«الفاو» تتوقع ارتفاع إنتاج المحاصيل الزراعية

زيادة الوقود الحيوي 40%

TT

توقعت الامم المتحدة امس ان يشهد العالم حصاداً وفيراً للمحاصيل هذا العام، لكن ذلك قد لا يكفي لحماية أفقر الدول من التكاليف المرتفعة للغذاء التي زادت بمقدار اربعة امثال عما كانت عليه في بداية العقد.

وأوضح تقرير لمنظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو) انه من المتوقع ارتفاع قيمة فاتورة واردات الغذاء بالنسبة للدول ذات الدخل المنخفض إلى 169 مليار دولار خلال العام الحالي بزيادة نسبتها 40% عن العام الماضي.

وأضاف التقرير ان زيادة الزراعات والطقس الجيد سيوفران محصول قمح اكبر بنسبة 8.7 في المائة عن محصول العام الماضي، وهو احد اسباب تراجع اسعار القمح بحوالي 50 في المائة منذ فبراير (شباط).

لكن إمدادات الارز، المادة الغذائية الرئيسية لأكثر من نصف سكان الارض، ستبقى ناقصة في الاسواق العالمية. وقد تجد الدول الفقيرة، التي تعتمد على واردات الغذاء، ان تكاليف الواردات الغذائية ارتفعت بنسبة 40 في المائة هذا العام بعد زيادة مماثلة في السعر عام 2007.

وقال حافظ غانم، مساعد مدير عام منظمة فاو، إن «الغذاء لم يعد السلعة الرخيصة كما كان في وقت من الأوقات. وأسعار الغذاء المرتفعة تزيد تدهور المستوى غير المقبول لانتشار الجوع الذي يعاني منه 854 مليون شخص في العالم».

وقالت المنظمة انه من المتوقع ارتفاع الانتاج العالمي من الحبوب بنسبة 3.8 في المائة مدعوما بالإنتاج الوفير من القمح. وسيزيد انتاج الولايات المتحدة منه بنسبة 16 في المائة مقارنة بالعام الماضي في اكبر حصاد له منذ عام 1998. وسيشهد الاتحاد الاوروبي ـ الذي اوقف مبدأ (التجنيب) التي تجبر المزارعين على ترك حقول بدون زراعة على مدى موسم لإراحتها ـ زيادة في انتاج القمح بنسبة 13 في المائة.

وقالت المنظمة إن الطلب المتزايد باستمرار والتكاليف المرتفعة والحاجة لتجديد المخزونات كلها عوامل ستمنع انهيار الاسعار.

وأضافت في التقرير «في الاسابيع القليلة الماضية، بدأت الاسعار العالمية لكثير من السلع الزراعية في التراجع. ولا تنبئ المؤشرات الاولية بمزيد من الانخفاض في الشهور القادمة. لكن من غير المرجح ان تعود الاسعار الى المستويات المنخفضة بسبب مجموعة من الاسباب».

ومن المتوقع ان يرتفع انتاج الارز هذا العام بنسبة 2.3 في المائة وعلى عكس العام الماضي سيزيد الانتاج على الاستهلاك.

لكن القيود على التصدير التي فرضتها كثير من الدول المنتجة لحماية توافر السلعة باسواقها المحلية ستعني عدم توافر ما يكفي من الارز في الاسواق العالمية لخفض الاسعار التي ارتفعت بنسبة 71 في المائة في الشهور الاربعة الاولى من عام 2008. وقال تقرير (الفاو) ان كمية الحبوب المستخدمة في إنتاج الوقود سترتفع بنسبة 40 في المائة هذا العام. ومن بين 98 مليون طن لإنتاج الوقود الحيوي سيمثل الذرة 92 مليون طن وسيحول منها 79 مليون طن الى ايثانول في الولايات المتحدة.

وكان استخدام الغذاء لإنتاج الوقود موضع إشادة في اوروبا واميركا الشمالية في وقت ما باعتباره بديلا آمنا من الناحية البيئية للوقود الحفري لكنه اصبح موضع جدل متزايد مع ارتفاع اسعار الغذاء العالمية.