«الانخفاضات الاستباقية» تهيئ السوق لاستيعاب إعلان إدراج «الإنماء»

بعد التراجع الذي انتاب المؤشر العام من منطقة 10 آلاف نقطة

جانب من تداولات الأسهم السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

أدت الانخفاضات الاستباقية التي قامت بها سوق الأسهم السعودية قبل إعلان إدراج أسهم مصرف الإنماء، إلى تهيئة التعاملات لتجاهل نبأ الإدراج، بعد أن كانت الإشاعات السابقة للإعلان أقوى تأثيرا على اتجاهات السوق، لتعيش التداولات أمس مسارا هادئا ابتعد عن الحدة في الحركة، حيث أكدت سوق الأسهم السعودية في تعاملاتها أمس أن التراجعات التي انتابت المؤشر العام خلال الفترة الماضية، كانت بمثابة تهيئة لنفسيات المتعاملين لاستيعاب إعلان إدراج وبدء تداول مصرف الإنماء من قبل هيئة السوق، بعد أن كان تفاعل السوق مع نبأ الإدراج سلبيا.

ولتكون التراجعات السابقة والتي أعادت السوق من مستويات فوق 10 آلاف نقطة، بمثابة محاولة لاستنزاف مفعول الأثر السلبي الذي ينتج عن مثل هذه الإدراجات الكبيرة، والتي لم تتجاوز ردة فعل السوق لها أمس إلا بتراجع 57 نقطة فقط، قبل أن يعود المؤشر العام إلى توازنه ويدخل المنطقة الخضراء مع آخر فترات التداول، حيث اكتفى المؤشر العام بمستوى 9425 نقطة مع بداية فترة التعاملات أمس، ليتجه بعد مرور ربع الساعة إلى الاتجاه التصاعدي، الذي كان المسيطر على تعاملات السوق، قبل أن تغلق تعاملاتها عند مستوى 9491 نقطة بارتفاع 9 نقاط تعادل 0.1 في المائة عبر تداول 124.2 مليون سهم بقيمة 5.4 مليار ريال (1.44 مليار دولار). وعلى الرغم من اللون المتفائل الذي ارتسم على المؤشر العام، إلا أن أسهم الشركات الهابطة فاقت نظيراتها الصاعدة، بعد انخفاض أسهم 52 شركة مقابل ارتفاع أسهم 44 شركة، كما أن قيمة التعاملات عاكست اتجاه السوق بتراجع 2.2 في المائة مقارنة بتعاملات أول من أمس. وأشار لـ«الشرق الأوسط» أحمد الحميدي، مراقب لتعاملات السوق، أن سوق الأسهم السعودية في تعاملاتها أمس خالفت توقعات المتداولين الذين مالوا إلى انعكاس خبر إدراج أسهم مصرف الإنماء سلبا على تعاملات السوق، إلا أن الانخفاضات المتتالية التي عاشتها السوق في الفترة الماضية، جعلت السوق مهيأة نفسيا لقبول مثل هذا الخبر.

ويؤكد أن صناع السوق تسببوا خلال الفترة الماضية بدخول السوق منطقة حيرة، بعد أن كانوا يسعون إلى الضغط السلبي على الأسعار بهدف التجميع وبمبرر الإدراجات الكبرى، إلا أن وجود صناديق استثمارية كبرى تنتظر الفرص لانتهازها، جعل الصناع في موقف المتخوف من التفريط في أسهمهم المملوكة مع وجود الأموال المتربصة. ويرى الحميدي أن هذا السلوك من قبل كبار المتعاملين في السوق يثبت جدوى السوق على المدى المتوسط والبعيد، والذي يستشف منه انتظار السوق لارتفاعات مستقبلية، تجعل الصناع متلهفين لاقتناء أكبر قدر من أسهم بعض الشركات، قبل التحرك السعري، مفيدا أن الأداء الإيجابي لأسهم بعض الشركات يكشف إيجابية السوق رغم تراجع المؤشر العام. وأفاد محمد الخالدي، محلل فني، أن المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية، لم يستطع استعادة المسار الصاعد الذي بدأه منذ قرابة عام، والذي افتقدته التعاملات بداية من أول أمس، ليستمر الأثر السلبي على حركة المؤشر العام الفنية، رغم الارتفاع الطفيف الذي خالج اتجاه السوق في التعاملات الأخيرة.

وأكد أن السلبية تكمن في أن المؤشر العام تخلى عن الاتجاه المتفائل مع الإغلاق الأسبوعي، والذي يكرس السلبية في توجهات السوق على الأقل في بداية تعاملات الأسبوع المقبل، مضيفا أن الارتداد الذي انتاب التعاملات أمس يبرر فنيا كونه لامس مستويات متوسط 200 يوم الموزون، والتي تقع عند مستوى 9425 نقطة تقريبا.