تذبذب «تصاعدي بطيء ومتباعد» يعتري السوق لخدمة الأهداف المضاربية

3 سيناريوهات متشابهة تحمل نفس الصفات

جانب من تداولات الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

اعترى سوق الأسهم السعودية في تعاملاتها أمس تذبذب تصاعدي بطيء ومتباعد، اتضح من خلال حركة الرسم البياني للتعاملات اللحظية، والتي كشفت عن أداء متباعد في المسار السعري بين القيعان والقمم، بالإضافة إلى المسافة الزمنية الطويلة بين القاع والقاع الآخر، الأمر الناتج عن التباطؤ الواضح في القرارات المتخذة سواء للدخول أو الخروج من السوق. ويكشف هذا السلوك عن التردد الذي يسيطر على القراءات المتوقعة لاتجاهات السوق، على الرغم من ترجيح كفة الشراء على البيع والمتضح من الاتجاه التصاعدي، بالإضافة إلى أن هذا الأداء يهدف إلى إيجاد مساحة تذبذب واسعة لخدمة الأهداف المضاربية التي تكتنف التعاملات الأخيرة، والتي أدخلت السوق في مجال ارتدادات وقتية في مسار جانبي مفترض.

ويستطيع هذا السيناريو خدمة الرغبة المضاربية من خلال توفير فارق سعري كبير بين فترة الشراء والتي يرمز لها فنيا بالقاع، وفترة البيع وهي القمة، والذي يعكس مدى القدرة لدى المضاربين في تسيير السوق حسب الرغبة المرحلية التي تعيشها التعاملات، والتي أشبه ما تكون بفترة انتظار. وعكست حركة المؤشر العام هذا التوجه عن طريق الاتجاه مع بداية التعاملات إلى تحقيق أول أعلى مستوى عند 9784 نقطة والتراجع إلى مستويات دنيا عند 9721 نقطة بفارق 63 نقطة مستغرقة فترة زمنية بلغت ساعة وعشرين دقيقة، مستهلكة قرابة ثلث فترة التداولات.

كما استمر هذا الأداء لباقي فترة تعاملات أمس، منتهيا باستنساخ هذا التوجه على شكل 3 سيناريوهات متشابهة، بالطول الزمني والسعري تقريبا، لتنهي السوق تداولاتها أمس عند مستوى 9783 نقطة بارتفاع 33 نقطة تعادل 0.35 في المائة عبر تداول 170.9 مليون سهم بقيمة 7.1 مليار ريال (1.89 مليار دولار). في المقابل تنازلت أسهم شركة زين السعودية عن تصدر قائمة الشركات الأكثر كمية تداول أمس، بعد أن احتلتها وبجدارة أسهم شركة النقل البحري والتي أضافت إليها المركز الأول بين الشركات الأكثر قيمة، إذ استحوذت «النقل البحري» على 13.4 في المائة من إجمالي كمية الأسهم المتداولة في السوق، و9.3 في المائة من إجمالي السيولة. وأوضح لـ«الشرق الأوسط» عبد الله الكوير محلل مالي، أن الاهتمام الواضح على أسهم بعض الشركات في سوق الأسهم السعودية يأتي نتيجة للتغير الايجابي لأسعار النشاط الرئيسي لبعض الشركات في الفترة الأخيرة، وخصوصا بعض شركات قطاع النقل التي شهدت أسهم أحدى شركاته نشاطا قويا في حجم الأسهم المتداولة مع ارتفاع أسعار النقل. ويرى المحلل المالي أن هذا التوجه بحد ذاته يرفع من مكانة السوق من ناحية مهنية، حيث تعزز هذه الصفات الاهتمام الاستثماري الذي يركز عليه المتعاملون في السوق على الرغم من السيطرة المضاربية التي تتحكم في توجهات المؤشر العام في الفترة الحالية، والتي لم تثنهم عن الاستفادة من امتياز الإجراء الاستثماري الذي تكشف عنه بعض الشركات.

من ناحيته أكد لـ«الشرق الأوسط» خالد الحربي محلل فني، أن المؤشر العام لا يزال يظهر رغبة قوية فنيا في الوصول إلى منطقة الحاجز النفسي، على الرغم من التوعك الذي يصادفه مسار السوق، خصوصا بعد الضربة القوية التي نالت من ارتفاع السوق في الفترة الماضية.

وأفاد المحلل الفني، أن السوق لا تزال تحاول تخطي أزمة هذه التراجعات بالتمسك لليوم الثاني على التوالي في المنطقة الخضراء، إلا أن الزخم الحالي الذي يدفع المؤشر العام إلى المستويات الحالية، لا يبدو قادرا على حمل التعاملات إلى ما فوق مستوى 10 آلاف نقطة، إلا بظهور حيوية جديدة على أسهم الشركات القيادية في تعاملات الأسبوع المقبل.