النفط يسجل مستوى قياسيا جديدا يلامس 140 دولارا

السعودية قد ترفع إنتاجها لأعلى مستوى منذ 1981 > الدولار يواصل تراجعه أمام اليورو

TT

ارتفع سعر برميل النفط أمس مسجلا مستوى قياسيا جديدا ليصل الى 139.89 دولارا في تعاملات نيويورك، متأثرا بتراجع سعر صرف الدولار، وتراجع حجم الإنتاج في النرويج، متخطيا الرقمين 139.12 دولارا وفي لندن 138.12 دولارا القياسيين الذي سجلهم بداية الشهر الجاري.

جاء ذلك قبل أيام من اجتماع في مدينة جدة السعودية الذي يضم الدول المستهلكة والمنتجة.

واعتبر المحللون ان السوق تأثرت بإعلان تراجع الإنتاج النفطي في النرويج بواقع 150 ألف برميل، أي 7 في المائة من مستواه الطبيعي، اثر حادث وقع أول من أمس على منصة نفطية في بحر الشمال، وفقا لمجموعة «ستيت اويل هيدرو» النفطية النرويجية، إضافة إلى حريق في منصة «اوزبرغ ايه» تمت السيطرة عليه بسرعة، ما اجبر الحقل على وقف انتاجه.

وبدا أول الأمر ان السوق ستشهد استقرارا نسبيا اثر إعلان السعودية الجمعة الماضية استعدادها لزيادة إنتاجها النفطي.

وقد تقرر المملكة زيادة إنتاجها بمعدل 9.7 ملايين برميل خلال المؤتمر الذي قررت الدعوة اليه يوم 22 يونيو (حزيران) الجاري في جدة لمناقشة أسباب ارتفاع الأسعار، بزيادة قدرها 500 ألف برميل يوميا، لزيادة الإنتاج إلى أعلى مستوى منذ عام 1981 لتهدئة الأسواق.

لكن المحللين في مصرف «باركليز كابيتال» علقوا بالقول «يبدو ان هذه الخطوة غير كافية لإحداث تراجع في الأسعار ولا لتبديد توقعات بعيدة المدى حول تحقيق توازن صعب بين العرض والطلب، وذلك استنادا الى طلب متزايد للدول الناشئة وإنتاج خجول خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك)».

وقال سام بودمان وزير الطاقة الأميركي انه لا يستطيع تأكيد الحديث عن زيادة 500 ألف برميل يوميا في انتاج النفط السعودي، لكنه أضاف أنها ستكون خطوة محل ترحيب.

كما أضاف نظيره البريطاني مالكوم ويكس، وزير الطاقة البريطاني، أمس ان بريطانيا ترحب بأنباء أن السعودية أكبر بلد مصدر للنفط في العالم تعتزم زيادة الإنتاج لكنها تريد رؤية المنتجين يضخون المزيد من أجل خفض الأسعار.

بيد أن ويكس قال ان نظيره الإماراتي لم يقدم وعدا بتعزيز الإنتاج خلال اجتماعهما في أبوظبي في وقت سابق أمس. وأبلغ «رويترز» في مقابلة «نحن في المملكة المتحدة والكثير من الدول الأخرى في الغرب نود أن نرى مزيدا من الانتاج. جانب كبير منه (ارتفاع السعر) يرجع الى أن الطلب أعلى من المعروض».

وقال متعاملان لدى شركتين مستقلتين لتكرير النفط بالولايات المتحدة أمس ان من المستبعد أن تشتري المصافي الأميركية كميات النفط الإضافية التي عرضتها السعودية لان أسعارها تجعل نفط المملكة أغلى من الخامات الأخرى.

وأوضح متعامل لدى شركة تكرير أميركية «يمكنهم عرض كل ما يريدون عرضه من النفط. الحقيقة هي أنهم يريدون سعرا أعلى من اللازم، هناك نفط أرخص في الوقت الحالي».

وتحدد أسعار البيع الرسمية الى الولايات المتحدة حاليا سعر الخام العربي الخفيف بما يزيد نحو ثلاثة دولارات عن الخامات الايمركية المحلية المقابلة مثل خام مارس حتى قبل الأخذ في الحسبان تكاليف شحن النفط من السعودية.

ونوه متعامل لدى شركة تكرير أخرى الى أن زيادة الإمدادات من السعودية في يوليو قد تؤدي إلى خفض الأسعار الرسمية في وقت لاحق هذا الصيف.

وقال مايك ويتنر المحلل في مصرف «سوسيتيه جنرال» ان «الدولار تراجع مجددا وضعف سريعا بعد أرقام مخيبة للآمال في الولايات المتحدة، وكان رد فعل السوق سريعا على هذا الأمر».

وسيضم اجتماع جدة ممثلين لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) ولدول منتجة خارجها على غرار النروج التي تعتبر خامس مصدر للنفط في العالم، إضافة الى المستهلكين الرئيسيين وبينهم الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا واليابان والصين والهند وجنوب افريقيا، والرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية بحسب إعلان متحدثة باسم الشركة. ودعيت إلى الاجتماع أيضا وكالة الطاقة الدولية والمجموعات النفطية الكبرى.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون، ووزير الاقتصاد والطاقة الألماني مايكل غلوس، انهما سيشاركان في اللقاء.

واصل الدولار الاميركي تراجعه مقابل اليورو الأوروبي أمس تحت وطأة بيانات أظهرت انكماشا أكبر من المتوقع بقطاع الصناعات التحويلية بولاية نيويورك وتصريحات متشددة من البنك المركزي الاوروبي. وارتفع اليورو الاوروبي الى 5497 .1 دولار. وبلغ سعر اليورو 5486 .1 دولار بارتفاع 0.7 في المائة عن اليوم السابق.

وأظهرت بيانات أن مؤشر «امباير ستيت» الذي يصدره بنك نيويورك الاحتياطي الاتحادي للأوضاع العامة للشركات انخفض الى سالب 8.68 من سالب 3.23 نقطة في مايو (ايار). في الوقت نفسه، قال نوت فيلنيك، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الاوروبي، ان إبقاء التضخم تحت السيطرة في منطقة اليورو في الأجل المتوسط هو الاولوية القصوى للبنك.

وارتفع الذهب في معاملات أوروبا أمس مع هبوط الدولار مقابل اليورو، بينما يتوقع المتعاملون أن يؤدي تنامي المخاوف بشأن التضخم الى منح الذهب قوة دفع جديدة. وارتفع الذهب الى 875.40 ـ 876.40 دولار للأونصة ارتفاعا من 869 ـ 870 دولارا عند اغلاق نيويورك يوم الجمعة. ولا يزال المعدن النفيس حساساً لأي ارتفاع اخر للدولار بعد أن شهدت العملة الاميركية افضل اسبوع في ثلاث سنوات امام سلة عملات، مما دفع الذهب للهبوط يوم الخميس الماضي الى أدنى مستوى منذ الثاني من مايو (ايار). إلا أن متعاملين قالوا ان السوق لا تزال تتوقع صعود الذهب مع تحول الانتباه بشكل متزايد الى التضخم واستقرار أسعار النفط فوق مستوى 130 دولارا للبرميل.