النفط يواصل ارتفاعه ويتجاوز 136 دولارا

خبير لـ«الشرق الأوسط»: زيادة السعودية الإنتاج قد تعيد توازن السوق على المدى المتوسط

المضاربات وحركة الدولار مازالت المهيمن الاساسي على اسعار النفط (شاتر ستوك)
TT

ارتفعت أسعار النفط أكثر من دولار لتصل إلى 136.50 بما يقدر بـ1 في المائة أمس، رغم الاجتماع الطارئ الذي عقد في جدة أول من أمس وضم الدول المصدرة والمستهلكة. وجاءت الزيادة رغم تعهد السعودية بزيادة الإنتاج اليومي بمائتي برميل يوميا في مطلع يوليو (تموز) المقبل، وفي السياق نفسه ارتفعت عقود أغسطس (آب) بأكثر من دولارين لتسجل 137.08 دولار للبرميل. وقال جون ميتشيل الخبير بالشؤون النفطية بالمعهد الملكي البريطاني لـ«الشرق الأوسط» «ان عدم تراجع أسعار النفط كان متوقعا بعد اجتماع جدة للطاقة، خاصة على المدى القصير، ولكن ينبغي النظر بتفاؤل على المدى البعيد فقد تؤثر الزيادة في الانتاج على الأسعار وتعيد السوق إلى توازنه الذي فقده منذ أشهر عديدة. وأجاب ميتشيل مؤكدا، عند سؤاله عن أسباب ارتفاع الأسعار بأن المضاربات هي السبب الأساسي والرئيسي لارتفاع الأسعار، بالإضافة إلى الاضرابات عن العمل والتوترات الجارية في شركات نفطية في نيجيريا، وحركة الدولار المتذبذبة. من جانبها أكدت السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم أنها سترفع الإنتاج للمرة الثانية إلى 9.7 مليون برميل يوميا في يوليو (تموز) وهو أعلى مستوى يبلغه معدل الانتاج أكثر من 30 عاما وتعهدت بضخ المزيد من النفط اذا احتاجت السوق.

وبحسب وكالة رويترز عرضت السعودية الإطار العام لخطط زيادة الطاقة الانتاجية الى 15 مليون برميل يوميا عندما يبرر الطلب المستقبلي الاستثمارات اللازمة، وذلك على أمل تهدئة المخاوف المتنامية من نفاد النفط في العالم ولكن هذه الاجراءات فشلت في تهدئة أعصاب السوق المتوترة. كما أفاد محللون إن حالة الإمدادات في الأجل القصير لا تزال مثار قلق بسبب التوترات بين إيران وإسرائيل.

إلى ذلك رحب البيت الأبيض أمس بخطوة السعودية رفع إنتاج النفط وضخ المزيد منه إذا دعت الحاجة، مفيدا ان أسعار الطاقة القياسية تلحق الضرر بالاقتصاد العالمي. وقال توني فراتو المتحدث باسم البيت الابيض «نرحب بزيادات الإنتاج من كل منتجي النفط بما فيها السعودية.

وأضاف فراتو «ارتفاع أسعار الطاقة له وقع على الاقتصاد العالمي وستكون لهذا تداعيات على كل من المنتجين والمستهلكين». ومضى يقول «علينا أيضا اتخاذ خطوات لزيادة انتاج النفط هنا في الولايات المتحدة كما أوضح الرئيس الاسبوع الماضي».

وقال شكيب خليل رئيس اوبك ووزير الطاقة الجزائري أمس انه لا يمكن لمنتجي أوبك ضخ مزيد من النفط دون وجود طلب على مزيد من الامدادات وانه في الوقت الحالي ليس هناك مثل هذا الطلب. وأضاف في مقابلة مع راديو الجزائر أن هناك توازنا بين العرض والطلب وان الاسعار ستظل مرتفعة حتى نهاية العام بسبب المضاربة وحركة الدولار والقرارات المحتملة بشأن السياسة النقدية للبنك المركزي الاوروبي.

وقال خليل انه ليس بوسع منتجي النفط زيادة الانتاج ما لم يكن هناك فعليا طلب في السوق العالمية. ومضى قائلا ان الطلب تقلص هذا العام ويواصل التقلص ولذا فليس هناك طلب يمكنه استيعاب الانتاج الاضافي. وأكد خليل ان المنتجين سيقولون أين هو الطلب الذي يبرر زيادة الانتاج. وتابع انه فيما يتصل بالأسعار فمن المستحيل التكهن بها لان أي شيء يمكن أن يحدث وكل ما يمكن قوله هو أن الاسعار ستكون مرتفعة وستظل مرتفعة حتى نهاية العام.

وردا على سؤال قال رئيس اوبك انه لا يعتقد أن سعر النفط سيخترق سريعا حاجز المئتي دولار للبرميل مضيفا ان الاسعار ستواصل تقلباتها المعتادة المتصلة بعوامل مثل التوترات السياسية والدولار.

وارتفعت أسعار النفط 1 في المائة أمس، وارتفع الخام الاميركي الخفيف ليصل إلى 136.5 دولار للبرميل بعد ان هبط في اوائل المعاملات اكثر من دولار. وارتفع سعر مزيج برنت 1.29 دولار بما يوازي 0.96 في المائة إلى 136.15 دولار للبرميل. وبلغت أسعار النفط مستويات قياسية قرب 140 دولار للبرميل الأسبوع الماضي، وتضاعفت عما كانت قبل عام مما يذكي التضخم، ومزيج برنت في المعاملات الآجلة لبداية تعاملات الأسبوع.