السوق تبدأ تعاملات مايو بين «تفاؤلية» أبريل الإيجابية و«مخاوف» استهلاك المحفزات

السماري: تمثل المضاربين كقوى فاعلة في التداولات أفرز ظاهرة الأهداف قصيرة مدى

TT

تدخل سوق الأسهم السعودية اليوم تعاملات شهر مايو (أيار)، والذي يقف عنده المتعاملون وقفة تأمل حول التفاؤل في المسار المقبل بعد النتيجة الايجابية التي أحرزتها السوق في تعاملات الشهر الماضي، وبين نظرة تشاؤم في استهلاك السوق للمقومات التي دفعت المؤشر العام للوصول إلى هذه المستويات، واستنفاذ المساحة السعرية المتاحة لأسهم الشركات القيادية بعد فترة الهبوط في الشهر قبل الماضي.

أمام ذلك أوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد الرحمن السماري خبير التحليل الفني، أن تعاملات سوق الأسهم السعودية في الفترة الماضية يلاحظ عليها أنها تشهد عمليات تراجع أكثر من يومين في الأسبوع، هذا السلوك الذي استمر للثلاثة أسابيع الماضية كأمر غير اعتيادي، مضيفا أن حركات الصعود في آخر أسبوع كانت في آخر جلسات التداول من قطاع المصارف.

وأفاد أن هذه الارتفاعات الأخيرة غالبا ما تكون بتداولات آخذه بالانحسار، الأمر الذي يأتي بعكس ما هو مفترض، حيث أنه من دلائل الارتفاعات الطبيعية أن تكون مصاحبة بارتفاع في أحجام التداول، وأضاف أن التداولات في الفترة الأخيرة كشفت عن ظواهر سلبية تتمثل في أن أسهم الشركات الصغيرة التي تتجه إلى النسبة القصوى تشهد مبيعات قوية ولا تستطيع التماسك عند مستوياتها العليا.

وأشار الى أن هذا السلوك الذي تعيشه السوق يتنافى مع مقولة جني أرباح لأسهم الشركات القيادية، كون هذه الشركات لاتزال تقبع في مسار هابط، متسائلا عن أي أرباح تجنيها، مدللا على هذا المسار بالفجوة الهابطة التي شهدتها أسهم شركة سابك تزامنا مع إعلان أربحاها الربعية، ولم تفق من هذه السقطة حتى الآن، الأمر الذي يعني أن حركة التراجع حقيقية. وأبان خبير التحليل الفني، أن السوق خلال المرحلة الحالية يسيطر عليها مسار جانبي أوقف حركة هابطة حادة، مفيدا أن المسارات الجانبية عادة ما تشكل فترة توقف في الاتجاه، والتي قد تعطي إشارة إلى فترة توقف مؤقت للاتجاه السائد قبلها، مما يعكس هذا المسار حقيقة أن أهداف السوق في الفترة الماضية أهداف قصيرة المدى.

ويفسر السماري ظاهرة الأهداف قصيرة المدى المتمكنة من حركة السوق، بأنها تأتي بحكم أن القوة الفاعلة في السوق أكثرها من المضاربين اليوميين والذين لا يعتمدون على أهداف بعيدة المدى أو استراتيجية طويلة، والناجم عن معاناة أسهم معظم الشركات القيادية من انحسار المحفزات بعد انتهاء فترة المنح والتوزيعات.

وأكد أن هذه العوامل تفسر الحركة الانتقائية التي تعيشها السوق، وتدفع حركة السوق في الفترة المقبلة بأن تكون أكثر انتقائية، والتي تعكس انتظار المستثمرين لمرحلة إدراج أسهم مصرف الإنماء، هذه الفترة المرتقبة التي تثير كثير من التساؤلات والتكهنات، والتي تجعل القراءات غير واضحة. في المقابل أشارت مجموعة كسب المالية أن سوق الأسهم السعودية وعلى الرغم من الارتفاع النسبي في مستوى التذبذبات على حركة المؤشر العام في الأسبوع الماضي، إلا أن التعاملات عكست استقرار مؤشر ثقة المتعاملين في سوق الأسهم عند مستويات جيدة، بالإضافة إلى تفاؤلهم بمستقبل الشركات الجيدة وذات العوائد نظراً للنتائج المالية الجيدة التي تحققت في الربع الأول من هذا العام. وأكدت «كسب» في تقريرها الأسبوعي أن الاقتراب من مستوى 10 آلاف نقطة رفع من التذبذبات على حركة المؤشر العام بسبب نفسية المتعاملين التي تتجاوب ردود أفعالها بقوة اتجاه تلك المستويات، وتوقع التقرير أن يشهد المؤشر العام خلال هذا الأسبوع تذبذبات مؤقتة تخف حدتها مع استقرار المؤشر فوق مستوى 10 آلاف نقطة مع مواصلة الارتفاع التدريجي.