هل الدولار مقبل على فترة انتعاش جديدة؟

مع توجه كافة الأنظار نحو التضخم وسط احتمالات رفع الفائدة الأميركية

TT

مع نهاية تعاملات الأسبوع الحالي، حقق الدولار أكبر مكاسبه أمام اليورو منذ عام 2005، بعد ان صرح رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) الاميركي بن بيرنانكي، ان المخاطر الاقتصادية على الاقتصاد الاميركي قد تلاشت.

وقال بن بيرنانكي ان الزيادة الأخيرة في أسعار الطاقة، زادت من المخاطر الناجمة عن التضخم، ولكنه أضاف ان البنك المركزي سيقاوم بقوة ارتفاع توقعات التضخم. تصريحاته جعلت المستثمرين يزدادون قناعة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيقدم على رفع أسعار الفائدة هذا العام، الأمر الذي ساهم في انتعاش الدولار، وتراجع بريق المعدن الأصفر أو الذهب في الأسواق.

كما تعززت العملة الاميركية لأعلى مستوى لها في شهر، بعد أن رفض وزير الخزانة الاميركي هنري بولسون استبعاد التدخل لدعم الدولار، وجاء تقرير زيادة مبيعات التجزئة الاميركية في مايو (أيار) ليمنح العملة الخضراء زخما جديدا. وعاد بولسون أمس التأكيد على هامش اجتماع مجموعة الثماني، ان دولارا قويا مقابل العملات الصعبة الأخرى يصب «في مصلحة بلادنا». واعتبر ان تدني القيمة الحالية للدولار مقابل العملات الصعبة الأخرى، يترجم واقع ان الاقتصاد الاميركي «يمر في مرحلة صعبة» لكن الأساسات تبقى «متينة».

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل يواصل الدولار رحلة الصعود، ليؤشر على بداية مرحلة جديدة للعملة الخضراء؟ الدولار سيدخل مرحلة الانتعاش التدريجي في النصف الثاني من العام الحالي، وصولا الى عام 2009، ولكن تنامي تأثير النفوذ الاقتصادي في العالم النامي، من المرجح ان يعني ان العملة الاميركية لن تواصل هيمنتها السابقة وأمجادها السالفة. هذا ما خلص إليه المشاركون هذا الأسبوع في مؤتمر «قمة رويترز لتوقعات الاستثمار»، موضحين ان «صعود الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند والبرازيل وروسيا وبعض دول الشرق الأوسط المصدرة للنفط، وغيرها من الأوزان الاقتصادية الثقيلة، حولت ميزان القوى بعيدا عن المستهلكين في الولايات المتحدة، التي كانت محركا للنمو الاقتصادي العالمي».

إن الطلب المتزايد من هؤلاء «العمالقة الجدد» كان الدافع الرئيسي للتضخم، ودفع أسعار النفط الى أعلى مستوياتها على الطلاق، وجعل تكلفة واردات الولايات المتحدة مكلفة للمستهلكين الاميركيين.

بيد ان بعض مديري الثروات، لا يزالون يراهنون على ضعف الدولار، متوقعين المزيد من الهبوط نتيجة أزمة الائتمان العالمية، الأمر الذي قد يجعل المستثمرين يندفعون نحو الذهب والسلع الأولية ومن بينها النفط، خاصة عندما تكون الأسواق قلقة بشأن القضايا المصرفية أو العملات.

ووفقا لتوقعات خبراء الاقتصاد في المصرف الاستثماري العالمي «غولدمان ساكس» فإن الدولار سيبقى ضعيفا الى ان يبدأ الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة، الذي قد يؤهله لاكتساب قوة جديدة. لكن الأسواق على كل الأحوال تفاعلت مع المعطيات الايجابية، حيث ارتفع الدولار بنسبة 2.5 في المائة، مقابل اليورو الى 1.5380 دولار. وارتفعت العملة الأميركية أمام العملة اليابانية بنسبة 3 في المائة الى 19.108 ين، وكانت تلك أكبر مكاسبه منذ ديسمبر (كانون الأول) 2004. وربما تكون هذه هي بداية نهاية «سوء الطالع» للعملة الاميركية.