براون: التهديد المحدق للاقتصاد العالمي يتطلب الإسراع بمكافحة التغير المناخي والفقر

طوكيو ـ لندن: «الشرق الأوسط»

TT

يجتمع قادة الدول الصناعية الثماني الكبرى في توياكو شمال اليابان غدا الاثنين، في حين يهدد ارتفاع أسعار النفط والمواد الغذائية والأزمة المالية الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.

وفي هذا الإطار حذر ناشطو منظمة «اوكسفام انترناشيونال» البريطانية غير الحكومية من انعكاسات ارتفاع أسعار السلع الغذائية والاحتباس الحراري على الفقر في العالم.

وقالت لوسي برينكومب من اوكسفام «ان الوقت ليس لتمضية العطلة، انه وقت تسوية الحسابات«، مضيفة «يجب إلا نحول انتباهنا عن السعي الى إيجاد حلول للازمة الغذائية والاحتباس الحراري«. وقد تضاعفت أسعار المواد الغذائية في غضون ثلاث سنوات بحسب البنك العالمي، مما تسبب بوقوع اضطرابات في البلدان النامية من جهته حذر رئيس الوزراء البريطاني غوردون بروان مجموعة الثماني من الركون الى الانعزالية قائلا ان التهديد المحدق للاقتصاد العالمي يتطلب في المقابل الإسراع بمكافحة التغير المناخي والفقر.

وفي مقابلة مع صحيفة الغارديان نشرت أمس قبيل قمة للمجموعة في اليابان وتنطلق غدا الاثنين، شدد براون على الحاجة لعمل موحد في الغرب لتقليل الاعتماد على الوقود الحفري وزيادة إنتاج الغذاء في الدول النامية.

وقالت الغارديان ان تصريحات بروان تأتي وسط مخاوف من ان أزمة الائتمان ستتسبب في تراجع الدول الصناعية الثماني الكبرى عن تعهداتها بخفض انبعاثات الكربون وزيادة المعونات للدول الفقيرة بمقدار 50 مليار دولار سنويا.

وقال براون «العالم يعاني من تحد ثلاثي.. من أسعار وقود أعلى وأسعار غذاء أعلى وأزمة ائتمان». وأوضح ان القمة ستقيم بمقدار ابتعادها عن الحمائية ودعمها لطاقة أنظف والخروج بسبل لخفض أسعار النفط والغذاء».

وأضاف انه سيعتبر من النجاح بالنسبة لمجموعة الثماني إذا أظهرت الوحدة ودعمت بقوة اتفاقا عالميا للتجارة الحرة ودفعت باتجاه التغير المناخي والتنمية. وأعرب عن أمله في ان تحرز مجموعة الثماني تقدما باتجاه اتفاق جديد للتغير المناخي العام المقبل وان تتفق على «تحويل البنك الدولي الى بنك للطاقة كما هو بنك للتنمية» وان تظهر «تفهما واضحا لأهمية الوسائل المتجددة لمستقبلنا الخاص بالطاقة والبيئة».

من ناحيتها أعلنت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل انه يتوجب على قمة مجموعة الثماني ان تتبنى « دليلا واسعا للتدابير لضمان الأمن الغذائي العالمي»، وذلك في حديث تنشره صحيفة ألمانية اليوم الأحد.

وترغب اليابان، التي تترأس هذه السنة نادي الدول الكبرى، في ان تكون ظاهرة الاحتباس الحراري والتنمية في أفريقيا الموضوعين الأساسيين في قمة توكايو التي دعي إليها 14 بلدا غير عضو، منها سبع دول افريقية إضافة الى خمس منظمات دولية.

لكن القضايا الاقتصادية قد تأخذ حيزا كبيرا في مباحثات رؤساء دول وحكومات مجموعة الثماني (ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا واليابان وروسيا إضافة الى المفوضية الأوروبية) التي تستمر ثلاثة أيام بعيدا عن الأضواء في فندق فخم.

وكانت مجموعة الثماني قد عقدت قمتها الأخيرة في هايلغندام (ألمانيا) وأعلنت خلالها ان الاقتصاد العالمي في وضع جيد. وبعد سنة تضاعف سعر النفط وتراجعت قيمة الدولار وبات الانكماش يهدد الولايات المتحدة وزادت نسبة التضخم ويواجه النظام المالي العالمي أسوأ أزمة في تاريخه، ما أرغم مجموعة الثماني على مراجعة توقعاتها.

وقال لرويترز كازوهيكو يانو خبير الاقتصاد في معهد ميزوهو للأبحاث في طوكيو ان «أسعار النفط والأغذية ستكون أساس المباحثات لان هذه المسألة تتحول الى أزمة حقيقية خصوصا في الدول الفقيرة».

ويقول جون كيرتون مدير مجموعة الأبحاث حول مجموعة الثماني في جامعة تورونتو ان مجموعة الثماني قد تتصدى لمشكلة ارتفاع أسعار النفط من خلال توجيه نداء ثلاثي، أولا: إلغاء الدعم على الوقود. ثانيا: إلغاء مراقبة الأسعار وترك القرار للسوق. ثالثا: اعتماد الطاقة النووية، لكن لتطبيق هذه النقطة الأخيرة على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ان ترفع الفيتو الألماني.

وبحسب الصحافة اليابانية ستشكل مجموعة الثماني فريق عمل لمكافحة الأزمة الغذائية. وستدرس هذه اللجنة خصوصا امكان رفع القيود عن الصادرات التي تمنع الدول الغنية من بيع الفائض في مخزون المواد الغذائية للدول الفقيرة.

وجلسة العمل الفعلية لمجموعة الثماني ستعقد الثلاثاء. والاثنين سيعقد اجتماع بين مجموعة الثماني والدول الأفريقية المدعوة للمشاركة في القمة (جنوب أفريقيا والجزائر وإثيوبيا وغانا ونيجيريا والسنغال وتنزانيا والاتحاد الأفريقي) والأمم المتحدة والبنك الدولي. وتختتم القمة أعمالها الأربعاء. ويبدأ يوم الأربعاء الذي سيركز على موضوع البيئة باجتماع تعقده مجموعة الثماني مع البرازيل وكوريا الجنوبية والصين والهند والمكسيك وجنوب أفريقيا وينتهي بجلسة عمل لأكبر 16 اقتصادا في العالم (الجهات التي ذكرت سابقا إضافة الى استراليا واندونيسيا والأمم المتحدة والبنك الدولي والوكالة الدولية للطاقة).

والبيان الختامي لأول قمة لمجموعة الثماني في 1975 لم يتضمن سوى 15 فقرة بسيطة. ووقع البيان الختامي خلال القمة الأخيرة في ألمانيا في ثماني صفحات وتطرق الى أكثر من عشرين موضوعا دبلوماسيا واقتصاديا. ويتوقع ان تستمر قمة توياكو في هذا النهج. وفي المقابل تجمع آلاف المتظاهرين المناهضين للعولمة أمس في سابورو بشمال اليابان وسط حراسة أمنية مشددة لدعوة قادة مجموعة الثماني للتحرك من اجل مكافحة الأزمة الغذائية العالمية أثناء قمتهم التي تفتتح الاثنين.