الاتحاد الأوروبي يحضر لجولة صعبة من المفاوضات مع منظمة التجارة العالمية

المفوض التجاري يحذر من فشلها بسبب الأزمة الاقتصادية

TT

عقد وزراء التجارة لدول التكتل الاوروبي السبع والعشرين اجتماعا استثنائيا في بروكسل أمس الجمعة بهدف تنسيق مواقف دولهم بشأن مفاوضات منظمة التجارة الدولية التي تنطلق الاسبوع المقبل في جنيف.

وقالت الرئاسة الحالية للاتحاد الاوروبي، ان الاجتماع الوزراي في بروكسل جاء بهدف تنسيق المواقف حول نصوص اتفاق يتعلق بالقواعد والاجراءات المطلوبة لتكون اساسا للتفاوض حول الزراعة والقضايا الصناعية. وتعقد منظمة التجارة العالمية اجتماعا حاسما في جنيف الاثنين المقبل وسط مخاوف من انهيار محاولات انقاذ جولة الدوحة التجارية التي بدات عام 2001.

وحسب مصادر بروكسل، فان اجتماعات وزراء التجارة الاوروبيين برئاسة آن ماري ايدراك وزيرة التجارة الخارجية في فرنسا التي تتولى حاليا رئاسة الاتحاد، تأتي وسط احتدام الخلافات بين مفوض التجارة الاوروبي بيتر ماندلسون والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بشأن الموقف الواجب انتهاجه اوروبيا تجاه التعامل مع منظمة التجارة العالمية.

وتتهم فرنسا المفوض الاوروبي بأنه قدم تنازلات كبيرة للاطراف المشاركة في المفاوضات الدولية وخاصة في القطاع الزراعي وهو ما يدحضه الجهاز التنفيذي الاوروبي في بروكسل بشدة.

وقبل ساعات من انطلاق الاجتماع عقد المفوضان الأوروبيان المكلفان على التوالي، مفوض التجارة بيتر ماندلسون ومفوض الزراعة ماريان فيشر بول، مؤتمرا صحافيا شددا فيه على أن الدول الأوروبية بذلت ما في وسعها وقدمت عروضا «سخية» لجهة خفض التعرفة الجمركية على المنتجات الزراعية، ولكنها تريد محفزات في مقابل ذلك. «على باقي الأطراف الدولية أن تتحمل مسؤوليتها وتظهر القدر الكافي من المرونة من أجل أن تتوصل الأطراف العالمية إلى اتفاق»، كما قال ماندلسون، وحمل المسؤول الأوروبي بقية دول العالم مسؤولية «فشل محتمل» لهذه المفاوضات، مؤكداً بأن الاقتصاد العالمي يواجه حالياً تحديات كبرى أهمها ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية، التضخم المالي وضعف النمو الاقتصادي وتدهور وضع الأسواق العقارية وارتفاع نسب البطالة، «لن يحل الاتفاق على أجندة الدوحة كل هذه المشاكل دفعة واحدة، ولكن نتائج الفشل ستكون كارثية على الاقتصاد العالمي».

وأشار ماندلسون الى أن النجاح في اتخاذ قرارات اقتصادية هامة يحتاج إلى إرادة سياسية، موضحاً بأن أوروبا تؤيد فتح الأسواق أمام المنتجات الزراعية ولكن ذلك لن يكون «مجانا»، لأن أوروبا تحتاج إلى تعويضات ومحفزات مقابلة من الدول الأخرى النامية، وقال «لن نوافق على أي اتفاق لا نستطيع الدفاع عنه أمام مزارعينا وكل مواطنينا في الاتحاد الأوروبي». ومن جهتها، قدرت المفوضة ماريان فيشر بول بأن موقف الاتحاد الأوروبي قوي، وقالت «نريد التوصل إلى اتفاق ونستطيع ذلك لو أظهرت بقية الأطراف المرونة الكافية. نريد اتفاقا متوازنا عالمياً، لا حلول وسط من جانب واحد». ورداً على سؤال حول تفضيل الاتحاد الأوروبي استيراد الموز من دول أمريكا اللاتينية، أجابت المفوضة بأن «موضوع استيراد الموز يشكل مثالاً، حيث كنا نفضل قبلاً استيراد هذه المادة من دول أفريقيا والكاريبي، ولكننا نطالبها بفتح أسواقها أمام منتجاتنا الزراعية، وهو ما لم تفعله، ولذلك نفضل الآن استيراده من أمريكا اللاتينية».