السوق تتراجع وتشطب نقاط تعاملات 4 أيام ماضية

خلل في نظام الوساطة يربك التداولات ويثير التساؤل حول القدرة على احتواء إدراج «الإنماء»

جانب من تداولات الاسهم السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

تراجعت سوق الأسهم السعودية عن الاتجاه الايجابي الذي طغى على تعاملات أول من أمس، بعد أن عانى المؤشر العام من التراجع القوي الذي لحق بمستوياته النقطية، بعد أن فقدت أسهم الشركات القيادية مكاسبها المحققة في تداولات الأحد، بالإضافة إلى تراجع شامل للقطاعات باستثناء قطاع الطاقة والمرافق الخدمية.

حيث عاودت أسهم الشركات القيادية الانخفاض القوي الذي انسحب على أسهم شركات السوق، الأمر الذي دفع السوق إلى إلغاء حركة تصاعدية طفيفة تمت في اربعة أيام تداول، والرجوع إلى مستويات الاثنين قبل الماضي، والذي يوضح حجم الخسارة القوية التي لحقت بتعاملات الأمس قياسا بأداء السوق في الفترة القريبة الماضية. كما شاركت أسهم شركات السوق المؤشر العام تشاؤمه، بعد أن لجأت أسهم 91.4 في المائة من شركات السوق إلى التراجع، ولم يفلح في التمرد على السوق سوى أسهم 7 شركات اتجهت إلى الصعود الطفيف في مقدمتها أسهم «الدوائية» بارتفاع 2.7 في المائة، مع استقرار أسهم 3 شركات فقط. كما استضافت السوق أمس أسهم مجموعة محمد المعجل، والتي افتتحت عند مستوى 86 ريالا (22.9 دولار)، لتتجه إلى أعلى مستوياتها عند 94 ريالا (24.98 دولار) بصعود قوامه 34.2 في المائة مقارنة بسعر الاكتتاب الذي كان بـ 70 ريالا (18.6 دولار)، لتنجرف أسهم الشركة مع اتجاه السوق الهابط لتزور مستوى 81.25 ريال (21.6 دولار)، وتغلق بالقرب من المستويات الدنيا عند 82 ريالا (21.8 دولار) محققة مكاسب بنسبة 17.1 قياسا بسعر الاكتتاب.

كما جذبت أسهم «المعجل» الاهتمام قبل السيولة التي تم تداولها على الشركة 37.2 مليون سهم تمثل 22.6 في المائة من إجمالي عدد الأسهم المتداولة في السوق أمس، والتي تمت بقيمة 3.28 مليار ريال (874.6 مليون دولار) مستحوذة على 39.2 في المائة من إجمالي قيمة تعاملات السوق.

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 9553 نقطة بانخفاض 162 نقطة تعادل 1.67 في المائة، عير تداول 167.3 مليون سهم بقيمة 8.37 مليار ريال (2.23 مليار دولار)، لتقفل السوق تعاملاتها أمس بالقرب من المستويات الدنيا للمؤشر العام والتي كانت عند مستوى 9527 نقطة. في المقابل عانى المتداولون أمس من الأعطال التي طرأت على أنظمة التداول في شركات الوساطة، والتي كشفت عن ضعف في البينة الفنية، التي من المفترض أن تواكب تطور السوق، خصوصا أن التعاملات الأخيرة لم تشهد تغييرا قويا يبرر هذا الإرباك من قبل نظام الوساطة، والناتج عن إضافة أسهم مجموعة «المعجل»، ليكون القلق ثقيلا على نفسيات المتعاملين المترقبين لإدراج أسهم مصرف الإنماء التي تعد من الوزن الثقيل.

أمام ذلك أشار لـ«الشرق الأوسط» أحمد التويجري محلل مالي، أن سوق الأسهم السعودية عانت في تعاملاتها أمس من الإشاعات القوية التي تدور حول إدراج مصرف الإنماء، والذي بات منطقيا في نظر البعض بعد تراجع أسهم الشركات القيادية التي شهدت صعودا قويا في تعاملات أول من أمس.

وأكد على أن بطء تنفيذ الأوامر في المحافظ والناتج عن خلل فني من شركات الوساطة، زاد من مصداقية الإشاعات خصوصا أن التدافع على البيع هو السبب الدارج على مثل هذه الأعطال، مع عدم وجود مبرر لهذه الأحداث وعلى وجه الخصوص أن إدراج أسهم مجموعة محمد المعجل لا يمكن أن تكون مبررا مقنعا لهذا الحدث. من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» محمد الخالدي محلل فني، أن المؤشر العام رضخ لرغبة أسهم الشركات القيادية التي أعادت السوق إلى مستويات المسار الصاعد من جديد، مفيدا أن هذا التوجه من المفترض أن يكون نهاية الغموض في مسار السوق، خصوصا أن الارتداد من هذه المستويات يجعل المصداقية عالية في الاتجاه المقبل.