«انفستكورب» يتجه للاستفادة من أزمة الرهون العقارية وشراء ديون متعثرة

المدير التنفيذي للبنك لـ «الشرق الأوسط» : سنشتري الديون بأقل من سعرها بنحو 20%

TT

يعتزم بنك «انفستكورب»، المؤسسة المالية المتخصصة في الاستثمارات البديلة، إلى استثمار ما يقل عن مليار دولار في شراء ديون عقارية متعثرة بأقل من سعرها الأساسي، في خطوة مضادة نحو الاستفادة من أزمة الائتمان العالمي.

كما يعتزم البنك الاستثماري الدخول للمرة الأولى في سوق العقارات الأوروبية والآسيوية عبر تأسيس صناديق خاصة في هذا القطاع، ومن المنتظر أن يعلن عن هذا الصندوق العقاري خلال شهر من الآن.

وفي تصريحات لـ«الشرق الأوسط» كشف مازن الخطيب المدير التنفيذي في انفستكورب أن البنك يدرس بجدية الاستفادة من أزمة الرهون العقارية لصالح عملائه، وقال «نحن في خطواتنا الأخيرة من الدراسة، ومن المنتظر أن يتم الإعلان عن تفاصيل هذا الصندوق للديون المتعثرة قريبا جدا».

وبحسب الخطيب سيتم تأسيس هذا الصندوق عبر نوعين: واحد للتحوط، والآخر صندوق للملكية الخاصة. وقال الخطيب «هناك ديناميكيات جديدة خلقتها أزمة الرهون العقارية، تمنح مستثمرين انفستكورب فرصا جديدة، ونحن نريد استثمارها بالإيجاب لصالح مستثمرينا».

وكان تقرير رسمي لصندوق النقد الدولي توقع أن تبلغ الخسائر الإجمالية للرهون العقارية في الولايات المتحدة، التي بدأت شرارتها في يوليو (تموز) 2007، إلى نحو تريليون دولار أميركي. ووفقا للخطيب فإن انفستكورب يضع عينه على بعض القروض العقارية التي من الممكن أن يشتريها البنك الاستثماري بأسعار أقل بنحو عشرين في المائة عن أسعارها الحقيقية.

وقال مازن الخطيب «على المدى المتوسط والطويل بالتأكيد سيعود سوق الرهون العقارية إلى ما كان عليه، وبالتالي سنستفيد من هذه الخطوة»، مضيفا «لدينا فرص لشراء هذه الديون بخصومات عشرة وعشرين في المائة.. لا شك أنها ستكون فرصة بالنسبة لنا».

وردا على سؤال حول المخاطر التي من الممكن أن يعود بها مثل هذا الصندوق على العملاء، أكد الخطيب أن انفستكورب يعتبر مثل هذا الصندوق فرصة وليس مخاطرة، مشددا على أن البنك لديه من الخبرات ما يستطيع استثمار مثل هذا المشروع لينعكس بصورة إيجابية على عملائه.

وأشار إلى أن البنك درس الوضع جيدا ووجد في شراء بعض هذه القروض العقارية فرصة لعملائه، مشيرا الى أنه سيتم شراء هذه الفرص من قبل البنوك الأميركية والأوروبية «وبأسعار نرى أنها منافسة على المدى المتوسط والطويل».

وحول استمرار بنك انفستكورب في استثماراته الأميركية والأوروبية، قال الخطيب «لدينا سمعة جيدة في المصارف الغربية ونستطيع الاستفادة من سمعتنا التي بنيناها خلال خمسة وعشرين عاما في مشاريعنا وصناديقنا المستقبلية.. لا نواجه أي مشاكل يواجهها غيرنا في عمليات التمويل، مشيرا إلى أن انفستكورب أثبت لعملائه قدرته على تمويل صفقاته بمئات الملايين من الدولارات».

وأضاف «في هذه الأوقات الصعبة نحن فخورون بأننا نجد الفرصة للاستثمار والحصول على تسهيلات كبرى في المصارف العالمية».

إلى ذلك، أعلن الخطيب عن قرب إغلاق صندوق الفرص الخليجية والذي جمع نحو مليار دولار. وقال «تمكنا من جمع المبلغ من عملائنا.. نحن على ثقة بأن هذا الصندوق سيتمكن من تحقيق النجاح المعروف عن بنك انفستكورب».

وكان بنك انفستكورب قد أعلن عن اتجاهه، للمرة الأولى، للاستثمار في منطقة الخليج عن طريق صندوق للفرص الخليجية، يتم من خلاله الاستحواذ على شركات قائمة، متوسطة وصغيرة الحجم.

ووفقا للخطيب فإن المصارف العالمية ركبت الموجة في القدوم للمنطقة والاستثمار في الصناديق المتواجدة في الخليج، «نظرا لتوافر سيولة عالية في المنطقة، لكل من يبحث عن الفرص الاستثمارية في منطقة الخليج».

وقال الخطيب «ندرس فرصا للدخول في سوق أوروبا العقارية، لدينا فريق كبير أدار عملياتنا خلال الخمسة والعشرين عاما، ونعتقد أننا نستطيع أن نستفيد من فرص متعددة أوروبيا».