انعدام القطاع القائد يزيد توتر المؤشر العام

«ارتداد وهمي» و«تذبذب حاد» و«فقدان سيولة» أبرز مظاهر معاناة قطاعات السوق

متداول في البورصة السعودية («الشرق الأوسط»)
TT

بعد موجة الهبوط العارمة التي استهلت الأسواق المالية العالمية وسوق الأسهم السعودي ليوم أول من أمس أغلق المؤشر العام أمس على انخفاض ليواصل مسيرة الهبوط ولليوم الثاني على التوالي بعد صراع كبير وتذبذب عال بين قوى الشراء والبيع التي اتضحت معالمها قبل نهاية تداولات يوم أمس، أدى إلى انعدام الأدوار القيادية بين القطاعات.

وارتد المؤشر العام بعد هبوطه في بداية تعاملات الأمس إلى مستويات 9402.52 نقطة كاسباً 89 نقطة، حيث لم يستمر الارتداد الذي وفقا لخبراء ومحللين فنيين يمثل ارتدادا وهميا الهدف منه سحب رؤوس أموال جديدة للخروج بأقل الخسائر. وأغلق المؤشر العام في تداولات أمس عند مستوى 9324.36 نقطة رابحا 10.96 نقطة تمثل 0.12 في المائة بسيولة تفوق 7.3 مليار ريال وبحجم تداول يزيد عن 187 مليون سهم. وشهدت سوق الأسهم أمس تحركا غير مستقر للأسهم القيادية حيث ارتفع قطاع الصناعات 100 نقطة ثم عاود ليخسر ما كسبه في اليوم نفسه، وأيضا قطاع المصارف الذي تذبذب في نطاق ضيق محافظا على مكاسبه بقيادة مصرف الراحجي وبنك سامبا اللذان اكسبا القطاع 40 نقطة وبنسبة 0.18 في المائة. وتصدر قطاع التأمين أكثر قطاعات السوق ربحية بعد الخسائر الكبيرة التي تكبدتها خلال الفترات السابقة، أغلب الشركات المدرجة ليوم أمس حيث ربح 2.77 في المائة لتشهد بعض أسهم القطاع ارتفاعات كبيرة وعلى النسب العليا المسموح بها في نظام تداول حيث جاءت أسهم كل من «سايكو» و«الأهلية» و«السعودي الهندية» قائمة أكثر شركات السوق ربحية.

وجاء بنك الإنماء أفضل شركات السوق نشاطاً من حيث القيمة والكمية ليبلغ إجمالي ما تداوله من أسهمها بأكثر من 759 مليون ريال توزعت على ما يزيد عن 42 مليون سهم كما جاءت سابك وبترورابغ في المراتب الثانية والثالثة من حيث القيمة. وكشف لـ«الشرق الأوسط» نبيل المبارك الخبير الاقتصادي السعودي أن السوق يفتقد لجانب مهم ـ اعتبره إحدى إشكاليات السوق السعودية ـ وهو التحليل المالي حيث يرى أن الأحداث المحيطة بالمنطقة ليست ذات مؤثر كبير لسوق الأسهم، لافتا إلى أن المخاطر أصبحت أكثر وضوحا مبررا بالأحداث السابقة التي كانت بالمنطقة في عام 2003، ولكنها حقيقة يراد بها باطل.

وذكر المبارك أن الوضع العالمي يمر بأزمة قوية لم تمر من قبل وأيضا التضخم والكساد بنفس الوقت ولها تأثير على الأسواق العالمية بشكل عام. كما يري أن سوق الأسهم السعودي ايجابي للمستثمر الاستراتيجي، مستشهدا بأن عملية التضخم التي وصلت إلى 10 في المائة مقابل العائد من قطاع المصارف وبنسبة 2 في المائة تكشف عن هوة خسارة المستثمر بواقع 8 في المائة. من جهته، أفاد في حديث لـ«الشرق الأوسط» ماجد العمري المحلل الفني أن الإغلاق الضعيف الذي سجله بالقرب من مستوى الدعم الهام 9241 نقطة الذي ارتد منه بشكل مؤقت خلال تداولات يوم السبت لا يزال يعتبر سلبي لسببين رئيسيين، هما أنه تأكيد لاختراق خط الاتجاه الصاعد على المدى المتوسط وكذلك تأكيد لاختراق منطقة 9500 و9425 نقطة، وأن هذا الإغلاق يزيد من احتمالية الخروج السلبي من نموذج المثلث المتماثل على المدى المتوسط.