اتفاق الدوحة وانتخاب الرئيس يعيدان لبنان إلى قلب السياحة السعودية

الحجوزات بدأت تتصاعد إلى أرقام قياسية

حركة الحجوزات باتت ملموسة في مكاتب السفر والسياحة السعودية (تصوير: عبد الله عتيق)
TT

أكد مستثمرون في قطاع السفر والسياحة في السعودية، ارتفاع معدلات حجوزات السفر من الأسر السعودية، التي تعتزم قضاء اجازاتها السنوية هذا العام في الأراضي اللبنانية.

وقال الدكتور ناصر الطيار، رئيس مجلس إدارة مجموعة الطيار للسفر والسياحة، ان الحجوزات المتجهة إلى لبنان، بدأت تتصاعد إلى أرقام قياسية، بعد التوافق الذي توصلت اليه الأطراف اللبنانية خلال الأيام القليلة الماضية، مشيراً في الوقت نفسه إلى عدم وجود إمكانية حجوزات على الطائرات السعودية واللبنانية في آنٍ واحد، جراء زيادة الطلب على السفر للبنان.

وأكد الطيار لـ«الشرق الأوسط» أن جميع الطائرات التي تتحرك من السعودية، ودول الخليج، بلغت أرقاما قياسية من حيث الحجوزات، بعد اتفاق الدوحة الذي توصلت اليه الأطراف اللبنانية المتنازعة، جراء الفراغ الرئاسي الذي وضع لبنان خارج الخارطة العالمية على مدى 6 أشهر.

وقال ناصر الطيار ان للبنان خاصية مُعينة في نفوس السياح السعوديين، على خلاف بعض الدول العربية والأوروبية والشرق آسيوية، لما تمتلكه من مواقع سياحية، وأجواء طبيعية جاذبة للسياح على مستوى الخليج، ومستوى السعودية على وجه التحديد.

وكشف الطيار عن توجه أكثر من 2000 راكب بشكل يومي من السعودية للعاصمة اللبنانية بيروت، عبر عدد من طائرات الخطوط السعودية، واللبنانية، من العاصمة الرياض، وجدة، في حركة باتت تواجه ازدحاماً شديداً قبل دخول فترة الإجازة الصيفية بالنسبة للسعوديين، والأسر السعودية على حدٍ سواء.

إلى ذلك، قال مقداد المقداد، مدير عام طيران الشرق الأوسط اللبناني (ميدل إيست) في السعودية، ان مكاتب شركته في السعودية، تنتظر موافقة الشركة الأم على طلب رحلات إضافية من عدد من المدن السعودية، جراء طلبات الحجوزات التي وصفها بـ«الضخمة»، عقب التوافق الذي توصلت إليه الأطراف المتنازعة في لبنان.

وبين لـ«الشرق الأوسط» أن الطلبات الهاتفية التي تبلغهم بشكل يومي، بلغت أرقاماً قياسية، مشيراً في الحين ذاته إلى تغيير وجهات عدد كبير من الأسر السعودية، التي كانت تنوي السفر وقضاء الإجازة الصيفية في دول أخرى، قامت بتغيير وجهة سفرها إلى لبنان عقب التهدئة.

وأشار إلى أن الطلبات على حجوزات الفنادق اللبنانية، من قبل الأسر السعودية، باتت ترتفع بشكل ملموس، متوقعاً في الوقت نفسه أن تكون فترة الصيف لهذا العام، أكبر من الأعوام السابقة، خصوصاً أن الحركة السياحية في لبنان، تعرضت للشلل خلال الأعوام القليلة الماضية، جراء الأحداث المُتكررة التي شهدتها الأراضي اللبنانية على مدى الأعوام الفائتة.

وقال إن عودة حركة الطيران إلى وضعها الطبيعي، فرجت الأزمة على آلاف الأسر اللبنانية القاطنة في السعودية، التي أعاقت الأحداث ترددهم بالسفر إلى بلادهم على غرار الأزمة التي انفرجت.

وكانت حركة السفر والسياحة قد تعرضت للشلل خلال العامين الماضيين، من قبل السياح السعوديين والخليجيين، لأسباب عدم الاتفاق السياسي الذي تعرضت له لبنان، وهو ما أرهق الكثير من اللبنانيين، الذين يجدون في مواسم الصيف، مجالاً خصباً لهم، من حيث حركتهم التجارية والسياحية.

وخلال الأسابيع الماضية، خلفت الأزمة التي تعرضت لها العاصمة اللبنانية بيروت ومدن أخرى في لبنان، والتي أدت إلى إغلاق مطار رفيق الحريري الدولي، وهو المطار الرئيسي في لبنان، إعاقة لحركة الطيران من وإلى لبنان، أدت إلى توقف عدد من الرحلات السعودية والخليجية وطائرات الشرق الأوسط، وهي شركة الطيران الأم في لبنان، في خطوة أدت إلى تراجع الحركة السياحية في لبنان.