المؤشر العام يسجل أدنى مستويات إغلاق منذ 50 يوما

إدراج أسهم «الإنماء» ابتداء من الثلاثاء المقبل

جانب من تداولات الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

سجلت سوق الأسهم السعودية تراجعا ملحوظا أمس، فيما أعلنت هيئة السوق المالية أمس إدراج أسهم مصرف الإنماء للتداول بداية من الثلاثاء المقبل، ضمن قطاع المصارف والخدمات المالية بالرمز 1150، الأمر الذي جعل المتداولين يعيدون الانخفاضات المتلاحقة التي أصابت السوق مؤخرا إلى هذا الإعلان المهم، والذي يعد من أضخم الإدراجات في سوق الأسهم السعودية.

ويبرز الأثر السلبي لمثل هذه الادراجات على تداولات سوق الأسهم السعودية، بفعل الانطباع التاريخي الذي تملك المتداولين حول الإدراجات الحديثة والتي تستخدم غالبا كمؤثر حتمي على اتجاهات السوق، بحجة تسرب السيولة من أسهم الشركات المتداولة في انتظار أسهم الشركة الجديدة، خصوصا وأن هذه السيولة التي ستفقدها السوق ستكون كبيرة مقارنة بحجم الإدراج الجديد.

كما دفعت هذه التطورات المؤشر العام ليسجل أمس أدنى مستويات إغلاق له منذ 50 يوما، بعد أن وقفت التعاملات عند مستوى دون 9500 نقطة، والتي ابتعدت عنها السوق منذ تعاملات 8 أبريل (نيسان) الماضي، ليظهر حجم تأثير الانخفاضات المتتالية التي لازمت السوق منذ ملامسة المؤشر العام للمستويات العليا لهذه الموجة والتي تقع عند مستوى 10121 نقطة.

وسادت الأجواء التشاؤمية أجواء المتعاملين المتخوفين من قدرة السوق على استيعاب هذا الطرح الضخم والذي كرسه ضعف تفاعل الجوانب الفنية مع الإدراجات الحديثة رغم صغر حجمها، مما زاد مبدأ التدافع على البيع خوفا من أن تسبق الأعطال الفنية للأوامر قرارات المتداولين في البيع، خصوصا مع تجربة هذا السيناريو مع إدراج أسهم مجموعة محمد المعجل أول من أمس.

وأنهت سوق الأسهم السعودية تعاملاتها أمس عند مستوى 9482 نقطة بانخفاض 71 نقطة تعادل 0.74 في المائة عبر تداول 118.8 مليون سهم بقيمة 5.6 مليار ريال (1.49 مليار دولار)، لتتراجع مستويات السيولة المدارة أمس بنسبة 33.1 في المائة مقارنة بقيمة التعاملات لأول من أمس. وكان قطاع التأمين أشد المتأثرين من نزوة التراجع الحاد أمس، متأثرا بانخفاض أسهم شركة «ملاذ» بالنسبة الدنيا، ليغلق مؤشر القطاع على تراجع قوامه 2.3 في المائة، على الرغم من تصدر أسهم شركة «سند» شركات السوق من حيث نسبة الارتفاع، صاعدة بمعدل 6.6 في المائة. ويرى فهد السلمان مراقب لتعاملات السوق في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن سوق الأسهم السعودية تعاني من الإشاعات التي تضغط سلبا على التداولات، وتجعل المتعاملين في خانة المترقب لأي خسارة مقبلة جراء أي إعلان يكون مكرسا لمصداقية الإشاعات، التي غالبا ما تكون استباقا للأنباء الرسمية.

ويؤكد السلمان على ضرورة عدم رفع مصداقية هذه الإشاعات، والتي تأتي من توافق الإعلانات الرسمية لهذه المقولات التي كانت قبل إعلانها رسميا مجرد إشاعات يعاب على متداوليها، مفيدا بأن هذا السلوك في انسجام الجهات المنضمة للسوق مع مروجي الإشاعات يكرس هذا المفهوم، ويجعل تأثر التعاملات بها حتميا. من ناحيته، أوضح لـ«الشرق الأوسط» علي الفضلي، محلل فني، أن المؤشر العام فشل في الثبات فوق المسار الصاعد الذي كونه منذ عام تقريبا، الأمر الذي يعكس مدى السلبية التي اكتنفت السوق في الفترة الماضية، ليس على سبيل النقاط فحسب ولكن حتى على الحركة الفنية للمؤشر العام.

وأفاد المحلل الفني بأنه على الرغم من الإغلاق السلبي الذي عكسته السوق في تعاملات أمس، إلا أن تداولات اليوم والتي تحدد إغلاق التعاملات الأسبوعية، تعد الأهم في توقع حركة السوق المستقبلية، والتي تؤكد الهدف السعري للسوق في الفترة المقبلة، بعد تدني أحجام التداول مع كسر المسار الصاعد والذي يحتاج على تأكيدات فنية لقبول هذا الحدث.