المستثمرون الخليجيون يعيدون رسم خارطة لندن

أنفقوا عشرات المليارات على شراء أهم المباني والمكاتب التجارية

خريطة لندن العقارية بدأت تتغير على مدى الأشهر القليلة الماضية («الشرق الاوسط»)
TT

يبدو ان خريطة لندن العقارية بدأت تتغير على مدى الأشهر القليلة الماضية، فقد استحوذ المستثمرون العرب على نحو 18 مليار دولار من البنايات والعقارات التجارية العريقة في وسط العاصمة البريطانية.

وفي هذا المجال، فقد اشار تقرير صدر اخيرا إلى ان المستثمرين الخليجيين أنفقوا نحو 8.9 مليار جنيه استرليني (اكثر من 17.5 مليار دولار) على شراء عقارات تجارية في بريطانيا حتى منتصف مايو (أيار) من عام 2007، وذلك وفقا لوكالة (DTZ). واحد الامثلة البارزة على ذلك عندما قررت وزارة الدفاع البريطانية أن تبيع ثكنات تشيلسي عام 2006، هلل الوكلاء العقاريون لفرصة اقتناء تلك الأرض، حيث انه من النادر وجود مثل هذه الفرصة في السوق. وبعد مزايدات مشتعلة، ذهبت الفرصة الثمينة في إبريل (نيسان) الماضي إلى تحالف تقوده شركة ديار القطرية بعد ان دفع 959 مليون جنيه استرليني لشراء الـ12 فدانا. وفي الشهر الماضي، اشترت الكويت عبر وكيلها العقاري شركة «سانت مارتنز»، مبنى تجاريا في مدينة لندن بمبلغ 400 مليون جنيه استرليني (حوالي 790 مليون دولار)، وتبلغ مساحته 500 الف قدم مربع في شارع لايم في العاصمة البريطانية لندن.

وبحسب العديد من المراقبين تعقد الصفقات الكبرى بواسطة ما يسمى بصناديق الثروة السيادية او الصناديق الاستثمارية التي تهيمن الحكومات الخليجية على حصص مهمة فيها. ويعد جهاز أبو ظبي للاستثمار أكبر صندوق في صناديق الثروة السيادية حيث تقدر مؤسسة ماكينزي العالمية حجم اصوله المالية بين 250 الى 875 مليار دولار. ويمتلك جهاز أبو ظبي للاستثمار ميدان بيركلي في لندن. وحتى العام الحالي، أنفق الجهاز 640 مليون جنيه استرليني على ثلاثة مبان في نايتسبريدج ومعرض إكسل في العاصمة البريطانية.

واشترت أبو ظبي ميدان بيركلي عام 2001 بمبلغ 315 مليون جنيه استرليني من صندوق Pension BP. وتضمنت صفقة الميدان كثيرا من البنايات المحيطة به. وفي أوائل عام 2007، دفعت أبو ظبي 185 مليون جنيه استرليني لشراء فندق جرين نايتسبريدج بالقرب من محلات هارودز.

وفي مارس (آذار)، أنفقت شركة لانسر أسيت مانجمنت، التي تدير مشروعات العقارات البريطانية لإمارة أبو ظبي، 320 مليون جنيه استرليني لشراء فندقي ثيسل، في نايتسبريدج أيضا. وفي أوائل مايو (أيار)، عقدت ابو ظبي صفقة بقيمة 320 مليون جنيه استرليني لشراء معرض إكسل في رويال دوكس.

أما الكويت فلديها صندوقان للثروة السيادية، حيث يمتلك صندوق احتياطي الأجيال القادمة المؤسس عام 1976 شركة سانت مارتنز العقارية. ويبلغ حجم أرصدة هذا الصندوق مع صندوق الاحتياطي العام 213 مليار دولار حول العالم. ومن المتوقع ان تعمل سانت مارتنز على تجديد مجمع سكني فوق محطة سانت بول بعد أن تنتهي من بناية مقابلة في تشيبسايد.

وهناك كذلك البرجان الشاهقان اللذان لم يتم بناؤهما بعد فمن المؤكد ان يغيرا شكل العاصمة البريطانية في القريب، فقد دفعت المجموعة القطرية حوالي 100 مليون جنيه استرليني لإنقاذ برج (شارد) الذي يقع بجوار جسر لندن. وسيكون ذلك البرج معلما يبلغ طوله 1.016 قدم. وفي المقابل تعمل مجموعة تسمى الاستثمارات العربية على بناء برج يبلغ نفس الطول ويسمى (بيناكل) في المدينة. ولن يتم الانتهاء منهما قبل عام 2011. ويمكن القول ان الاستثمارات القطرية تعتبر اكثر المشاريع الخليجية جرأة في هذا المجال. فالمشروع الأول هو (وان هيد بارك)، وهو مجمع سكني من 86 وحدة سكنية فاخرة بجوار محلات هارودز، وتتسبب أعمال البناء الآن في غلق نصف شارع نايتسبريدج. بينما يجري الآن بناء 319 وحدة سكنية فخمة في موقع ثكنات تشيلسي في شارع تشيلسي بريدج. كما اشترت دبي في الشهر الماضي شركة دبي العالمية منتجع الغولف الاسكتلندي ترنبيري بمبلغ 55 مليون جنيه استرليني من مجموعة فنادق ستاروود العالمية، والتي أرادت 100 مليون جنيه. وتمتلك دبي بالفعل 330 من مجموعة فنادق ترافيلودج. وكانت الخطوة المفاجئة لدبي هي إعلانها قبل أسبوعين أن شركة ليمتلس، والتي تأسست عام 2005، تفكر في تقديم عرض إلى مينرفا، وهي شركة عقارات في لندن لديها قطعتا أرض بمساحة مليون قدم مربع. وربما تكون أكثر الخطوات مفاجأة تلك التي حدثت في فبراير (شباط) عندما دفعت شركة استثمار 130 مليون جنيه استرليني لفندق متروبول القديم في نورثامبرلاند. ولم تكن دبي وحدها في هذه الصفقة، فقد شارك صندوق ليبي يسمى ليفكو فيما سيعود فندقا من جديد بعد حوالي 70 عاما من ملكية الحكومة له. وتملك السعودية بدورها مجموعة بيركيلي أكثر شركات البناء نجاحا في لندن. ويملك رجل الاعمال السعودي معن الصانع 29.2 في المائة من الأسهم.