ترحيب عربي ودولي بدعوة السعودية إلى عقد اجتماع بشأن النفط

«الطاقة الدولية» تعتبر ارتفاع الأسعار «مفيداً» > «غاز بروم» الروسية تتوقع 250 دولاراً للبرميل > بوش و«المركزي الأميركي» يواصلان الدعوة لـ«دولار قوي»

دعوة السعودية تلقى ترحيباً كبيراً في العالم («الشرق الاوسط»)
TT

لقيت دعوة السعودية إلى اجتماع للبلدان المنتجة والمستهلكة للنفط لدرس اسباب ارتفاع الأسعار ترحيباً واسعاً النطاق على الصعيد العربي والدولي.

فقد رحبت الولايات المتحدة بهذه الدعوة، علما أن واشنطن تعبر منذ فترة عن قلقها بشكل كبير، ومتكرر إزاء ارتفاع أسعار الخام وإزاء تأثير ذلك على الاقتصاد العالمي. في السياق ذاته، رحب وزير الخزانة الاميركي باقتراح السعودية عقد اجتماع لممثلي الدول المنتجة والمستهلكة للنفط الخام لبحث اسباب ارتفاع الاسعار. وقال لقناة «سي إن بي سي» الاميركية اول من امس «ينبغي ان يكون هذا الامر بناءً، اذن ارحب طبعا» بهذا الاقتراح.

كما اعلنت رئاسة الحكومة البريطانية ان رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون اشاد باعلان الرياض عن اجتماع للبلدان المنتجة والمستهلكة للنفط لدرس اسباب ارتفاع الاسعار.

وقال المتحدث باسم براون في بيان تلقته «الشرق الأوسط» أمس ان «رئيس الوزراء يشيد بهذا الاعلان الذي اصدرته السعودية والذي سيناقشه وزير الطاقة مالكولم ويكس عندما يزور السعودية هذا الاسبوع». واضاف ان «هذه المبادرة تعكس دعوة الحكومة البريطانية الى حوار جدي والى عقد اجتماعات بين البلدان المنتجة والبلدان المستهلكة للنفط». واوضح المتحدث «كما قال الوزير السعودي، فان الاسعار الحالية للنفط غير مبررة. وسنقوم بكل ما هو ممكن للتأكد من حصول مقاربة دولية منسقة لمواجهة الطلب والعرض في السوق النفطية، ولذلك طلبنا ان تدرج هذه المسألة في رأس جدول اعمال الاتحاد الاوروبي ومجموعة الثماني». وكانت السعودية قد أعلنت أول من أمس الاثنين عن الدعوة الى اجتماع للبلدان المنتجة والمستهلكة للنفط لدرس اسباب ارتفاع الاسعار فيما تخطى سعر البرميل الجمعة في نيويورك عتبة 139 دولاراً.

من جهته، دعا عبد الله البدري الأمين العام لأوبك أمس الى الهدوء قائلا ان أسعار النفط غير محتملة، ولا تعكس أيَّ نقص في الامدادات الى السوق. وعبر البدري عن تأييده مثل هذا الاجتماع الذي قال انه قد يعقد قبل الاجتماع العادي المقبل لاوبك في التاسع من سبتمبر (ايلول). وقال ايضا انه يأمل ان تتخذ اجراءات لكبح المضاربات في سوق النفط، وهي عامل تعتقد اوبك انه يساعد على صعود الاسعار الى مستويات لا تبررها عوامل العرض والطلب. ونسبت وكالة أنباء مهر الايرانية شبه الرسمية الى محافظ ايران لدى منظمة أوبك قوله أمس ان بلاده ثاني أكبر منتج للنفط بالمنظمة ترحب بالاقتراح السعودي. كما قال وزير النفط الكويتي محمد العليم أمس ان الكويت العضو في أوبك تؤيد دعوة السعودية لعقد اجتماع لمستهلكي النفط ومنتجيه لمناقشة ارتفاع الاسعار. وتأتي هذه التطورات في وقت توقعت فيه أمس «غازبروم» الروسية، أكبر شركة لإنتاج الغاز الطبيعي في العالم أن تصعد أسعار النفط الى نحو 250 دولارا للبرميل العام المقبل. وقالت «غازبروم» التي تورد مورد ربع احتياجات اوروبا من الغاز الطبيعي ان يتضاعف سعر النفط الخام خلال ثمانية عشر شهرا وان يرفع معه اسعار الغاز. وقال اليكسي ميلر، الرئيس التنفيذي لغازبروم للصحافيين في مؤتمر صحافي بمنتجع دوفيل شمال فرنسا «اعتقد انه سيصل الى 250 دولارا للبرميل في المستقبل القريب». واضاف ان قوة الطلب لا المضاربات هي العامل الرئيسي في ارتفاع اسعار الهيدكربونات.

وقال متحدث باسم الشركة، وهي أيضا من أكبر منتجي الخام في روسيا، ان الشركة تتوقع ان يصل السعر الى 250 دولارا للبرميل في وقت ما عام 2009. كما تأتي هذه التوقعات في وقت حذرت فيه وكالة الطاقة الدولية أمس من أن أسعار النفط العالية ربما تكون «مفيدة» لمنع الاختناق في الطلب على النفط ومن أجل إعادة التوازن للسوق النفطية. ويعتبر هذا الإعلان الأكثر صراحة من قبل وكالة الطاقة الدولية من أن امدادات النفط تكافح للحاق بالطلب المتنامي في آسيا. وخفضت الوكالة التي تقدم النصح لـ27 دولة صناعية كذلك توقعاتها لنمو المعروض من خارج أوبك الى 460 الف برميل يوميا من 680 الف برميل يوميا في تقريرها السابق.

ورفعت توقعاتها للطلب على نفط أوبك هذا العام بمقدار 300 الف برميل يوميا الي 31.6 مليون برميل يوميا. وخفضت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها للشهر الحالي توقعاتها للطلب الى 86.8 مليون برميل في اليوم، اي بتراجع 80 الف برميل في اليوم عن الشهر الماضي. ويتوقع بالتالي ان يسجل الطلب العالمي ارتفاعا بنسبة 0.9% هذه السنة، ما يوازي 800 الف برميل في اليوم كحجم سنوي.

الى ذلك، أكد الرئيس الاميركي جورج بوش أمس سياسة حكومته، وهي الإبقاء على الدولار قويا، وقال ان السوق ستحدد قيمة العملة الأميركية.

وقال بوش ردا على سؤال في مؤتمر صحافي بعد قمة الاتحاد الاوروبي، والولايات المتحدة في سلوفينيا «نحن نريد الدولار قوياً، ونعتقد ان القيمة النسبية للاقتصادات هي التي ستحدد في نهاية الامر قيمة الدولار». وكان هنري بولسون وزير الخزانة الأميركي قد رفض أول من أمس استبعاد امكانية التدخل في أسواق العملة لتحقيق الاستقرار في الدولار، لكنه قال ان أساسيات الاقتصاد الاميركي على المدى الطويل «سوف تسطع» في قيمة الدولار. ويتوقع مراقبون ان يتزامن ذلك مع خطوات يتخذها بنك الاحتياط الفيدرالي (البنك المركزي) الأميركي بزيادة سعر الفائدة، حتى يزيد الاقبال على الدولار. لكن، لأن البلاد تواجه كسادا، يعتقد ان رفع سعر الفائدة لن يكون مناسبا لأن سعر الفائدة يزيد اذا كان الاقتصاد يزدهر بسرعة خوفاً من التضخم.