رئيس جمعية المرطبات العربية: الشركات التي لم ترفع أسعارها يصعب عليها تقديم منتجات ذات جودة

منذر الحارثي لـ «الشرق الأوسط»: إن حجم الاستثمار في المشروبات السعودية وصل إلى ملياري دولار

TT

تعتبر جمعية المرطبات العربية (ABA) أول اتحاد يضم كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع العصائر والمرطبات على صعيد العالم العربي، ويشمل شركات المشروبات الغازية وعصائر الفاكهة ومشروبات الألبان ومشروبات الطاقة والصحة والمشروبات الساخنة والمياه المعبأة، في الدول العربية. «الشرق الأوسط» التقت في مدينة الدمام السعودية منذر الحارثي، رئيس مجلس إدارة جمعية المرطبات العربية، الذي تم انتخابه اخيرا، والذي أوضح أن هدف الجمعية الأول هو الارتقاء بصناعة المرطبات وتحسين مستواها وليس الاحتكار أو التضامن على رفع الأسعار للمستهلك العربي، فيما لمح إلى أن شركات المشروبات التي لم تقم برفع أسعارها بشكل ملحوظ ضحت بتقديم منتجات ذات جودة عالية.

وأفاد الحارثي بأن اجمالي الاستثمارات التي تضخ في سوق صناعة المرطبات السعودية يصل إلى نحو ملياري دولار، وأن السعودية تحتل المركز الأول من حيث حجم الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وأفصح بأن حجم الصادرات السعودية يبلغ حوالي 30 في المائة من الإنتاج المحلي لمصانع المشروبات، وإلى نص الحوار..

> ما الهدف من إنشاء جمعية المرطبات العربية؟

ـ تأسست الجمعية العربية للمرطبات كجمعية غير ربحية وغير حكومية تمثل مصنعي قطاع المرطبات التي تتضمن المشروبات الغازية والعصائر والألبان والمياه المعدنية ومشروبات الطاقة والمشروبات الساخنة بالإضافة إلى الشركات المساندة مثل الأبحاث والتسويق والمعدات وآلات التصنيع والتغليف. وتهدف الجمعية إلى تحسين جودة العمل ومستواه واستدامته، إذ تتمثل أهدافها الرئيسية في حماية صناعة المرطبات العربية وتعزيز صورتها في ظل التطور السريع للمتغيرات الاقتصادية العالمية وتوفير منصة شبكية لتيسير عملية الابداع التقني والنشاط الاقتصادي. كما تسعى الجمعية إلى العمل مع السلطات التنظيمية للتأثير على القرار وخاصة النواحي التشريعية العربية بالإضافة إلى تكوين تحالفات دولية لتوفير منصات لتبادل المعلومات وتعزيز التواصل الفعَّال والبناء داخل المجموعة والعمل كمرجع لتوفير المعلومات القيمة كالاتجاهات الاستهلاكية والأبحاث في قطاع المرطبات.

> كم يبلغ عدد الأعضاء المنظمين للجمعية حتى الآن وما هي الدول التي يمثلونها؟

ـ الأعضاء المؤسسون هم شركات عربية وأجنبية يعملون بشكلٍ مباشر أو غير مباشر في صناعة المرطبات، ويبلغ عددهم 16 عضواً، يمثلون البلدان التالية: السعودية، الإمارات العربية المتحدة، الكويت، مصر، عمان، لبنان.

> لكن في حال اجتمع الأعضاء على ميثاق يضمن عدم خفض الأسعار عن حد معين أو توحيد المقاييس، ألا ترون في ذلك كسراً لمفاهيم المنافسة والسوق الحرة؟

ـ إن هدف الجمعية الأول هو الارتقاء بصناعة المرطبات وتحسين مستواها وليس الاحتكار، إن مفهومنا للمنافسة الشريفة والسوق الحر هو الدافع بالجمعية إلى احتضان جميع أعضائها ومساعدتهم على تطوير نوعية انتاجهم ليتلاءم مع المعايير الدولية ويكون بالمستوى المطلوب في مواجهة تحديات الانفتاح، وهنا أقصد التجارة العالمية، ولقد تم الاتفاق بين الأعضاء بأن لا تـُناقش المواضيع الخاصة بالأسعار.

> هل تمكنت الجمعية من احتضان مشاريع كبيرة مشتركة أو بحث خطط الاندماج بين الشركات؟

ـ في الحقيقة ما زالت الجمعية حديثة التأسيس، ونعد إلى الانتهاء من بعض الاجراءات القانونية، لذلك اقتصر عملها في الوقت الحاضر إلى الجانب العلمي والتقني من رعاية لمؤتمرات عربية عدة وورش عمل، بالإضافة إلى تبنيها «جوائز قطرة» الذي يعد الحدث الأبرز في عالم المرطبات.

> كم يبلغ حجم الاستثمارات التي تضخ في سوق صناعة المرطبات السعودية؟

ـ من الصعب تحديد اجمالي حجم الاستثمارات في صناعة المشروبات لتداخل صناعات المرطبات مع الألبان، وذلك لأن كثيرا من شركات الألبان تقوم بانتاج العصائر، ويبلغ اجمالي الاستثمارات ما يقارب بليوني دولار أميركي، وتحتل المملكة العربية السعودية المركز الأول في اجمالي الاستثمارات في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، ولا يزال هناك العديد من الاستثمارات تـُصرف على هذه الصناعة لقناعة المستثمرين في المنطقة.

> وكم تتوقعون أن يصل حجم المبيعات من العصائر والألبان في السعودية مع نهاية العام الحالي؟

ـ نتوقع أن يصل حجم المبيعات للعصائر السائلة والمعبأة في السعودية ما يقارب 900 مليون لتر سنوياً، والألبان من الحليب السائل واللبن السائل واللبن الزبادي ما يقارب 1010 ملايين لتر سنوياً.

> قامت بعض شركات الألبان السعودية بزيادة أسعار الألبان نصف لتر إلى 2.5 ريال بدلاً من ريالين، كما رفعت شركة أخرى سعر اللتر من 3 إلى 4 ريالات.. فمتى سيشهد المستهلك استقراراً في الأسعار؟

ـ تعد زيادة الأسعار التي شهدتها منتجات الألبان انعكاساً حقيقياً للزيادة في مدخلات الصناعة من مواد خام وتعليب وغيره، حيث شهدنا زيادة في بودرة الحليب الخام من 2600 دولار للطن الواحد في عام 2006 إلى ما يقارب 5400 دولار خلال العام الحالي، ذلك بصرف النظر عن الزيادة الأخرى في التكلفة ومواد التغليف التي تتأثر تأثراً مباشراً بزيادة أسعار البترول. وإذا نظرنا إلى استقرار الأسعار فإن أسعار السعودية من أكثر أسواق العالم استقراراً، علماً بأننا لم نشهد زيادة في أسعار الألبان خلال الـ30 عاماً الماضية إنما العكس، شهدنا انخفاضاً في الأسعار ومن جهة أخرى فإن منتجات الألبان لا تزال أقل المنتجات الغذائية حسب نسب الزيادة.

> بما أن هذه الارتفاعات جاءت نتيجة ارتفاع أسعار مدخلات الانتاج ومواد التعبئة والتغليف.. فلماذا لا تدرس شركات السوق آلية لخفض تكاليفها بإيجاد بدائل مناسبة؟

ـ تخفيض التكاليف بإيجاد بدائل أخرى لمدخلات الإنتاج يعني التأثير المباشر على جودة المنتجات، وهذا ما لا نرغب فيه كمصنعين، لقد أنفقنا الكثير وعملنا بجهد ومثابرة لتثبيت جودة المنتجات، لذلك أرى من غير الجدير أن نبدأ بالتلاعب في مدخلات المواد الخام في منتجاتنا، ولا تزال بعض المنتجات الرخيصة والمستوردة من الخارج متوفرة في السوق وللمستهلك الخيار في ما يستهلكه.

> هل تعني أن الشركات التي لم ترفع أسعارها بشكل ملحوظ لجأت للتلاعب بمدخلات المواد الخام أو التقليل من مستوى الجودة؟

ـ لكل شركة سياستها الخاصة بها فهناك شركات تلجأ للربح القليل جداً أو احتمال الخسارة في مقابل كسب حصة سوقية من الأسواق في الوقت الراهن، ولكن كلنا يقين أن مع الاستمرارية لهذه الأسعار من الصعب على الشركات المنتجة تقديم منتجات ذات جودة عالية.

> ما تقديركم لحجم الطاقة التصديرية التي تمثلها الشركات السعودية الكبرى المختصة بصناعة وتصدير المرطبات؟

ـ الطاقة التصديرية تتفاوت بين الشركات السعودية، ولكن في تقديرنا يمثل حجم الصادرات من قبل الشركات السعودية 30 في المائة من الإنتاج المحلي لهذه المصانع، ولقد لوحظ أن هناك زيادة مطردة في الطلب على المنتجات السعودية في جميع الأسواق التي نصل إليها وذلك لما تتميز به الصناعة السعودية من جودة عالية.

> ماذا عن الأسواق الخليجية التي مازالت تمثل الحصة الأكبر للصادرات السعودية في قطاع العصائر والألبان؟

ـ السبب الرئيسي للمنافسة القوية للمنتجات السعودية يعود إلى ثقة المستهلك بجودة المنتجات، كما أن الشركات السعودية دائماً السباقة في مجال إنتاج منتجات جديدة ومتنوعة وكذالك عبوات حديثة مما يجعل المستهلك يقبل عليها.