خبراء: الدول النفطية خارج «أوبك» عاجزة عن زيادة كميات انتاجها

فيما تراجع إنتاج المنظمة في أبريل الماضي إلى أدنى مستوياته خلال العام الحالي > النفط ينخفض دون 112 دولارا للبرميل

TT

فيما أظهر مسح أمس، ان امدادات «أوبك» من النفط انخفضت في ابريل (نيسان) الماضي، الى أدنى مستوياتها هذا العام، بعد ان أدى اضراب الى خفض انتاج نيجيريا، وخفضت السعودية وايران انتاجهما.

وأفاد المسح الذي أجرته رويترز، وشمل آراء شركات نفط ومسؤولين من «أوبك» ومحللين ان انتاج المنظمة انخفض الى 31.64 مليون برميل يوميا في ابريل من 32.05 مليون برميل يوميا في مارس (اذار) الماضي.

وضخت الدول الأعضاء الخاضعة لنظام حصص الانتاج باستثناء العراق 29.41 مليون برميل يوميا انخفاضا من 29.75 مليون برميل يوميا في مارس، وأقل من مستوى الانتاج المستهدف البالغ 29.67 مليون برميل يوميا.

وتضخ «اوبك نحو» برميلين من كل خمسة براميل نفط.

يأتي هذا في وقت قال محللون لوكالة الصحافة الفرنسية، ان الدول المنتجة للنفط غير الأعضاء في «اوبك»، مثل روسيا والولايات المتحدة، غير قادرة على زيادة حجم عرضها بشكل يكفي لخفض اسعار النفط الخام، وذلك بسبب حركة طلب داخلية قوية واستثمارات ضعيفة جدا وحقول تنضب.

وقال مدير تحرير مجلة «نفط وغاز عربي» فرنسيس بيران انه على المدى القصير «ليس في وسع أي دولة خارج اوبك ان تنتج أكثر. انها تبيع كل النفط التي يمكنها بيعه». وعلى العكس، فإن منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) تملك احتياطي انتاج يبلغ حوالي مليوني برميل يوميا، موجودا خصوصا لدى المملكة، حتى اذا رفض الكارتل النفطي في الوقت الحاضر ان يضخ كمية اضافية.

واوضح مايك ويتنر من بنك سوسيتيه جنرال «اننا نتوقع في فترة قريبة زيادة انتاج الدول خارج اوبك، لكن الجميع يعيد النظر في توقعاته، ويرى انها الى انخفاض بسبب خيبات امل هذه السنة في المكسيك وروسيا والبرازيل». وأضاف ديفيد فايف من وكالة الطاقة الدولية التي تمثل مصالح الدول الصناعية في مجال الطاقة «نتوقع انتاجا مستقرا في 2011 ـ 2012». وقال بيران «هناك بعض المصادر لزيادة العرض على المدى الطويل مثل كازاخستان والبرازيل او كندا، لكن يصعب عليها التعويض عن تدهور انتاج الحقول» البريطانية والنرويجية في بحر الشمال.

وفي الولايات المتحدة ايضا «لا يكفي تطوير الحقول البحرية في خليج المكسيك للتعويض عن تدهور انتاج حقول اخرى اكثر قدما»، كما قال. وتعاني بعض الدول من نقص الاستثمارات مثل المكسيك، حيث تدفع الشركة الوطنية «بيمكس» كل ارباحها للدولة الامر الذي يحرمها من وسائل التنقيب.

وتعاني حقول اخرى تتمتع بامكانيات عالية، من ظروف استغلال صعبة مثل حقل كاشاغان في كازاخستان (عمق كبير وكمية كبريت عالية وغير ذلك).

وحقل كاشاغان الذي شكل اكبر اكتشاف نفطي في العالم منذ نهاية الستينات، سينتج لاحقا قرابة 1.5 مليون برميل في اليوم، لكن استغلاله يتأخر باستمرار ولن يبدأ العمل قبل نهاية 2011. وتشكل كندا مع رمالها القارية، اهم احتياطي مثبت للذهب الأسود في العالم بعد السعودية، لكن استغلال هذا النفط الثقيل جدا، يطرح مشاكل تقنية يتأخر حلها.

وتبقى مناطق عدة من دون اكتشاف، في افريقيا مثلا، لكن وفي حين ساهمت اسعار النفط الخام في ملء صناديق الشركات النفطية، الا ان التكاليف تضاعفت في غضون اربعة اعوام، ما ادى الى وقف الأبحاث عن حقول جديدة.

وتبقى روسيا التي تنتج حاليا نحو 9.5 ملايين برميل من النفط الخام وتتنازع مع السعودية المرتبة الاولى من حيث انتاج الذهب الأسود في العالم «علامة استفهام هائلة»، بحسب ما قال بيران. ولاحظ ويتر «اننا نتوقع نمو الانتاج في روسيا، وانما بشكل ضعيف وبعيدا عن معدلات من رقمين (10% وما فوق) كانت سجلت في مطلع العقد».

واضاف بيران «ان الاستثمارات غير كافية وليست (روسيا) البلد الاكثر جذبا للشركات الاجنبية»، موضحا ان «هناك عددا هائلا من المناطق التي لم تجر استغلالها بعد، خصوصا في سيبيريا الشرقية، لكن هذه المنطقة شاسعة جدا، ويصعب استغلالها». وراى جان ـ ماري شوفالييه الاستاذ في جامعة باري ـ دوفين ان «تبعيتنا لأوبك ستزداد اكثر». وقد هبطت أسعار النفط الخام في العقود الاجلة دون مستوى 112 دولارا للبرميل أمس مع صعود الدولار وتوقع استئناف امدادات من نيجيريا في أعقاب اتفاق لانهاء اضراب لعمال النفط هناك.

وتراجع الخام الاميركي الخفيف لثالث جلسة على التوالي ليهبط 2.53 دولار الى 110.95 دولار للبرميل أمس بعد ان سجل في وقت سابق من الجلسة مستوى أكثر انخفاضا بلغ 110.46 دولار هو أدنى مستوى له منذ الرابع عشر من ابريل (نيسان)، وانخفض خام القياس الاوروبي مزيج برنت 2.22 دولار الى 109.14 دولار للبرميل.

وهبط الخام الاميركي حوالي دولارين أمس بعد أن اظهرت بيانات حكومية زيادة كبيرة في مخزونات النفط. وانخفضت اسعار الذهب للمعاملات الفورية الى أدنى مستوى لها في ثلاثة اشهر مع تراجع اسواق المعادن ايضا بفعل انتعاش الدولار.

وصعدت العملة الاميركية الى أعلى مستوى لها في شهر امام اليورو وتتجه مقتربة من أعلى مستوياتها في شهرين امام الين.

وجاء انتعاش الدولار بعد خسائره التي مني بها عقب قرار مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) أول من أمس خفض أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة مئوية لتصل الى اثنين في المائة.

واشار المجلس الى انه يتوقع استقرار التضخم، وفسر المتعاملون بيان مجلس الاحتياطي على أنه يشير الى احتمال اجراء تخفيضات اخرى في أسعار الفائدة.