تأسيس أول شركة متكاملة للتطوير العقاري في الشرق الأوسط

تحالف بين الحكومة البحرينية وشركات استثمارية

TT

في خطوة هي الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، أطلق في البحرين أمس تحالف بين الحكومة البحرينية ومجموعة من الشركات الاستثمارية الإقليمية، عبر تأسيس شركة «نسيج» وهي شركة متكاملة تعمل في مجال التطوير العقاري، باعتبارها أول شركة تطوير عقاري وبنية تحتية متكاملة في الشرق الأوسط، برأس مال مصرح وقدره مليارا دينار بحريني (5.3 مليار دولار أميركي)، ورأس مال مدفوع قدره 300 مليون دينار (800 مليون دولار أميركي).

ويعول مؤسسو الشركة، الذين يقودهم بنك الإثمار البحريني، على تقديم الشركة لحزمة من الخدمات العقارية المتكاملة التي تقدم للمرة الأولى بالمنطقة، بحيث تدشن «نسيج» حقبة جديدة من التغيير في قطاع الإنشاءات بالمنطقة مما يؤهلها لتحقيق مزايا عديدة من وفورات الحجم بالشركة. وستوفر «نسيج» الخدمات التالية: خدمات التطوير والتشييد، تصنيع وتوريد مواد البناء، خدمات إدارة المرافق، خدمات الرهن العقاري، التخطيط العقاري والاستشارات العقارية، وخدمات التسويق.

وبالإضافة إلى الحكومة البحرينية، الممثلة في الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي، وبنك الإثمار منظم عملية التحالف، يساهم في تأسيس الشركة اتحاد مكون من شركة الصفاة للاستثمار الكويتية، وبنك البحرين والكويت، وبيت الاستثمار العالمي بالكويت، ومصرف الشامل وشركة الإثمار للتطوير.

ومن المقرر أن تطرح الشركة 40 في المائة من رأس ماله المدفوع للاكتتاب العام لجميع الجنسيات قبل نهاية أكتوبر المقبل، بسعر مائة فلس للسهم الواحد وبدون أية علاوة إصدار.

وفيما لم يعلن مسؤولو الشركة عن حصص كل منهم في الشركة الجديدة، علمت «الشرق الأوسط» أن ما لا يقل عن 40 في المائة من حصة المؤسسين ستذهب مناصفة بين الحكومة البحرينية وبنك الأثمار.

وبحسب المعلومات التي توافرت لـ«الشرق الأوسط» فإن رأس المال المدفوع سيتم رفعه خلال الفترة القريبة المقبلة إلى ما بين 400 إلى 500 مليون دينار بحريني (ما بين 1 إلى 1.3 مليار دولار أميركي). وبحسب المصادر فإن حجم عمليات الشركة المقبلة سيكون أكبر من رأس المال المدفوع حاليا، وهو ما يستلزم رفع حصة المؤسسين وأيضا الحصة المطروحة للاكتتاب العام. وقال خالد جناحي رئيس مجلس إدارة بنك الإثمار لـ«الشرق الأوسط» إنها المرة الأولى التي تطرح شركة بهذا الحجم وبشراكة من القطاعين العام والخاص للاكتتاب العام بدون علاوة إصدار، وأضاف «نرغب في شراكة مجتمعية تعود بالنفع علينا كمؤسسين وأيضا على المجتمع الذي سيستفيد سواء من اكتتابه بالشركة، إذا رغب ذلك، أو بانعكاسات تأثير المشاريع العقارية الجديدة التي ستطرحها الشركة قريبا.

واوضح جناحي ان الشركة التي ستبدأ عملها رسميا في الأول من يناير 2009، ستقدم العديد من الخدمات المتكاملة للقطاع العقاري «ليس بالبحرين وحدها، لكننا سننطلق بالبحرين ثم نتجه للأسواق الخليجية، التي لاشك سيكون السوق السعودي أبرزها باعتبار أن هناك العديد من الفرص الكبرى المتاحة هناك».

وردا على سؤال حول كثرة الشركات العقارية بالمنطقة وما هي الميزة النسبية التي ستقدمها «نسيج»، قال جناحي «لاشك أن لدينا حجم سيولة عالية في الخليج تقدر بثلاثة تيرليون دولار خلال العامين المقبلين، لذا فنحن متأكدون من قدرتنا على المساهمة في إيجاد نقلة نوعية في سوق العقارات بالمنطقة عبر نسيج».

وأضاف «سندشن عملياتنا عبر شراء حصص في شركات قائمة والتحالف مع شركات عملاقة محلية وعالمية وشراكات استراتيجية مع مجموعة من الأسماء التي سنعلن عنها قريبا».

وتحفظ جناحي عن ذكر أهم المشاريع التي ستعمل بها الشركة قريبا، لكنه أكد أن الشركة الوليدة لديها عدة عروض ومشاريع ستسهم في تغيير الصورة القائمة للمشاريع العقارية الحالية.

والجدير بالذكر ان قطاع المقاولات في البحرين يمر خلال الفترة الأخيرة، بأزمة هي الأشد تأثيرا على القطاع في البحرين، تسببت معها في توقف الكثير من المشاريع العقارية، الصغيرة منها والكبرى. كما تسببت في تأخر العديد من المشاريع الحكومية ومشاريع البنية التحتية، بسبب إيقاف تصدير الاسمنت من قبل السعودية، التي تعاني هي الأخرى من شح في هذه المادة الحيوية، وهو ما ساهم في رفع الكلفة الإنشائية للمشاريع القائمة حاليا في البحرين.وتعتمد بدرجة كبيرة على الاستيراد لتغطية الطلب على مواد البناء الأساسية، وهو الأمر الذي أعاق تطورنا وحال دون إكمال العديد من المشاريع الإسكانية والبنية التحتية في موعدها المقرر». ويقول خالد جناحي إن خدمات نسيج سوف تشتمل على الإنشاء والتطوير وتصنيع وتوريد مواد البناء والاستشارات العقارية وتسهيل تقديم الخدمات التسويقية والمالية، مشيرا إلى أنه من أهم ميزات «نسيج» انها تأسست لتوفير حلول إسكانية لشعب البحرين «حيث سيتحقق ذلك من خلال وضع كل المعرفة والخبرة المطلوبة لدى مؤسسي نسيج من أجل توفير مجموعة من الخدمات التي لم تكن متاحة من قبل».