«ليمان براذرز» الأميركية تتجه لإنهاء الإجراءات النظامية لتأسيس بنك استثماري في السعودية

انتهت من إشهار الاسم التجاري.. وتنتظر إعلان رخصة «السوق المالية»

المقر المركزي لـ«ليمان براذرز» في نيويورك (رويترز)
TT

تنهي حاليا المؤسسة المالية الأميركية العريقة «ليمان براذرز» أوراقها الرسمية لإشهارها كبنك استثماري أجنبي في السعودية، ولتنظم إلى سوق شركات المال والمصارف والوساطة المالية، التي خّول لها العمل وبدء نشاطها داخل البلاد.

وأفصحت معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» أن الشركة الأميركية في طور إنهاء الإجراءات الرسمية المتعلقة في هذا الصدد، حيث وصلت بياناتها وأوراقها المستندية والقانونية لدى وزارة التجارة والصناعة السعودية، في وقت تعذر الوصول إلى الرأسمال الذي ستبدأ به نشاطها رسميا. ويبلغ عدد المؤسسات المالية ـ التي سمح لها ببدء عملها بعد الترخيص من قبل هيئة السوق المالية لها، الجهة الرسمية العليا المخولة للإشراف على السوق المالية السعودية ـ حتى الآن 90 شركة توزعت بين مؤسسات لإدارة الأصول، وبنوك استثمارية، وشركات وساطة مالية، وشركات ذات نشاطات متعددة.

وتصنف 15 شركة من الشركات المالية المرخصة على أنها عالمية لانتشارها الواسع وتوزع فروعها ونجاح منتجاتها، حيث يكفي الإشارة إلى أسماء من مثل مير لينش، وإتش إس بي سي، وجي بي مورغان، ومورغان ستانلي، وكاليون وكام الفرنسيين، وغلودمان ساكس، وسويكورب وأخيرا تم الترخيص لشركة نومورا اليابانية ذائعة الصيت، إضافة إلى أن إجراءات عملاق البنوك السويسرية يو بي إس ما زالت في طور الحصول على الرخصة في السوق السعودية، التي تعتبر أكبر الأسواق المالية في المنطقة.

وستحمل الشركة المالية الجديدة مسمى «ليمان براذرز العربية السعودية»، في إشارة واضحة إلى توسع الشركة لتمتد أنشطتها لمناطق أخرى مرتكزة في قدرتها وإمكانياتها الرئيسية من السعودية، أقوى اقتصاديات منطقة الشرق الأوسط، بينما ستعتمد على الأنشطة الأوراق المالية مجالا للعمل لها من دون أن تحدد ذلك إلا بعد الانتهاء من تأسيسها كمنشأة رسمية قائمة، بالتنسيق مع هيئة السوق المالية.

وكشفت «الشرق الأوسط» عن دخول «ليمان براذرز» من أكثر من عام وتحديدا في 5 مارس (آذار) 2007، عندما أسرت مصادر عن توجه الشركة العالمية ذات الشهرة الواسعة في تقديم الخدمات المالية، لدخول السعودية التي لديها أضخم سوق مالية في منطقة الشرق الأوسط، مما يجعلها خيارا استراتيجيا لانطلاق أعمال البنوك والمصارف العالمية.

وكانت العاصمة السعودية قد استضافت مطلع مارس من العام الماضي وفدا من 25 شركة ومؤسسة مالية واستثمارية وخدماتية من عملاء مؤسسة ليمان براذرزالمالية، عقدوا خلالها اجتماعات مكثفة مع المسؤولين الماليين في السعودية، ضمن زيارة شملت دولا خليجية أخرى.

وبمحاولة الاتصال بالمسؤولين في الشركة تعذر ذلك، إلا من كلمات قليلة على لسان وكيلها الإعلامي شركة «برونسويك غلف ليمتد» حيث ذكرت أن تحركات ليمان براذرز شملت تسليم الأوراق التي لم تنه بعد، بينما يحتاج الترخيص بعض الوقت، مشيرين الى استهدافهم السوق السعودية، بأن السوق المالية السعودية مغرية وضخمة وتحتاج إلى مزيد من التفعيل على صعيد الخدمات الاستثمارية والمالية. وينتظر أن يكون دخول الشركة إضافة جديدة لنشاط الخدمات المالية في السعودية، حيث تمثل «ليمان براذرز» واحدة من أبرز وأقدم المؤسسات المالية في الولايات المتحدة الأميركية، بل ان تاريخها يمتد منذ انطلاقة طفرة دولة الولايات المتحدة وانتشارها على الصعيد العالمي، حيث أطلق المهاجر الألماني هنري ليمان متجره الصغير في مدينة مونتغمري، بولاية ألاباما عام 1844، قبل أن يشاركه أخواه بعد ست سنوات. واحتفلت «ليمان براذرز» خلال عام 2000 بمرور 150 عاما على تأسيسها كواحدة من أقدم المؤسسات المالية، التي أشرفت على أكبر الاكتتابات وقدمت أول اكتتاب من نوعه على الإنترنت. وتتمتع «ليمان براذرز»، بموقع ريادي في مجال الخدمات المصرفية الاستثمارية على المستوى العالمي، وعلى وجه التحديد في مجال بيع الأسهم وأدوات الاستثمار ثابتة الدخل، التداول والبحث، إدارة الاستثمارات الخاصة، إدارة الأصول والاستثمار المباشر، ويقع مركز الشركة الرئيس في نيويورك، إضافة إلى مراكز إقليمية رئيسة في لندن وطوكيو وشبكة من المكاتب حول العالم.