الرئيس التنفيذي لبنك أركابيتا: محافظ استثمارية في مشاريع المرافق العامة في الخليج العربي

عاطف عبد الملك: كل من استثمر 100 دولار في البنك منذ عام 1997 حصل على أرباح تراكمية 794 دولارا

عاطف عبد الملك
TT

أكد بنك اركابيتا الاستثماري على لسان عاطف عبد الملك الرئيس التنفيذي للبنك محدودية تأثير أزمة الرهن العقاري الأميركي على البنك، مشددا على أن للنموذج الاستراتيجي الذي يعتمده البنك في عملياته الاستثمارية دورا في تقليل ذلك التأثير، مع إدارة حريصة أثبتت صحة تحركها في ذروة تلك الأزمات العالمية، مشيرا الى أن البنك استطاع التخارج من مشاريع أميركية يفوق قيمتها 1.5 مليار دولار بعوائد برغم الأزمة. ولفت عبد الملك في حديثه لـ «الشرق الأوسط» في الرياض إلى أن ميزانية البنك للعام 2008 فاقت 5 مليارات دولار. كما بلغ إجمالي الإيرادات التشغيلية للسنة المالية 2008 ما مجموعه 648.5 مليون دولار، موضحا أن الوجهة القادمة للبنك هي للاستثمارات في منطقة الخليج العربي.

وكشف عبد الملك عن تخطيط البنك لإقامة محافظ استثمارية في مشاريع المرافق العامة في الخليج العربي تتركز في إقامة محطات تبريد للأحياء، وتملك محفظة تتألف من مستودعات إمداد وتموين متطورة في السعودية والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان، وقطر تبلغ قيمتها 1.2 مليار دولار، وشراكات أخرى تفاصيلها في الحوار التالي. وذكر عبد الملك خلال الحوار الذي خص به «الشرق الأوسط» تطور تحوّل بنك آركابيتا بعد فترة إلى واحد من أبرز بنوك الاستثمار الإسلامية في منطقة الخليج. > ما هي العوامل التي أسهمت في النجاح ؟ ـ تقوم استراتيجية بنك آركابيتا على أسس القاعدة الرأسمالية الصلبة، والبحث الحريص عن الاستثمارات التي تتميز بالعوائد المجزية والقابلية للنمو والتوسع، والإدارة الفعالة للمخاطر، والتوحيد بين مصالح البنك ومساهميه ومستثمريه وموظفيه، والعمل كفريق واحد، وتحفيز التفكير المبدع والتكامل في صنع القرار، واستقدام الكفاءات العالية والخبرات المتميزة لخدمة تحقيق أهداف البنك. وقد أسهمت هذه الاستراتيجية في تنمية أرباحنا على مدى 11 عشر عاماً منذ تأسيس البنك عام 1997. وحقق البنك في العام المالي 2008 دخلا صافيا بلغ 362.2 مليون دولار. ونما صافي دخل البنك منذ تأسيسه بمعدل نمو سنوي مركب بنسبة 40.6 في المائة. كذلك بلغ إجمالي الإيرادات التشغيلية للسنة المالية 2008 ما مجموعه 648.5 مليون دولار. وكل مساهم في بنك آركابيتا استثمر 100 دولار في أسهم البنك عند تأسيسه في العام 1997 حصل على أرباح تراكمية بقيمة 794 دولارا، منها أرباح نقدية تراكمية بقيمة 200 دولار وحصة بالتناسب من الأرباح المبقاة والاحتياطيات بقيمة 594 دولار. وبلغ إجمالي الميزانية العمومية للبنك في نهاية السنة المالية 2008 ما مجموعه 5.1 مليار دولار، ونمت القاعدة الرأسمالية للبنك إلى 1.1 مليار دولار. > رأينا مؤخراً تركيزاً في استثمارات آركابيتا في منطقة الخليج وجنوب شرق آسيا، بعد أن كانت معظم استثماراتكم في الولايات المتحدة وأوروبا، فما هي دواعي التوجهات الاستثمارية للبنك عموماً؟ ـ يسعى بنك آركابيتا دائماً إلى توفير فرص استثمارية مبتكرة ومميزة مطابقة لأحكام الشريعة الإسلامية ومبادئها تحقق لمستثمريه عوائد عالية. ولهذا فإننا نبحث عن أفضل الفرص في جميع أنحاء العالم، وعلى الأخص في الأسواق التي تشهد معدلات نمو سريع وكبير التي تساعد على تعظيم العوائد على الاستثمارات. كما أننا نسعى إلى إقامة المشاريع المشتركة مع أكبر وأنجح الشركات العالمية المتخصصة في القطاعات التي نستثمر فيها، وهذا عامل أساسي يكفل نجاح استثماراتنا. ولهذا تجد أننا اليوم بالإضافة إلى تركيزنا على أسواق الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية، بدأنا نركز أيضاً على أسواق أوروبا الشرقية، حيث امتلكنا مؤخراً، على سبيل المثال، محفظة مشاريع تطوير عقارات سكنية في أوروبا الوسطى والشرقية مع شركة لايتانا العقارية الأوروبية المعروفة بقيمة 305.6 مليون يورو، ومحفظة أخرى مع شركة بيناكل، إحدى أكبر شركات تطوير وإدارة مستودعات الإمداد والتموين في أوروبا بقيمة 835.4 مليون يورو لتملك وتطوير مستودعات إمداد وتموين في أوروبا الوسطى والشرقية. كما بدأنا أيضاً توسعة وجودنا في آسيا حيث قمنا بتأسيس محفظة بقيمة 500 مليون دولار سنغافوري مع شركة أسنداس Ascendas، إحدى أكبر شركات التنمية العقارية السنغافورية لإنشاء مجمعات اقتصادية عصرية في مدن مختارة في الهند. وفي منطقة الخليج، وبعد النجاح الكبير الذي شهده مشروع خليج البحرين1، بدأنا العمل على تنفيذ مشروع خليج البحرين 2 باستثمار إضافي بقيمة 259.7 مليون دولار لبناء مجمع سكني وتجاري على الساحل الشمالي الشرقي لمدينة المنامة. وبعد أن تخارجنا من استثمارنا في محفظة زفير Zephyr لمزارع طواحين الهواء المنتجة للطاقة الكهربائية محققين لمستثمرينا معدل عائد نقدي على استثماراتهم بلغ أكثر من 4.5 ضعف، أنشأنا مشروعاً مماثلاً في منطقة منغوليا الداخلية في الصين مع كولوسوس هولدنغز Colossus Holdings، ومقرها سنغافورة، وهي شركة قابضة تابعة لمجموعة تانتي الهندية Tanti Group العملاقة، ويهدف المشروع إلى استثمار 2 مليار دولار لتطوير مزارع طواحين هواء لتوليد الكهرباء بطاقة إنتاجية تبلغ 1.650 ميغا واط. وقد أنجز البنك حتى اليوم 73 صفقة استثمارية مطابقة بالكامل لأحكام الشريعة الإسلامية ومبادئها بلغت قيمتها الإجمالية 26.8 مليار دولار موزعة على قطاعات أعمالنا الأربعة وهي استثمارات تملك الشركات، والاستثمارات العقارية، والاستثمارات المدعمة بالأصول والاستثمارات في رؤوس أموال الشركات النامية. > بنك آركابيتا على وشك إنجاز المراحل الأولى لتأسيس عدد من المشاريع الأخرى في منطقة الخليج عموماً، وفي السعودية تحديداً. فهل لكم بإعطائنا نبذة عن هذه المشاريع؟ ـ يبلغ حجم المشاريع الحالية لبنك آركابيتا في منطقة الخليج اليوم أكثر من 3 مليارات دولار، منها مشروع خليج البحرين 1 ومشروع خليج البحرين 2، ومشروع الرفاع فيوز في البحرين، ومشروع فيكتوري هايتس العقاري الضخم في دبي. وقد قمنا بتوقيع اتفاقية مع شركة دالكيا Dalkia، إحدى أكبر الشركات العالمية المتخصصة في إنتاج وتوفير خدمات الطاقة، لإنشاء محفظة من مشاريع المرافق العامة في دول مجلس التعاون تتركز في معظمها على إقامة محطات تبريد للأحياء العمرانية ومنشآت خدمات المرافق العامة ذات العلاقة التي تتوزع بشكل رئيسي في المملكة العربية السعودية، والبحرين، والكويت، وقطر. وقد بدأ بنك آركابيتا وشركة دالكيا بالعمل على أول مشروعين لهما باستثمار رأسمالي يبلغ حوالي 200 مليون دولار. كذلك يعمل البنك على استكمال تأسيس شركة برولوجيس الشرق الأوسط ومقرها المملكة العربية السعودية، وهي مشروع مشترك مع شركة برلوجيس الأمريكية، لتطوير وتملك محفظة تتألف من مستودعات إمداد وتموين متطورة في المملكة العربية السعودية، والكويت، والبحرين، وسلطنة عمان، وقطر تبلغ قيمتها مليار دولار. وسوف يتركز نشاط المشروع المشترك في المرحلة الأولى على المملكة العربية السعودية، ثم يبدأ بعد ذلك إنشاء مزيد من المستودعات في بقية دول الخليج. > شهدت الأسواق العالمية في الآونة الأخيرة صعوبات منها أزمة أسواق الائتمان والرهن العقاري، والارتفاع الحاد في أسعار البترول، وتراجع سعر صرف الدولار الأمريكي. كيف تأثر بنك آركابيتا بكل ذلك؟ لا شك أن الأزمات المتلاحقة تشكل صعوبات على الكثير من المؤسسات الاستثمارية في جميع أنحاء العالم، غير أن تأثيرها على (آركابيتا) كان محدوداً جداً نتيجة للنموذج الاستراتيجي الذي يعتمده البنك في عملياته الاستثمارية، ونتيجة للإدارة الحريصة للمخاطر، التي أثبتت جدواها من خلال الإنجازات التي حققها البنك في ذروة تلك الأزمات العالمية، ومنها على سبيل المثال تخارج البنك من استثماره في ساوث ستافوردشير بي أل سي، وهي شركة خدمات مياه في المملكة المتحدة، محققاً للمستثمرين معدل عائد نقدي بلغ حوالي 2.0 ضعفاً، والتخارج من استثمار البنك في محفظة زفير، التي تتألف من مزارع طواحين الهواء المنتجة للطاقة الكهربائية والمنتشرة في جميع أنحاء المملكة المتحدة محققاً للمستثمرين معدل عائد نقدي بلغ أكثر من 4.5 ضعفاً، والتخارج من روكسار أيه أس Roxar AS، وهي شركة مقرها النرويج، متخصصة في تقديم الحلول التقنية لقطاعي النفط والغاز محققاً عائداً نقدياً بلغ حوالي 1.55 ضعفاً، والتخارج من شركات أخرى منها شركة روكسار، وشركة تي أس تي تكنولوجيز، وشركة وركنغ آر أكس. كذلك تملك عددا من الاستثمارات الجديدة منها محفظة نورث أميركان باور جينرايشن التي تضم محطة لتوليد الطاقة الكهربائية تعمل بالتوربينات الغازية، مقرها تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية بقيمة إجمالية بلغت 694.8 مليون دولار، وشركة فاريل إنترناشونال أنرجي سيرفسز إنك، المنتجة لرؤوس الحفارات في صفقة بلغت قيمتها الإجمالية 401.4 مليون دولار، وشركة بودس إنك. PODS Inc، للنقل والتخزين في صفقة بلغت قيمتها الإجمالية 451.4 مليون دولار، وعدد من الشركات والمحافظ العقارية والاستثمارات المدعمة بالأصول والاستثمارات في الشركات النامية في جميع أنحاء العالم. كما حصل البنك في ديسمبر 2007 على تأكيد لتصنيفه الائتماني من ستاندرد آند بورز S&P بدرجة BBB/A-2/Stable.

> نرى اتجاها متزايدا في منطقة الخليج عموما نحو طرح أسهم الشركات الناجحة للاكتتاب العام، فهل هناك خطط لإدراج بنك آركابيتا في السوق المالية في المستقبل المنظور؟ ـ هناك مميزات كثيرة لإدراج أسهم البنك في سوق أوراق مالية، منها توفير السيولة لأسهم البنك بالسماح للمساهمين بتداول الأسهم، والسماح بتحديد سعر سوق لأسهم البنك، وتمكين البنك من جمع تمويل كبير بإصدار أسهم جديدة في السوق، وغير ذلك. ولكن للإدراج مساوئ كذلك، منها أنه يمكن أن يجتذب مساهمين صغارا أو مجموعات مساهمين غير استراتيجيين قد لا يشتركون في الرؤى الاستراتيجية وطويلة الأمد لمساهمينا الحاليين، وأن يؤدي إلى خلق حوافز للتركيز على الأرباح على المدى القصير بدلاً من خلق القيمة الاستراتيجية للمساهمين على المدى الطويل. كما أن الدراسات التي أجريت تبين أن الكثير من الشركات الخاصة المدرجة في أسواق مفتوحة تدرس سحب إدراجها، وعلى الأخص في قطاع المصارف الاستثمارية، حيث ان هذه المصارف تعتمد الدخل من الصفقات.

> ولكن، ماذا عن التفاوت في أرباح البنك المحققة، ألا ترون أنها تضعف من جاذبية الاستثمار في محفظة البنك؟

ـ يمكن تفاوت أرباح البنك بشكل كبير من فترة إلى أخرى وهو أمر طبيعي تبعًا للصفقات التي يتم إبرامها أو التخارج منها خلال الفترة، مما يمكن أن يؤدي إلى تقلبات كبيرة في أسعار الأسهم. غير أننا اسسنا في العام 2007 برنامجا للتداول الخاص في أسهم البنك لتوفير سيولة أكبر للمساهمين، مع المحافظة على طبيعة الملكية الخاصة للأسهم وتفادي تقلبات أسعار الأسهم التي يمكن أن تنتج عن الإدراج في سوق أسهم مفتوحة. ويحق لمساهمي البنك الحاليين، ولنخبة من المساهمين الجدد يختارهم بنك آركابيتا، المشاركة في هذا البرنامج.