بوينغ: الشرق الأوسط أكبر أسواق الطائرات الخاصة بعد أميركا

السعودية تحتل المرتبة الأولى في طائرات الشخصيات المهمة وتتمتع بأهمية استراتيجية عالية

نموذج لطائرة «دريم لاينر» أحدث طرازات شركة بوينغ («الشرق الأوسط»)
TT

ذكر تقرير صادر عن شركة بوينغ العالمية أن منطقة الشرق الأوسط تعتبر واحدة من أكبر أسواق الطائرات الخاصة برجال الأعمال خارج الولايات المتحدة، حيث يبلغ عدد طائرات الشخصيات المهمة الموجودة حالياً والمطلوبة نحو 485 طائرة.

وأضاف تقرير عملاق صناعة الطيران الاميركي أن «بوينغ» وحدها تسيطر على 57 في المائة من سوق طائرات الشخصيات المهمة ذات الممر المفرد، وعلى 64 في المائة من الطائرات الثنائية الممرات، مما يفيد بأن المنطقة تضم أكبر عدد من طائرات بوينغ للشخصيات المهمة في العالم، وتحتل السعودية المرتبة الاولى من حيث عدد طائرات الشخصيات المهمة.

وذكرت «بوينغ» في تقريرها الخاص بـ«الشرق الأوسط» أن السعودية تعد واحدة من الأسواق الاستراتيجية ذات الأولوية العالية لها، حيث تسعى الشركة إلى تطوير أعمالها في المملكة، كون «الرياض» تعمل على تطوير اقتصادها وتنويعه، وذلك من خلال العمل بشكل فعال على تشجيع الاستثمار الدولي وتنمية القطاع الخاص.

ويشير التقرير الى أن اهتمام الحكومة السعودية بالتوسع الاقتصادي والنمو المستدام بعيداً عن عائدات النفط، اعتبرت هيئة الاستثمار السعودية بأن النقل هو قطاع حيوي وأساسي لعمليات الاستثمار والخصخصة، مما يشكل اهتماما خاصاً لشركة بوينغ، حيث تشغل شركة ساما 6 طائرات مستأجرة من طراز (737-300)، وهي تسعى لتوسيع أسطولها، ومن المتوقع أن تضيف شركة الخطوط الجوية السعودية طائرات بوينغ «دريملاينر 787 « إلى أسطولها. وتتمتع وحدة بوينغ لطائرات رجال الأعمال بنجاح كبير في توفير طائرات الشخصيات المهمة في السعودية.

وأبان مارتي بينتروت، نائب رئيس الطائرات التجارية لمبيعات الشرق الأوسط وأفريقيا، أنه مع شركة الخطوط الجوية السعودية فإن فرصة بوينغ الكبيرة هي بطائرات «دريملاينر 787». وتتوقع الاستطلاعات الحالية لشركة بوينغ للطائرات التجارية أن الشرق الأوسط سيحتاج إلى 1160 طائرة جديدة بقيمة 190 مليار دولار خلال السنوات العشرين القادمة، ومن المتوقع أن تكون حصة السوق السعودية على امتداد هذه الفترة 150 طائرة على الأقل.

وذكرت الشركة في تقريرها أنها في السعودية، وكما في أي بلد آخر، فإن القيام بالأعمال هو أكثر من مجرد بيع المنتجات والخدمات، حيث ترتكز أيضاً على مساعدة السعودية في تطوير البنية التحتية عالية التقنية للطيران بما يمكن الشركات السعودية من دعم المنتجات التي تشتريها الدولة، بما في ذلك منتجات بوينغ. وبين شيب هيل، رئيس بوينغ العالمية أن نظرة شركة بوينغ نحو السعودية، تتلخص في علاقة شراكة تتجاوز مجرد مبيعات بسيطة، وبالنسبة للانظمة بوينغ الدفاعية المتكاملة وطائراتها التجارية، فأن السعودية تمتلك أهم ثلاث ميزات وهي المتطلبات والمصادر، والعلاقات المميزة مع شركة بوينغ والتي يجب أن تكون دافعاً إضافياً لها، لافتاً الى أن السعودية من المحتمل ان تكون أكبر سوق للأنظمة الدفاعية المتكاملة خارج الولايات المتحدة الأميركية.

وبين أن المملكة التي تتمتع بأهمية استراتيجية عالية هي أكبر سوق لمنتجات الأنظمة الدفاعية المتكاملة خارج الولايات المتحدة. وتعد القوات المسلحة السعودية من المستخدمين لأنظمة بوينغ، مبيناً أن هذا الدور يأتي ضمن عمل الشركاء العالميين مثل شركة بوينغ، والتي تقوم بأكثر من مجرد بيع الطائرات التجارية والأنظمة الدفاعية للدولة.

ومن خلال توقيع مذكرات تفاهم مع الهيئة السعودية العامة للاستثمار وبعض الشركات الخاصة مثل شركة السلام للطائرات، وعقد الشراكات الجامعية، فإن بوينغ تعزز خبرتها عبر هذه المشاريع لتصبح مصدراً قيماً وموثوقاً للمملكة العربية السعودية.

من جهته، يقول أحمد جزار، رئيس بوينغ السعودية «إنه عندما ينظر إلينا صناع القرار في السعودية فإنهم لا ينظرون إلينا كشركة بوينغ للطائرات التجارية أو للأنظمة الدفاعية المتكاملة، إننا في منطقة واحدة ويجب أن نعمل كفريق واحد».

من جهته، يشير ستانلي روث، نائب رئيس بوينغ العالمية للعلاقات الحكومية الدولية كيف نعمل على استقرار الخليج، علينا البدء انطلاقاً من السعودية. إنهم يريدون وظائف لأبنائهم الشباب واقتصاداً مستداماً. وهذا يتناسب تماماً مع برنامج بوينغ التي تسعى لتكون شريكاً، وليس أي شريك بل شريك عالمي. إن الأمر لا يتعلق فقط بالمبيعات.

ويشير مايكل بروباسكو، رئيس شركة بوينغ الشرق الأوسط المحدودة، التي تتولى تطوير أعمال الأنظمة الدفاعية المتكاملة في السعودية، الى أن هذه الشراكة تقرب شركة بوينغ من عملائها وتسهل إيجاد الحلول المناسبة للقضايا التي قد تحدث هنا في المملكة.

من جهته، بين محمد فلاتة، الرئيس التنفيذي والرئيس في شركة السلام ان ما تريده شركة السلام هو أن تنتقل بهذا إلى المستوى الثاني، لتعمل على تجميع الطائرات والانخراط أكثر في عملية التصنيع، مبيناً أنه من الملاحظ الانخراط أيضاً في عملية دعم الطائرات بشكل كامل، حيث تملك الشركة المصادر اللازمة للقيام بهذا، بما في ذلك الكثير من الشباب السعوديين المهرة، المتحمسين لدخول صناعة الطيران النامية في السعودية.