المال والملتزمون شكلا

TT

هناك صفة غالبة وظاهرة على موظفي الأموال في السعودية ألا وهي الالتزام بالدين شكلا، فأغلبهم يطولون لحاهم ويقصرون ثيابهم وهو التزام شكلي بالدين، بينما هناك من يلتزم مضمونا ونعني بهم أن يكون جوهرهم أهم من مظهرهم كما أن هناك فئة تلتزم بالدين شكلا ومضمونا. المهم أن الملتزمين شكلا يستغلون سذاجة الناس ويجمعون أموالهم ويغرونهم في البداية بصرف ما بين 20 و25 في المائة أرباح، فيكون ذلك طعما لآخرين يقدمون أموالهم لمثل هؤلاء ودون ضمانات كافية، وكنت أتحدث أنا والدكتور محمد العصيمي وهو متخصص في المصرفية الإسلامية عن ذلك وطغيان هذه الظاهرة، فقال لي نحن مجتمع متدين وحين نرى مثل هؤلاء لا نتشدد في ضمانات حقوقنا بعكس من نتعامل معهم من غير الملتزمين شكلا فتجدنا نحرص في كتابة العقود معهم، وختم حديثه معي يا أخي «اللحية لا تأخذه في حساب المخاطر». والذي دعاني لإطلاق مصطلح الملتزمون شكلا أن معظم جامعي الأموال مطلقي اللحى تم سجنهم، وتصفية موجوداتهم وتوزيعها على المودعين، مما يدلل على استغلالهم للدين في سبيل تحقيق ما يريدون، من نهب لأموال العباد. وأنا استغرب من الناس الذين يذهبون لهؤلاء رغم وجود قنوات استثمار في البنوك وبضمانات عالية. ولأريحكم سأقص عليكم قصة قصيرة ذهب صديق لي لأحد موظفي الأموال بعد أن سمع عنه أنه يعطي 30 في المائة ليوظف لدية أموالا معينة، يقول سألت الموظف الذي استقبلني في أي نشاط ستوظفون الأموال التي ستأخذون مني؟ يقول ان الموظف تكلم كثيرا ولكنه لم يجبني فقلت له لأريحه ليس في الأمر أسرار فالبنوك تقول بوضوح سنوظف أموال الصندوق في العقار أو الأسهم الأميركية أو الأوروبية، بل هي تذهب ابعد من ذلك وتقول سنعمل في السوق السعودية وفي قطاع البتروكيماويات أو البنوك بمعنى نشاط متخصص جدا ولم تجعل الأمر سريا. يقول صديقي تجاوزت الأمر وقلت كم حجم المخاطر لم يفهمني فقلت في حالة الخسارة لا سمح الله كم نتوقع أن نخسر، 5 في المائة أكثر أقل، فقال لا نسبة الخسارة صفر، يقول صاحبي خرجت منه وقد عزمت على إطلاق صفة نصاب عليه كما أني لم اساهم معه. والحمد لله أنه لم يساهم معه لأن صاحبنا أودع السجن ويبدون أن نسبة الخسائر التي توقعوها صفرا ستكون أكثر من 80 في المائة.