النفط يزحف نحو مستويات جديدة.. والذهب يحلق عاليا وسط تراجع الدولار

البنوك البريطانية تستبدل أصولا بقيمة 180 مليار دولار > توقعات بأن يبلغ متوسط سعر الخام الأميركي 141 دولارا للبرميل في النصف الثاني

TT

اخترقت أسعار النفط العالمية أمس مستويات جديدة، ويشير العديد من الخبراء الى ان الأسواق يبدو انها عازمة على الدفع باتجاه حاجز الـ130 دولارا للبرميل الواحد.

فقد ارتفع النفط إلى مستوى قياسي جديد مقتربا من128 دولارا للبرميل أمس، يدعمه انخفاض الدولار وزيادة أسعار المشتقات، فضلا عن إقبال واسع في الصين وأوروبا على شراء الديزل، وسط شح الإمدادات العالمية.

وعززت الارتفاع أنباء أن غولدمان ساكس أكثر بنوك الاستثمار نشاطا في أسواق الطاقة رفع توقعاته لمتوسط سعر الخام في النصف الثاني من العام، إلى 141 دولارا للبرميل من107 دولارات للبرميل في تقديراته السابقة.

ورفع غولدمان ساكس أمس توقعاته لأسعار النفط في النصف الثاني من العام الحالي على نحو حاد، في ما عزاه إلى شح المعروض.

وقال البنك انه يتوقع أن يبلغ متوسط سعر الخام الاميركي 141 دولارا للبرميل في النصف الثاني من عام 2008، وذلك صعودا من 107 دولارات في تقديره السابق. كما توقع غولدمان استمرار ارتفاع الأسعار في العام القادم لتصل إلى 148 دولارا في المتوسط.

وقال غولدمان انه على الرغم من تقدم المصادر البديلة مثل الوقود الحيوي إلا أن نمو المعروض النفطي تباطأ إلى واحد بالمائة من 1.8 في المائة في 2005 وهو ما يقل أيضا عن توقعات البنك لنمو الناتج الإجمالي العالمي في 2008 بنسبة 3.8 في المائة.

وقال البنك «نظرا لعدم التوازن فان أسعار النفط ستواصل الارتفاع على المدى الطويل». وغولدمان هو أحدث بنك يرفع توقعاته للسعر هذا الأسبوع.

وسجل الخام الاميركي الخفيف تسليم يونيو (حزيران) مرتفعا قياسيا جديدا عند 127.82 دولار قبل أن يتراجع إلى 127.7 دولار للبرميل في الساعة 13:23 بتوقيت غرينتش وذلك بزيادة 3.58 دولار. في حين صعد مزيج برنت في لندن 3.53 دولار إلى 126.16 دولار للبرميل.

ومما يعزز أسعار النفط قوة الطلب من بلدان نامية مثل الصين. ويتوقع ارتفاع مشتريات شركة بتروتشاينا من الديزل بأكثر من الثلث في يونيو مقارنة مع مايو (أيار) في أعقاب الزلزال المدمر الذي عطل بعض إمدادات الطاقة التي يستخدم في توليدها الغاز الطبيعي.

وقال لرويترز روبرت لولين من ام.اف غلوبال: الناس يبحثون عن الديزل. الوضع سيئ منذ زلزال يوم الاثنين في الصين. من جهته أرجع ايغون فينبرغ خبير شؤون النفط في مصرف كومرتس بنك الألماني ارتفاع السعر، إلى المخاوف من حدوث نقص في إمدادات المنتجات النفطية، وخاصة الخفيفة.

كما ارتفع سعر الذهب نحو اثنين في المائة أمس مقتربا من مستوى 900 دولار للأوقية )الاونصة) يدعمه ارتفاع سعر النفط وإقبال على الشراء بفعل عوامل فنية. وصعد سعر الذهب في المعاملات الفورية إلى 899.15 دولار للأوقية بالمقارنة مع 881.55- 882.75 دولار للأوقية في أواخر المعاملات في نيويورك أول من أمس الخميس.

وواصل الدولار خسائره مقابل اليورو وتخلى عن مكاسبه أمام الين أمس، متأثرا بتقرير يظهر تراجع ثقة المستهلك الاميركي في مايو (أيار) إلى أدنى مستوياتها منذ 28 عاما. وارتفع اليورو 0.3 في المائة مسجلا 1.5494 دولار مقارنة مع 1.5485 دولار قبل صدور التقرير. وكانت العملة الموحدة قد صعدت إلى 1.5522 دولار الليلة الماضية. وتراجع الدولار 0.1 في المائة إلى 104.60 ين مقابل 104.77 ين في وقت سابق من المعاملات.

وقالت كاميلا سوتون محللة العملة لدى سكوشيا كابيتال في تورونتو: «العنوان الرئيسي أضعف من المتوقع، مما يبرز أن ثقة المستهلك في الولايات المتحدة أمامها طريق طويل قبل أن تستقر».

كما انخفض الجنيه الإسترليني مقابل اليورو الأوروبي أمس وسط تخوف المستثمرين من التعامل به بفعل المخاوف من تداعيات ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو الاقتصادي في بريطانيا.

من ناحية ثانية، قالت صحيفة «فايننشال تايمز» أمس ان البنوك البريطانية تستعد لمبادلة أصول مضمونة برهون عقارية بقيمة تتراوح بين 80 و90 مليار جنيه إسترليني (1160ـ 180 مليار دولار) بأذون خزانة بريطانية أي نحو ضعف القيمة التي تبناها البنك المركزي عندما كشف عن خطته لفك تجميد سوق الإقراض المصرفي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر من سوق الأذون والسندات قولها، ان البنوك اتصلت بوكالات التصنيف الائتماني بشأن كيفية إعادة هيكلة صفقات ستحصل على تصنيف AAA))، المطلوب للأوراق المالية المقرر مبادلتها بأذون خزانة يمكن استخدامها فيما بعد لجمع تمويل نقدي. وجاءت هذه الخطوة وسط دلائل على ان الإقراض فيما بين البنوك أصبح أكثر صعوبة بالنسبة للبنوك التي لا يمكنها وضع ضمانات لسداد ديونها.