كشف الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة رئيس مجلس محافظي البنك الإسلامي للتنمية ووزير المالية في البحرين، عن برنامج عاجل قرره مجلس محافظي البنك لمواجهة أزمة الغذاء العالمية التي تأثرت بها عدد من الدول الأعضاء الأقل نموا، وذلك بتخصيص 1.5 مليار دولار لمساعدة تلك الدول في تحقيق الأمن الغذائي على المدى المتوسط والبعيد. وأوضح خلال الجلسة الختامية للاجتماع الـ33 للبنك أن مدة البرنامج الذي سيستمر لمدة خمس سنوات، الذي جاء الإعلان عنه تحت اسم «إعلان جدة» لدعم ومساعدة الدول الأعضاء الأقل نموا المتضررة من أزمة الغذاء العالمية، وسيتم توفير الجزء الأكبر من التمويل الخاص بهذا البرنامج من خلال موارد البنك العادية الذي سيوفر مليارا وخمسين مليون دولار، سيتم استخدامها في شكل منح وقروض ميسرة، إلى جانب مساهمة المؤسسة الإسلامية الدولية لتمويل التجارة بمبلغ 250 مليون دولار، والمؤسسة الإسلامية لتنمية القطاع الخاص بمبلغ 200 مليون دولار.
حيث ستسهم المؤسستان في البرنامج من خلال الأنشطة التي تتلاءم مع مجال عملهما، وسيتم وضع البرنامج تحت مظلة صندوق التضامن الإسلامي للتنمية، الذي أطلقه البنك العام الماضي.
وأضاف آل خليفة أن البرنامج يسعى إلى القيام بخطوات عاجلة، للمساهمة في توفير الغذاء من خلال بناء مخزون استراتيجي في الدول الأكثر تضرراً وتوفير البذور والأسمدة والمبيدات المتعلقة بالجانب الزراعي، إلى جانب توفير العلف الحيواني للمحافظة على الثروة الحيوانية وتطويرها. وسيتجه البرنامج على المدى المتوسط والطويل إلى البحث عن مشروعات للتنمية والأمن الغذائي وتشجيع مبادرات التعاون بين القطاعات العام والخاص، إلى جانب دعم قدرات البحث العلمي في مجال الزراعة وتقديم خطوط تمويلات لمشاريع زراعية وتنظيم مؤتمرات لتشجيع الاستثمار في الزراعة، وذلك في إطار دعم الشراكة بين الدول الأعضاء والاستفادة من مواردها الطبيعية والبشرية وتكثيف التعاون مع المؤسسات الإقليمية والدولية الناشطة في هذا المجال.
وكان الاجتماع الثالث والثلاثين لمجلس محافظي بنك التنمية الإسلامي قد اختتم فعالياته بالأمس في جدة بعد أن افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله آل سعود قبل ثلاثة أيام، وصدر عن هذا الاجتماع عدد من القرارات المهمة من ضمنها تخصيص ما يعادل 5 في المائة من صافي دخل البنك المتوقع في السنة المالية الحالية لتمويل منح المساعدات الفنية للعام القادم، على ألا يقل المبلغ المخصص لهذه الغاية خمسة ملايين دولار، كما تمت الموافقة على تخصيص ما يعادل 2 في المائة من صافي دخل البنك المتوقع في السنة المالية الحالية، على ألا يقل ذلك عن المليوني دولار، لصالح برنامج البنك للمنح الدراسية للنابغين على شكل منح تقدم خلال العام القادم. وعلى هامش الاجتماع أوضح رئيس المجلس الأعلى للصندوقين كريم جودي وزير المالية بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، أنه قد تم في إطار المساعدات المقدمة من خلال الصندوقين حتى الآن، صرف نحو 750 مليون دولار، أسهمت في بناء وتحسين البنية التحتية بأشكالها المتعددة في دول الأعضاء، ودعى مجلس دول الأعضاء المساهمة في الصندوقين، إلى لزيادة مساهماتها في موارد الصندوقين.