النفط «يشتعل» من جديد وسط أنباء عن تدريبات إسرائيلية

خبير لـ«الشرق الأوسط»: السعوديون يعملون «خلف الكواليس» لإيجاد حل طويل المدى

أسواق النفط تترقب اجتماعات جدة للطاقة عن كثب («الشرق الأوسط»)
TT

عاودت أسعار النفط العالمية للصعود مجددا بقوة حيث ارتفع النفط الخام بعد ان تعافى من تراجع أول من أمس على إثر زيادة الصين أسعار الوقود. وساعدت أنباء ذكرتها صحيفة «نيويورك تايمز» عن إعلان إسرائيل اجراء تدريبات على الهجوم على المنشآت النووية في إيران، على زيادة القلق من احتمالات توقف إمدادات ثاني اكبر منتج في منظمة أوبك. كما أدى ضعف الدولار إلى زيادة جاذبية السلع الخام كملاذ آمن. هذا بالإضافة الى ان العديد من المحللين يعتقدون ان الزيادة التي أقرتها الصين على الوقود ربما تكون غير كافية لكبح جماح الطلب على النفط. وكان النفط قد تراجع بقوة أول من أمس وهبط أكثر من 5 دولارات بعد إعلان الصين بشكل غير متوقع رفع أسعار الوقود الى ما لا يقل عن 17 في المائة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، مستندة الى مصادر لم تسمها ان التدريبات العسكرية الإسرائيلية تشمل أكثر من 100 مقاتلة حربية من طراز «اف 16» و «اف 15»، مبينة ان التدريبات يبدو أنها كانت الهجوم بالقنابل على منشآت إيران النووية البعيدة المدى والصواريخ التقليدية.

في هذا السياق قال لـ«الشرق الأوسط» صامويل سيسزوك، محلل شؤون الطاقة في الشرق الأوسط لدى «غلوبال انسايت» ان اجتماع جدة للطاقة أصبح محطة مهمة للحوار الجاد بين المستهلكين والمنتجين، وفي هذا المجال «فان السعوديين يعملون خلف الكواليس من اجل تسهيل الوصول الى اتفاق يساهم في استقرار أسواق النفط العالمية على الأمدين المتوسط والطويل». وقال الخبير النفطي «ان السعوديين لديهم وجهة نظر محقة في هذا الجانب، حيث أصبح الجميع يترقب نتائج اجتماع جدة للطاقة، وارتفع سقف التوقعات بشكل كبير. وهذا الأمر يعتبر سلاحا ذا حدين فالتوصل الى اتفاق قوي من شأنه ان يهدئ الأسواق، أما إذا جاءت النتائج أقل من توقعات الأسواق فإننا ربما نشاهد موجة جديدة من الصعود». وتابع سيسزوك «ان التهديدات الإسرائيلية بكل تأكيد ستلعب دورا في زيادة المخاوف في الأسواق، كما ان قضية الدولار كبيرة ومطروحة في هذا الجانب. في اعتقادي ان الأسواق على الأقل في المدى القصير ستبقى متقلبة. كما إنها ستراقب نتائج اجتماع جدة عن كثب».

وجاء الرد الإيراني سريعا على التهديدات الاسرائيلية، حيث حذر رجل دين إيراني إسرائيل من مهاجمة إيران، مؤكدا أن رد طهران سيكون «رهيبا».

وقال آية الله احمد خاتمي في خطبة الجمعة التي بثتها إذاعة طهران مباشرة «إذا كان الأعداء وخصوصا الإسرائيليين ومؤيدوهم في الولايات المتحدة يسعون للجوء الى القوة فليكونوا واثقين بأنهم سيتلقون صفعة رهيبة».

وأضاف «إذا اقتربتم من إيران الإسلامية بنية عدوانية فستهب امتنا هبة واحدة تجعلكم تندمون على فعلتكم الى الأبد».

وفي هذا السياق قال أندري كرييتشنكوف لدى مؤسسة «ساسدين» في لندن «التقارير الإسرائيلية عن مناورات عسكرية ربما أشعلت المخاوف بشأن الإمدادات الإيرانية. الأسواق متقلبة والأخبار السيئة تدفع أسعار النفط صعودا».

الى ذلك، أعلن رئيس منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) شكيب خليل، ان الطلب من المنظمة زيادة إنتاجها لمواجهة ارتفاع أسعار النفط الخام هو أمر «غير منطقي وغير عقلاني»، وذلك في تصريح أدلى به أمس لوكالة الأنباء الجزائرية.

وقال خليل الذي يتولى أيضا وزارة الطاقة والمناجم في بلده، ان «الطلب من الدول المنتجة للنفط زيادة إنتاجها غير منطقي وغير عقلاني»، وذلك قبل يوم من اجتماع الأحد في جدة (السعودية) يضم المنتجين والمستهلكين.

وأوضح انه سيشارك في هذا الاجتماع الذي دعت إليه السعودية بصفته وزيرا جزائريا وليس بصفته رئيسا لمنظمة أوبك. وقال «لقد دعيت بصفتي وزيرا للطاقة والمناجم في الجزائر. لذا، لست مكلفا من أوبك اتخاذ موقف باسمها».

وتابع خليل «قررت السعودية الدعوة الى اجتماع بين المنتجين والمستهلكين وكذلك المجموعات النفطية لتحديد أسباب ارتفاع أسعار النفط (...) الهدف الرئيس لاجتماع جدة هو توضيح المواقف المتصلة بأسباب هذا الارتفاع».