القطاعات «القيادية» تمر بمرحلة استنزاف والمؤشر العام أمام عتبات نقطية هامة

أيام قليلة قبل النتائج المالية ومعدلات السيولة تكشف عزوف المستثمرين

سعوديون في إحدى قاعات تداول الاسهم («الشرق الاوسط»)
TT

بدء العد التنازلي لنتائج الربع الثاني من العام الحالي حيث صاحب ذلك انخفاضات لجميع القطاع المدرجة في سوق الأسهم خلال الأسبوع الماضي نتيجة لتخوف المستثمرين من الدخول في مثل هذه الأوقات الأمر الذي أدى إلى خلق مرحلة من استنزاف القدرة الشرائية من القطاعات القيادية وشكل حواجز نقطية مهمة خلال الأسبوع الجاري وسط تنبؤات بأرباح جيدة للشركات المهمة في سوق الأسهم السعودية.

وتشير تقارير وشركات مالية إلى توقع تحسن ملحوظ في نتائج الشركات القيادية حيث ذكرت مجموعة بخيت للأوراق المالية أنها تتوقع ظهور نتائج مالية لعدد من الشركات القيادية خلال النصف الأول من هذا العام بأرباح أفضل مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي، ذاكرة على سبيل المثال توقع أن تسجل «سابك» خلال النصف الأول تتجاوز 14 مليار ريال (3.7 مليار دولار) بارتفاع نسبته 11 في المائة عن الفترة نفسها من العام السابق مستفيدة من استمرار ارتفاع مواد البتروكيماويات وسط استمرار الطلب القوي في دول شرق آسيا والتي تستحوذ على نحو نصف مبيعات الشركة.

واستطرد تقرير مجموعة بخيت، إحدى شركات الاستثمار المرخصة رسميا، بالحديث عن شركة «سافكو» تعتبر من أكبر مصدري مادة اليوريا في العالم من المتوقع أن تصل أرباحها للنصف الأول 2008 إلى نحو 1800 مليون ريال بارتفاع نسبته 110 في المائة عن الفترة نفسها من العام الماضي، مستفيدة من الصعود الحاد في أسعار اليوريا في الربع الثاني من هذا العام، فيما من المتوقع أن يشهد القطاع البنكي أداء متفاوتاً في أرباح الربع الثاني 2008 ولكن بالمتوسط ستكون أفضل من نتائج الربع السابق بمعدل 10 في المائة، وستظهر نتائجها للنصف الأول هذا العام تحسناً محدوداً مقارنةً بالفترة نفسها من العام السابق.

ومن جهته، أفاد في حديث لـ«الشرق الأوسط» احمد الرشيد المحلل الفني الدولي أن السوق لا يزال يحافظ على ايجابيته على المدى المتوسط والبعيد بعدم كسره للمسار الصاعد الذي لم يكسر منذ 10 أشهر تقريبا وما زال السوق يذبذب فوقه، مبينا أن ما يحصل في السوق من تذبذب حاد نوعا ما نتيجة انتظار المستثمرين لنتائج الشركات للربع الثاني.

ويرى الرشيد أنه بحركة المؤشر التي لم تخرج من المثلث المحايد الذي يدل على الحيرة، سيتضح الكثير من القراءة الفنية حين إعلان الشركات عن نتائجها المالية إذ سيشهد السوق تحركا بحسب نتائج الشركات المؤثرة في المؤشر، مشددا على أن ما يميز الكثير من الشركات أن لديها مشاريع وتوسعات ستنتهي خلال الأعوام الثلاثة المقبلة مما يعطي أمان أكثر حول نتائج الشركات الايجابية في المستقبل القريب.

وكان المؤشر العام ولمدة أربعة أسابيع لم يستطع الإغلاق أعلى من 9830 نقطة، وهنا يوضح الرشيد أنه في حال الإغلاق أعلى منها سيتمكن المؤشر من التوجه إلى مستوى 10025 نقطة، لافتا إلى أن نقاط الدعم المهمة لهذا الأسبوع بين 9554 و9491، في الوقت الذي يمكن أن يهبط فيه المؤشر إلى 9450 نقطة سريعا ولكن سيرتد منها سريعا مستندا على قراءة «القمتين المزدوجة» مما يعني أن الأسعار في المستقبل القريب ستكون أعلى مما هي عليه حاليا.

من جهة أخرى، أكد لـ«الشرق الأوسط» محمد وائل السيد المحلل الفني فشل المؤشر العام في اختراق المقاومة الصلبه 9840 بعد عدة محاولات يائسة حيث ازدياد عدد محاولات الاختراق أدى لوجود بعض الإشارات السلبية التي ظهرت على الفواصل الزمنية القصيرة 30 دقيقة مشيرا إلى أن من ضمن المؤشرات السلبية وجود «انفراج سلبي» بين المؤشر العام ومؤشر «الماكد»، أحد أبرز برامج القراءة الفنية لأسواق الأسهم، كانت نتيجته كسر الدعم الهام 9671 ويليه كسر أهم نقطة وهي 9666 وهي تمثل نقطة كسر المسار الصاعد الرئيسي الذي وصفه بأنه مهم لكونه حاجز نفسي لدى المتداولين.

وقال السيد: «إذا نظرنا لهذا الهبوط وكسر المسار الصاعد الرئيسي سنجد أن حجم التداول ضعيف لو قارناه بأحجام التداول السابقة وهذا يجدد الأمل بعودتنا للإجابات»، مواصلا تحليله: «حاليا نواجه نقطة دعم عند 9572 ملتقى نسبتين من نسب فيبوناتشي، النظرية الفنية العالمية، هما 38.2 في المائة و23.6 في المائة، موضحا أنه في حالة استمرار الهبوط فإن المؤشر العام سيواجه نقطة دعم تتمثل في متوسط 200 يوم وتقدر بنحو 9454 نقطة تقريبا حيث من المفترض أن تعود للإيجابية أقرب لعدم وجود مبرر لهذا الهبوط، مما يدفع بالتوقعات الإيجابيات على المدى المتوسط والبسيط.