤشر العام

TT

تعود سوق الأسهم السعودية اليوم السبت إلى ساحة التعاملات، بعد توقف في اجازة نهاية الأسبوع، وفيها يتضح جليا ارتفاع منسوب الثقة لدى المتعاملين في السوق، الذي جاء بعد تمسك المؤشر العام في الارتفاع المتوازن، الذي أكسب التعاملات طمأنينة الحركة، من دون التخوف من أثار سلبية للمبالغ في الارتفاع، مع تصعيد مستويات السيولة لأرقامها. أمام ذلك أشار سعد الجارالله مراقب لتعاملات السوق لـ«الشرق الأوسط»، أن المؤشر العام يعكس رغبة قوية في مواصلة الصعود المقنن، وهو السلوك الذي تمسكت به السوق خلال تعاملاتها في الفترة الماضية، مفيدا بأن ذلك يأتي مع وضوح تزايد في دخول السيولة على أسهم الشركات المتوسطة والصغيرة بشكل انتقائي.

وأوضح أن هذا التوجه جاء نتيجة لضعف الحركة السعرية على أسهم بعض الشركات القيادية وتراخي أسهم بعض الشركات التي نالت نصيبا وافرا من الارتفاع، خلال الأسابيع الماضية، الذي دفع الأموال لتتوجه إلى بعض شركات المضاربة التي عكست نتائج إيجابية خلال الربع الأول من العام الجاري. كما ذكرت مجموعة كسب المالية أن المؤشر العام استطاع الحفاظ في الأسبوع الماضي على استقرار حركته مع ارتفاعه التدريجي، حيث جاء الدعم من قطاع المصارف والخدمات المالية، الذي ارتفع بنسبة 4 في المائة، وعزت «كسب» في تقريرها الأسبوعي ذلك إلى ما حققته من نتائج مالية في الربع الأول، التي جاءت أكبر من التوقعات، خصوصاً بعد النتائج المحبطة التي كانت قد حققتها خلال الربع الرابع من العام الماضي لتثبت بذلك تجاوزها جزءا كبيرا من أثر الأزمات المختلفة داخليا وخارجيا.

وأشار التقرير الى أن الأرباح الربعية ساعدت على ارتفاع المؤشر، خصوصا في قطاع الاتصالات، بعد أن صعدت أسهم شركة الاتصالات السعودية 3 في المائة في أسبوع بعد تحقيقها نموا في أرباح الربع الأول من العام الجاري بلغت نسبته 11 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.

وأكدت «كسب» أن تعاملات الأسبوع الماضي أظهرت ارتفاع مؤشر الثقة في السوق بشكل عام وبشركات محددة بشكل خاص، واستدل التقرير على ذلك بحركة المؤشر العام العقلانية وارتفاع حجم التعاملات ومدى تفهم المتعاملين لعمليات جني الأرباح، بالإضافة إلى استجابة حركة أسهم الشركات لنتائجها المالية.

وتذهب «كسب» في تأكيدها ارتفاع مؤشر الثقة في السوق إلى أنه على غير العادة مع تأثر أسهم «سابك» بانخفاض قرابة 5 في المائة مع تحقيقها لنتائج أقل من التوقعات خلال الربع الأول، إلا أن بقية أسهم الشركات لم تتأثر بانخفاض قائد السوق.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من تصريحات إدارة سابك بأن مصاريف التمويل وإعادة الهيكلة التي تحملتها الشركة في الربع الرابع من العام الماضي هي مصاريف غير متكررة، إلا أنه اتضح ارتفاع المصاريف عن الربع الرابع بنسبة 5 في المائة و50 في المائة عن الربع الأول من 2007، التي ما زالت تفاصيلها غير واضحة حتى الآن. كما استعرضت «كسب» في تقريرها الأسبوعي تراجع أسهم السعودية الكهرباء بنسبة 5 في المائة خلال أسبوع بعد إعلانها تحقيق خسائر ربعية، هي الأعلى كخسائر ربعية تحققها الشركة منذ 4 سنوات، وبررت الشركة ذلك بارتفاع أسعار المواد والخدمات وأقساط الاهلاكات.

وعلق التقرير على ذلك بأنه هنا يأتي دور إدارات الشركات المدرجة بالإفصاح قبل فترة وجيزة عن أية مصاريف أو إيرادات استثنائية قد تؤثر على نتائج الشركة بشكل كبير، وهو الأمر الذي سينعكس على سعر أسهم الشركة أيضاً، وخصوصا بالنسبة للشركات القيادية التي يتوقع منها مزيد من الشفافية مستقبلاً.

وتوقعت مجموعة كسب المالية خلال تعاملات هذا الأسبوع أن يواصل المؤشر العام ارتفاعه التدريجي يتخلل تلك الحركة عمليات جني أرباح طبيعية، مشيرة إلى توقعها ارتفاع نسبة تذبذب حركة المؤشر العام في حال اقترابه من مستوى 10 آلاف نقطة.