التوافق على «سلة» مقترحات لإعادة الاستقرار للسوق البترولية في اجتماع جدة للطاقة

مصادر سعودية لـ «الشرق الأوسط»: معالجة الأسعار الحالية يجب أن تتم بجهد جماعي

TT

شخصت السعودية، وكل من منظمة الدول المنتجة للنفط (أوبك)، ومنتدى الطاقة الدولي، ووكالة الطاقة الدولية، في ورقة عمل ستطرح اليوم للنقاش، أمام اجتماع جدة للطاقة الذي دعت إليه الرياض، الأسباب التي دفعت بأسعار النفط للوصول إلى مستويات قياسية.

وقالت مصادر سعودية وثيقة الإطلاع لـ«الشرق الأوسط»، إن ورقة العمل المشتركة التي أعدتها السعودية و3 منظمات دولية مختصة بالنفط، حددت أسباب ارتفاع الأسعار، ووضعت مقابلها المقترحات المفترضة.

وأوضحت المصادر ذاتها، أن «سلة» المقترحات التي تضمنتها ورقة العمل المشتركة، تهدف في مجملها إلى إعادة الاستقرار للسوق البترولية، والتي شهدت تذبذبا كبيرا خلال الفترة الماضية، للعديد من الأسباب، أبرزها المضاربات التي تشهدها الأسواق العالمية. وتوافقت وجهات نظر السعودية (الدولة المضيفة)، مع وجهات نظر المنظمات الدولية الثلاث، والتي تنصهر فيها الدول المنتجة والمستهلكة، حيث إن «أوبك» تضم كبريات الدول المنتجة تتقدمها السعودية وإيران، فيما تضم وكالة الطاقة الدولية نحو 27 من أكبر الدول المستهلكة للنفط، في حين يجمع منتدى الطاقة الدولي عددا آخر من الدول.

وبحسب المصادر، فإنه تم التوافق على ورقة العمل المشتركة التي ستطرح على طاولة المجتمعين اليوم، مطلع الأسبوع الماضي، حيث تم توزيعها على كافة الدول التي استجابت لدعوة هذا الاجتماع. ولفتت المصادر، إلى أن أجواء الاجتماع الرباعي، الذي ضم مسؤولين سعوديين وممثلين عن المنظمات الدولية الـ3، ساده نوع من الارتياح من قبل جميع المشاركين. وقالت «لقد شهد الاجتماع في أغلب ساعاته الـ15 تحليلا فنيا ممتازا للأسباب التي تقف وراء وصول أسعار النفط لمستويات قياسية، كما لم يخل الاجتماع من مفاوضات على بعض الجزئيات التي تضمنتها الورقة». وتتطلع الدولة المضيفة لاجتماع الطاقة، للخروج بتوافق حول حلول يشترك في تطبيقها الدول المنتجة والمستهلكة جنبا إلى جنب. وقالت مصادر تحدثت إليها «الشرق الأوسط» عشية انعقاد التجمع الدولي «إن الدعوة لاجتماع الطاقة، تهدف لخلق تعاون بناء من أجل إيجاد حلول تشترك في تطبيقها الدول المنتجة والمستهلكة، على اعتبار وجود قناعة سعودية أن وضع السوق البترولية الحالي، يتطلب اتخاذ إجراءات جماعية لعودة تلك السوق لوضعها الطبيعي».

ويبدو أن السعودية مقتنعة بأن أسعار النفط المرتفعة، لا تصب في مصلحة الدول المنتجة أو المستهلكة، حيث تقول المصادر «أن لا أحد مستفيد من هذه الارتفاعات التي وصلت إليها أسعار النفط. نحن نريد استقرار الأسعار. وحده الاستقرار هو المفيد في هذه المرحلة».

وعلمت «الشرق الأوسط»، أن من بين ما سيطرح على طاولة النقاش هذا اليوم، محور يتعلق بتحسين البيئة الاستثمارية للشركات العاملة في صناعة النفط، بما في ذلك تمكين الشركات الوطنية في هذا المجال، وتذليل العقبات التي تعترض عملها».