صندوق سعودي إسباني يضخ 200 مليون دولار في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية

يركز على الاستثمار في البنى التحتية والطاقة والموانئ

فهد الرشيد والدكتور أبراهارد غويربر أثناء توقيع الاتفاقية، ويبدو موراتينوس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني، والدباغ محافظ الهيئة العامة السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

أعلنت شركة إعمار المدينة الاقتصادية عن توقيع مذكرة تفاهم مع الصندوق الاستثماري السعودي الإسباني يقوم بموجبه الصندوق بالاستثمار في عدد من مشاريع البنية التحتية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية في غرب السعودية.

وتشمل قيمة مذكرة التفاهم التي وقعها الطرفان نحو 200 مليون دولار، تتضمن مشاريع يستثمر بها الصندوق في مجالات الطاقة والمياه والنقل والموانئ.

ووقع مذكرة التفاهم كل من فهد الرشيد، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «إعمار المدينة الاقتصادية»، والدكتور أبراهارد غويربر، رئيس مجلس إدارة الصندوق في مدينة جدة السعودية، بحضور ميغيل انخيل موراتينوس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإسباني، وعمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة السعودية. وتم إطلاق الصندوق الاستثماري السعودي الإسباني للبنية التحتية بتمويل كامل من القطاع الخاص في البلدين وذلك للاستثمار في مشاريع البنية التحتية في المدن الاقتصادية وغيرها من مدن السعودية برأسمال مبدئي يبلغ مليار دولار، وذلك خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لإسبانيا العام الماضي.

وأكد عمرو الدباغ محافظ الهيئة العامة للاستثمار السعودية أن الصندوق يدار من قبل القطاع الخاص، دون أي مشاركة مالية من القطاع العام، ودون أية التزامات على حكومتي البلدين، موضحاً أن تمويل الصندوق يتم بالكامل وفي جميع المراحل من قبل المستثمرين، وفي مقدمتهم الشركات الكبرى في البلدين والشركات المطورة للمدن الاقتصادية في السعودية. وأشار الدباغ إلى امتلاك كل من الاقتصاد السعودي والإسباني عدداً من العناصر المشتركة التي تعززها العلاقات التاريخية المتينة بين الدولتين وما يتمتع به كل منهما من مكانة راسخة على المستويين الإقليمي والعالمي مشجعاً الشركات السعودية والأسبانية بالاستفادة من تلك المزايا.

كما أوضح الدباغ أن المزايا التنافسية التي تتمتع بها إسبانيا تمثل نقطة انطلاق ملائمة نحو الأسواق الأوروبية، وأسواق أمريكا اللاتينية نظراً للعلاقات القوية التي تجمع أسبانيا بدول أمريكا اللاتينية وخبرتها بالمنطقة، إضافة إلى ما يتمتع به سوقها من قوة شرائية متنامية.

وتعتبر الشركات الإسبانية المستثمرة في هذا الصندوق من أهم الشركات العالمية في مجال الاستثمارات الخارجية المباشرة، وتعد إسبانيا من أفضل عشر دول في العالم في قطاعات متنوعة من أهمها الطاقة والمياه والنقل والميناء.

وأضاف الدباغ أن السعودية تعتبر صلة الوصل الرئيسية بين الشرق والغرب ويمكن استثمار موقعها كنقطة انطلاق لسلع وخدمات تصل إلى قاعدة كبيرة من العملاء والمستهلكين يصل عددهم إلى 250 مليون نسمة في الدول المجاورة للمملكة، وتبعد عنها مسافة لا تتجاوز الثلاث ساعات بالطائرة، مبيناً أن بلاده تمتلك أكبر الاقتصاديات على مستوى الشرق الأوسط، وتتميز أسواقها بالقوة الشرائية العالية بما يجعل منها الوجهة المثلى للمستثمرين العالميين في عدد من المجالات وأهمها قطاع الطاقة والقطاعات المتفرعة عنه.

وذكر أن السوق السعودية تتمتع بتنافسية عالية إقليميا ودولياً من حيث بيئة الاقتصاد الكلي بما في ذلك معدلات التضخم وأسعار الفائدة وثبات سعر صرف العملة ومعدلات الضريبة مما يجعلها وجهة مفضلة للمستثمرين في مختلف القطاعات. وبين الدباغ إن السعودية تخطط لتطوير اقتصادها بما ينسجم مع رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، من خلال إعداد برنامج شامل لتحسين بيئة الاستثمار بصورة تدريجية ومستمرة ورفع تنافسية المملكة في جذب الاستثمار على المستوى الدولي، مشيراً إلى الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة السعودية في الإصلاح الاقتصادي وتحسين مناخ الاستثمار وفتح المزيد من القطاعات الاستثمارية، إضافة إلى الانضمام إلى منظمة التجارة الدولية.

ولفت الى أن الإقبال الاستثماري العالمي يتزايد على الأسواق السعودية حيث أصبحت المملكة أكثر الدول العربية جذباً للاستثمار الأجنبي وفقاً لعدد من التقارير الدولية المحايدة.

إلى ذلك بين فهد الرشيد، عضو مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «إعمار المدينة الاقتصادية»، أن مذكرة التفاهم تضيف العديد من المزايا الهامة لمدينة الملك عبد الله الاقتصادية، حيث ستتمكن من الاستفادة من الخبرات الإسبانية المتقدمة في العديد من المجالات مثل الطاقة والمياه والنقل والموانئ، والتي تحتل فيها إسبانيا مكانة رائدة على مستوى العالم.

وأضاف الرشيد أن مذكرة التفاهم هذه سوف توفر العديد من فرص الاستثمار المتميزة للدول الأوروبية في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية والمملكة بشكل عام، الأمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد الوطني.

من جهته أوضح عبد الرحمن السفياني، مدير عام المالية والمشرف العام على صناديق الاستثمار الخاصة بالهيئة العامة للاستثمار، أن الصندوق يتضمن استثمارات من مجموعة شركات سعودية وإسبانية رائدة في مجالات البنية التحتية، حيث يشتمل على مجموعة من الشركات تصنف ست منها ضمن أكبر 10 شركات في إسبانيا، مبيناً أن مذكرة التفاهم التي تم توقيعها اليوم تعتبر إحدى الخطوات الهامة في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين رجال الأعمال في البلدين.