المغرب: مكتب «ماكنزي» يعد خطة عشرية للنهوض بصناعاته الجلدية

بإطلاق بوابة على الإنترنت.. وتنظيم معرض لها في أكتوبر المقبل

TT

أعلن بوسلهام حيلية، وكيل وزارة الصناعة والتجارة المغربية، عن قرب انطلاق دراسة لإعداد خطة عشرية للنهوض بالصناعات الجلدية بالمغرب. وأكد حيلية أول من أمس خلال لقاء مع المهنيين في الدار البيضاء، أن مكتب الخبرة العالمي «ماكنزي»، الذي كلفته الحكومة المغربية إعداد هذه الدراسة سيبدأ خلال الأيام المقبلة أبحاثه ومشاوراته مع كل المتدخلين في القطاع من أجل تحديد أهداف ووسائل النهوض بالقطاع خلال الأعوام المقبلة.

وأوضح حيلية أن المغرب كان قد اختار قطاع الصناعات الجلدية ضمن أحد القطاعات الإستراتيجية السبعة في مجال الإنتاج الصناعي. وتم التوقيع في شهر يونيو (حزيران) 2007 على عقد برنامج بين الحكومة والقطاع الخاص من أجل تطوير هذا القطاع.

وردا على سؤال للمهنيين حول أسباب تأخر إنشاء المناطق الصناعية المتخصصة التي تم الاتفاق عليها في إطار العقدة البرنامج مع الحكومة، قال حيلية ان المنطقة المتكاملة للصناعات الجلدية التي سيتم إنجازها في مدينة فاس دخلت مرحلتها الأخيرة. أما المنطقة الصناعية المتخصصة، والتي كانت ستنجز في سيدي حجاج قرب الدار البيضاء فقد صادفتها مشاكل على مستوى تصفية العقار، والتي تسببت في تأخير إنجازها.

وأعلن محمد معيز، رئيس الفيدرالية المغربية للصناعات الجلدية، خلال اللقاء عن إطلاق بوابة الصناعات الجلدية على شبكة الانترنت، والتي تهدف إلى تشكيل همزة وصل بين مختلف الشركات العاملة في القطاع والهيئات الحكومية وبرامج الدعم التي تم إحداثها في إطار مخطط تنمية قطاع الصناعات الجلدية بالمغرب.

ودعا معيز كافة الشركات المغربية العاملة في القطاع إلى الإعلان عن نفسها على الموقع والدخول في حوار مع الفيدرالية من أجل التعبير عن حاجياتها في مجال إعادة الهيكلة والدعم والإستشارة. وأعلن معيز ايضا عن قرار الفيدرالية تنظيم المعرض الدولي للصناعات الجلدية «ماروكوير» في الدار البيضاء خلال شهر أكتوبر المقبل. وأشار الى أن المغرب كان قد توقف عن تنظيم معرض الصناعات الجلدية منذ سنة 1998، إذ كان يكتفي بالمشاركة في المعارض الدولية الكبرى. وأوضح أن قرار العودة لتنظيم المعرض يأتي في سياق مجهودات المعرب لاسترجاع مكانته في الاسواق العالمية للمنتجات الجلدية وسعيه لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية في هذا المجال.

وقال معيز إن القطاع يضم 358 شركة، منها 234 شركة تعمل في مجال صناعة الأحذية وتصدر نحو 20 مليون زوج أحذية في السنة. كما يضم القطاع 58 شركة متخصصة في مجال الدباغة، و66 شركة متخصصة في مجال الملابس الجلدية والحقائب ومعدات السفر.

وقال ربيع محبوب، مدير الفيدرالية المغربية للصناعات الجلدية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن المنتجات الجلدية المغربية أخذت تسترجع مكانتها في الأسواق الأوروبية خاصة الفرنسية والإسبانية والإيطالية مع تراجع تنافسية المنتجات الآسيوية. وأوضح أن الشركات المغربية عرفت تحولات عميقة خلال السنوات الأخيرة، وبدأت تتجه نحو تطوير علامات خاصة وطرح منتجات منتهية الصنع في الاسواق العالمية، وربط علاقات شراكة جديدة مع المتعاملين الأوروبيين عوض علاقات المناولة التقليدية. وأخذت كبريات الشركات المغربية تستثمر في مجالات التصميم والموضة بعد أن هيمنت الصين على مجال المنتجات الأساسية والبسيطة. كما بدأت بعض الشركات الصغرى تدرس إمكانيات التوصل إلى اندماجات وتحالفات لبلوغ حجم يمكنها من تحسين أوضاعها التنافسية في الأسواق العالمية. وأضاف ربيع أن العديد من قدماء مديري المصانع أطلقوا مشاريعهم الخاصة مستفيدين من خبراتهم ومن التحولات التي يعرفها القطاع، وأصبحوا يتعاملون من الباطن مع كبريات الشركات المغربية التي تمكنت من تطوير أعمالها.

وتم أول من أمس في الدار البيضاء التوقيع على أربع اتفاقيات بين فيدرالية الصناعات الجلدية بالمغرب وعدة هيئات حكومية في سياق تفعيل مقتضيات البرنامج المبرم بين الحكومة والمهنيين. وفي هذا السياق، وقعت الفيدرالية اتفاقية مع الوكالة الوطنية للشركات الصغرى والمتوسطة، بهدف إنجاز دراسة حول فروع الدباغة والمواد الأولية والمنتجات غير مكتملة الصنع، في أفق تعزيز الإندماج الصناعي لقطاع الصناعات الجلدية المغربية. كما وقعت الفيدرالية اتفاقيات مع كل من المكتب الوطني للتكوين المهني والوكالة الوطنية للكفاءات والتشغيل، بهدف تحسين تكوين وإعداد الموارد البشرية الموجهة للقطاع. أما الاتفاقية الرابعة فتم توقيعها بين الفيدرالية ووزارة الصناعة والتجارة حول ترويج منتجات القطاع في الأسواق العالمية.