أعلنت شركة «ميديتلكوم» المغربية للاتصالات عن مخطط استثماري جديد بقيمة 4.2 مليار درهم (575 مليون دولار) خلال الفترة الممتدة ما بين 2008 ـ 2010. وقال محمد المنجرة، المدير العام للشركة، انها قررت الاعتماد على مواردها المالية الذاتية في تمويل 75% من هذا المخطط، وإنها توصلت إلى اتفاقية مع تحالف مصرفي مغربي من أجل تمويل نسبة 25% المتبقية من قيمة المخطط. وأوضح المنجرة، الذي كان يتحدث امس على هامش مراسم توقيع اتفاقية الإقراض مع سبع مؤسسات مصرفية مغربية، أن هذا المخطط الجديد يهدف إلى تدعيم البنيات التحتية للشركة وتوسيعها لمسايرة النمو القوي للسوق من خلال استكمال تغطية شبكة «ميديتلكوم» للتراب المغربي عبر إيصالها إلى بعض المناطق القروية النائية جنوب البلاد وإلى المناطق السياحية الجديدة، والتوسع في البنيات الموجهة لخدمات الجيل الثالث، بالإضافة إلى مسايرة التطورات التكنولوجية والتحولات التقنية التي يعرفها قطاع الاتصالات عبر العالم، وإدخال تقنيات جديدة في مجالات الصوت والمعطيات والانترنت، ودعم السياسة التجارية للشركة وتوسيع الشبكة التجارية لتوزيع منتجاتها.
وأشار المنجرة إلى أن إجمالي الاستثمارات التي راكمتها شركة «ميديتلكوم» منذ انطلاقها سنة 2000 حتى نهاية سنة 2007، بلغت 20 مليار درهم (2.74 مليار دولار). وبفضل هذا المخطط الجديد، سترتفع هذه الاستثمارات إلى 24.2 مليار درهم (3.31 مليار دولار) في أفق سنة 2010، وهو ما جعل الشركة من بين أكبر المستثمرين في المغرب.
واشار إلى أن الشركة اعتمدت من البداية على المصارف المغربية والأجنبية من أجل تمويل توسعها، وذلك عبر 4 اتفاقيات إقراض ضخمة مع تحالفات مصرفية، آخرها الاتفاقية التي أبرمت أول من أمس في الدار البيضاء. وأضاف أن القيمة الإجمالية لهذه القروض، والتي بلغت 11.2 مليار درهم، مكنت الشركة من تمويل 46.3% من استثماراتها.
وأوضح أن شركة «ميديتلكوم» تطمح إلى أداء دور رئيسي في مجال الانترنت والمنتجات الجديدة للاتصالات بالمغرب خلال الفترة المقبلة. وقال «لعبنا في السابق دورا أساسيا في النمو القوي الذي عرفه الهاتف الجوال بالمغرب، فعند دخولنا سنة 2000 لم يكن عدد المنخرطين في خدمة الهاتف الجوال يتجاوز 300 ألف شخص. أما اليوم فيصل عددهم إلى 22 مليون مشترك، من بينهم 7 ملايين مشترك لدينا. نحن نطمح إلى إحداث نفس الطفرة في مجالات الانترنت والخدمات الجديدة للاتصالات، وذلك عبر الإبداع والابتكار والمنافسة على توفير أفضل الخدمات بأفضل الاسعار». وكانت «ميديتلكوم» قد حصلت على الرخصة الثانية للهاتف الجوال بالمغرب سنة 1999، والتي كلفها آنذاك مبلغ 11 مليار درهم (1.5 مليار دولار). ثم حصلت سنة 2006 على الرخصة الثانية للهاتف الثابت ثم على ترخيص الجيل الثالث للاتصالات المتنقلة. وتتنافس «ميديتلكوم» في سوق الاتصالات المغربية مع شركتين أخريين هما «اتصالات المغرب» التي تراقبها مجموعة «فيفاندي» الفرنسية، عبر امتلاك 51% من رأسمالها، وشركة «ونا» للاتصالات التي تتقاسم رأسمالها المجموعتان الماليتان المغربيتان «أونا» و«الشركة الوطنية للاستثمار». أما رأسمال «ميديتلكوم» فتتقاسمه شركة «تليفونيكا» الإسبانية بحصة 32.18%، وشركة الاتصالات البرتغالية بحصة 32.18%، ومجموعة رجل الأعمال المغربي عثمان بنجلون بنسبة 18.06%، ومجموعة «صندوق الإيداع والتدبير» المغربي بنسبة 17.59%.