المحافظ تتخلى عن كبرياء التشبث بسهم «إنماء» مع إغراءات المكاسب

المؤشر العام يتراجع متأثرا بالسهم وسط تداول ضخم قوامه 4.05 مليار دولار

TT

فك معدل ربح سهم مصرف الإنماء حتى تداولات الأمس منذ إدراجه الثلاثاء الماضي، من طلاسم تشبث شرائح واسعة جدا من حملة الأسهم نتيجة تفاعل قوى السوق وصعود السهم خلال تداولاته الماضية. وتوقف أمس مسلسل ارتفاع المؤشر العام الذي جاء بعد فترة طويلة امتدت لأكثر من شهرين من التذبذب الممل نتيجة للحيرة والترقب على خلفية تحري إدراج سهم مصرف الإنماء، إذ سجلت سوق الأسهم السعودية أمس انخفاضا في تعاملاتها.

واتسق تراجع المؤشر العام مع توقف مسلسل صعود سهم الإنماء منذ إدراجه الثلاثاء الماضي حيث سجل نسبة صعود قصوى خلال تداولات الجلستين الماضيتين، بل وحتى في تداولات الأمس، إلا أن الأمور تغيرت فبعد صعود سهم الإنماء وتخطيه حاجز 20 ريالا منطلقا من 19.25 ريال اجتاحت موجة من البيوع ساهمت في تراجع سعر السهم.

وقال لـ«الشرق الأوسط» ماجد بن عبد الله الحربي وهو محلل فني، إن حاجز 20 ريالا ربما كان إشارة واضحة لإنهاء مسلسل صعود السهم، والذي رغم أنه كان مطردا، إلا أن شريحة من المتعاملين لم تستطع مقاومة «إغراء القيمة» التي حققها والتي تمثل مكسبا قوامه 100 في المائة.

وزاد الحربي أن تعاملات الجلستين الأخيرتين كشفت عن تمسك شريحة كبيرة وعلى وجه التحديد صغار المتعاملين بأسهمهم تطلعا أن يسجل صعودا في قيمته وهو ما تم بالفعل حيث ارتفع السهم بالنسب القصوى في الجلستين اللتين تلتا الإدراج، مفيدا أن نسبة الربح تعد مغرية لاسيما أن المكتتبين حظوا بأكبر نسبة تخصيص.

وشهد سيناريو تداولات سهم الإنماء، أضخم بنك سعودي، تحولات جذريّة بعد أن صعد سعر السهم بعد الافتتاح قافزا من 19.25 ريال إلى 20.75 ريال، تجاوز ذلك إلى حاجز 21 ريالا إلا أنه تراجع إلى 18.75 ريال متفاعلا مع حركة البيوع الكبيرة لكنه تماسك في نهاية التداولات صاعدا إلى 19 ريالا. وذلك وسط تداول قوامه 338.3 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 6.7 مليار ريال (1.7 مليار دولار)، نفذت عبر 200.5 ألف صفقة. ومثلّت كمية تداولات سهم مصرف الإنماء أكثر من 61.8 في المائة من إجمالي التداول العام، بينما بلغت نسبة قيمة المتداول 44 في المائة من إجمالي قيمة الكمية المتداولة أمس، في حين شكلت نسبة الصفقات المخصصة لسهم الإنماء 50.3 في المائة من إجمالي الصفقات المنفذة.

وانتهت تداولات الأمس بإغلاق سوق الأسهم السعودية نتائجها عند 9737.31 نقطة، تمثل تراجعا نقطيا قوامه 27.7 نقطة، تشكل قرابة 0.28 في المائة من حجم المؤشر العام الذي شهد انتعاشا في نشاطه خلال الأيام الماضية. وبلغت كمية ما تداوله المتعاملون أمس أكثر من 547.1 مليون سهم، بما قوامه 15.2 مليار ريال (4.05 مليار دولار) نفذت عبر 398.6 ألف صفقة.

ووصف الحربي معدل السيولة بالعالي حيث لم يحدث ذلك منذ فترات طويل ربما تمتد إلى أكثر من 3 شهور، موضحا أن التوجه لعملية البيع وفكّ شريحة المتعاملين ساهم في تحريك السيولة داخل السوق وبالتالي صعودها مع وجود صناديق ومحافظ لديها الرغبة العارمة في شراء وتملّك أسهم المصرف. من ناحيته، يذكر عبد الله بن طارق القصبي وهو شريك لشركة رواج للاستشارات أنه يصعب التكهن بما سيأول إليه سعر سهم «الإنماء» بعد حركة البيوع أمس إلا أن الوجهة العامة لحركة التفاعل مع أسهم الشركات المدرجة بدأ في الوضوح باتجاه الأسهم «الاختيارية» ضمن إستراتيجية الاستفادة من مستقبلها الواعد.

وذكر القصبي أن مما يزيد غموض التوقعات حول قيمة سهم بنك الإنماء هو عدم وجود خطة واضحة معلنة حول الاستراتيجية التسويقية للبنك وشريحة المستهدفين، مبينا بجانب ذلك، أن كمية المطروح عالية جدا مما يصعب من عملية التقدير السعري لقيمة السهم.

وأضاف القصبي أن ملاحظته لتحركات سوق الأسهم نتجت عن وجود شريحة تبحث خلال هذا التوقيت بالذات عن شريحة أسهم الشركات الواعدة وخاصة ما يتعلق بقطاع الصناعة مثل شركات البتروكيماويات إضافة إلى الشركات التي دخلت مرحلة التشغيل فيها مستويات من التحسن والطلب في السوق.

وأكد القصبي أن تحركات الصناديق والمحافظ تأخذ في الحسبان خلال هذه الفترة عامل الزمن فيما يخص قرب إعلان الشركات العاملة لنتائج أعمالها عن الربع الثاني من العام الجاري.