أبوظبي تطلق مشروع «بوليميرز» باستثمارات 4.1 مليار دولار

في خطوة لتعزيز توجهها الصناعي والتقليل من اعتمادها على النفط

جانب من حفل إطلاق المشروع الصناعي («الشرق الأوسط»)
TT

في خطوة للمضي في إستراتيجيتها نحو تنويع مصادر اقتصادها الوطني، أطلقت إمارة أبوظبي أمس مشروع أبوظبي بوليميرز بارك التابع لشركة أبوظبي للصناعات الأساسية، والمقرر أن يجتذب استثمارات بقيمة 15 مليار درهم إماراتي (4.1 مليار دولار أميركي).

وتقول دائرة التخطيط والاقتصاد بأبوظبي إن إستراتيجيتها للخمس سنوات المقبلة سوف تركز على تطوير القاعدة الصناعية بالإمارة ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة لتأخذ دوراً هاماً في التنمية. وتعزيز عناصر جذب الاستثمار عبر تبسيط التشريعات وتسهيل إجراءات الحصول على التراخيص التجارية.

وشهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حفل إطلاق المشروع الصناعي، الذي تسعى من خلاله الحكومة المحلية في أبوظبي للحد من الاعتماد على النفط كدخل رئيسي للإمارة.

وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إن المشروع يعكس التوجه الجاد في إمارة أبوظبي نحو تنويع مصادر الدخل «من خلال تبني استراتيجية مستقبلية قائمة على تشجيع الاستثمار والتركيز على قطاع الصناعة كركن أساسي لبناء اقتصاد وطني قوي ومزهر».

وبالرغم من توسع أبوظبي في البحث عن مصادر أخرى للدخل، إلا أنها في الوقت ذاته تمضي قدما في تطوير برنامج للنفط والغاز بتكلفة تصل إلى 20 مليار دولار. وتهدف الإمارة التي كانت تعتبر ثالث أكبر مصدر للنفط في العالم في عام 2007، بعد السعودية وروسيا، إلى رفع الطاقة الإنتاجية للنفط الخام إلى 3.5 مليون برميل يومياً في السنوات الثلاث المقبلة، وإلى أربعة ملايين برميل يومياً بحلول عام 2015.

ووفقا لولي عهد أبوظبي فإن حكومة الامارة تسعى وبشكل حثيث الى دعم وتطوير الصناعات الثقيلة كالألمنيوم والحديد والصلب والبتروكيماويات وصناعات أخرى بتوفير المقومات الأساسية لها مستفيدة من توفر الطاقة ووجود بنية تحتية متطورة وموقع استراتيجي مميز.

وأكد أن المضي في تنفيذ مثل هذه المشاريع «سيسرع الخطى نحو تحويل ابوظبي الى مركز اقليمي ريادي في مجال الصناعة». من جهته، قال الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد ابوظبي رئيس مجلس ادارة المؤسسة العليا للمناطق الصناعية المتخصصة إن المشروع يأتي ضمن الاستراتيجية الصناعية لامارة ابوظبي التي ترتكز على خلق صناعات تستغل المزايا التنافسية للامارة المتمثلة في توفر الطاقة ورؤوس الاموال والترابط والتكامل مع صناعات تحويلية واساسية تكمل بعضها البعض ضمن مجمعات صناعية ضخمة.

وأشار إلى أن المؤسسة العليا للمناطق الصناعية المتخصصة بدأت بتنفيذ أعمال البنية التحتية للمشروع، متوقعا الانتهاء منها بالكامل في الربع الثاني من العام المقبل. وتبلغ مساحة المشروع نحو 4.5 كيلو متر مربع سيضم ما بين 50 الى 60 مصنعا متخصصا في الصناعات البلاستيكية والمركبات الكيماوية «البوليمرز».

ومن المنتظر أن يستهلك المشروع نحو مليون طن من المواد الخام التي سينتجها مجمع البتروكيماويات الذي تقوم بتشييده شركة بروج التابعة لشركة ابوظبي الوطنية للبترول ادنوك في الرويس، كما سيستفيد المشروع من المواد المنتجة من البتروكيماويات في دول مجلس التعاون.