خبير لـ «الشرق الأوسط»: اجتماع جدة يحتاج لتوصيات واضحة ومحددة للتأثير على أسعار النفط

سيحضره رؤساء دول ووزراء من الدول المنتجة والمستهلكة ورئيس وكالة الطاقة الدولية > «بي بي»: احتياطات العالم المؤكدة من النفط تراجعت

TT

قال خبير نفطي بارز ان تأثير المؤتمر الذي دعت اليه السعودية على أسعار النفط العالمية يعتمد على التوصيات، وفي حال نجح المؤتمر بالخروج بتوصيات واضحة ومحددة، خصوصا تحديد ماهية «السعر العادل» للبرميل من قبل «أوبك»، فان ذلك سيساهم في تهدئة الأسواق.

وأشار البروفيسور بول ستيفينز، كبير الباحثين في مجال الطاقة والبيئة وبرنامج التنمية في المعهد الملكي للشؤون الدولية بلندن «تشاتام هاوس»، ان منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) تعرضت لضغوط هائلة خلال الأشهر القليلة الماضية من قبل الدول المستهلكة، وبالتالي فانه لم يكن مفاجئا له الدعوة السعودية لعقد اجتماع بين المنتجين والمستهلكين.

وكان رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط، عبد الله البدري، قد أعلن أمس ان الاجتماع المقرر في 22 يونيو (حزيران) الحالي في السعودية بين اكبر الدول المصدرة والمستهلكة للنفط لبحث الارتفاع القياسي لأسعار النفط، سيعقد على مستوى رؤساء الدول «للبحث عن حل ومناقشة السبب الحقيقي لارتفاع أسعار النفط».

وقال البدري الذي كان يتحدث أمس لتلفزيون «بلومبيرغ» على هامش مؤتمر للطاقة في لندن ان «الاجتماع في جدة سيكون على مستوى رؤساء الدول لأوبك حيث سيبحثون ما سماه زيادات غير مبررة للأسعار»، مؤكدا وجود معروض كبير من النفط في السوق، وهو الأمر الذي أكده الخبير النفطي ستيفنز قائلا: «ان السوق مرتاح من ناحية الامدادات»، رافضا في الوقت ذاته استخدام مصطلح المضاربة، قائلا انه يسميها «تدفق الاموال، أو مديري الاموال» حيث ان الصناديق الاستثمارية وجهت اموالا هائلة لسوق النفط على المديين المتوسط والطويل على عكس المضاربة التي تتسم بالسرعة وقصر المدة.

من جهته قال مسؤول رفيع في وكالة الطاقة الدولية أمس ان رئيس الوكالة نوبو تاناكا سيحضر اجتماعا لمنتجي النفط ومستهلكيه تستضيفه السعودية في وقت لاحق من هذا الشهر لمناقشة اسعار النفط القياسية المرتفعة. وقال ديدييه حسين، مدير اسواق النفط واستعدادات الطوارئ في الوكالة لـ«رويترز»: «سنحضر وسيذهب تاناكا». هذا وأعلن وزير الطاقة الاميركي، سام بودمان، أمس انه سيحضر اجتماعا يعقد في السعودية في 22 من يونيو (حزيران) لمناقشة اسعار النفط القياسية المرتفعة.

إلى ذلك كشفت «بي بي» ان احتياطات العالم المؤكدة من النفط (بما في ذلك رمال النفط في كندا) انخفضت بشكل طفيف بنحو 1.6 مليار برميل يوميا بعد ان تراجعت الى 1390.1 مليار برميل في عام 2007 من 1391.7 في عام 2006. كما تراجعت تلك الاحتياطات في منطقة الشرق الأوسط في الفترة ذاتها الى 755.3 مليار برميل من 756.3 مليار برميل.

وقالت الشركة ان احتياطات السعودية المؤكدة من النفط الخام والتي تعتبر الأكبر في العالم تراجعت بنحو 100 ألف برميل، حيث بلغت في العام الماضي 264.2 مليار برميل (او ما يمثل 21.3 مليار من إجمالي الاحتياطات العالمية)، من 264.3 مليار برميل في عام 2006.

لكن الشركة اظهرت ان منطقة الشرق الأوسط لا تزال تعتبر اهم مناطق العالم من حيث احتياطات النفط حيث انها تمتلك 61 في المائة من إجمالي الاحتياطات العالمية.

وأشارت الى ان ايران تمتلك حاليا ثاني أكبر احتياطي من النفط في العالم حيث بلغ في عام 2007 نحو 138.4 مليار برميل (ما يمثل 11.2 من إجمالي الاحتياطات العالمية، بينما حل العراق ثالثا باحتياطات مؤكدة قدرت بنحو 115 مليار برميل، (حوالي 9.3 في المائة من اجمالي احتيطات العالم). ثم الكويت رابعا باحتياطات وصلت في عام 2007 الى 101.5 مليار برميل، أو ما يشكل 8.2 من اجمالي الاحتياطي العالمي.

واشارت الى ان احتياطيات النفط المؤكدة على مستوى العالم ظلت مستقرة دون تغيير تقريبا في عام 2007 عند 1.24 تريليون برميل في حين هبط الإنتاج العالمي 0.2 في المائة في أول انخفاض منذ عام 2002.

وذكرت الشركة أن الاحتياطيات كافية للإبقاء على مستوى الانتاج الحالي لأكثر من 41 عاما.

كما وجد التقرير السنوي أن استهلاك موارد الطاقة الأولية تباطأ في عام 2007 مقارنة مع 2006 ولكن عند مستوى 2.4 في المائة لا يزال أعلى من متوسط عشر سنوات للعام الخامس على التوالي. وزاد استهلاك النفط العالمي بنسبة 1.1 بالمائة العام الماضي وهو ما يقل قليلا عن المتوسط في عشر سنوات.