معركة المفاوضات مستمرة بين الفقراء والأغنياء في منظمة التجارة العالمية

اشتراك الصين فيها قد يعقدها أكثر بسبب بضاعتها الرخيصة

TT

انضمت الصين أمس الى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبرازيل والهند واليابان واستراليا، او مجموعة «السبعة العظام» في منظمة التجارة العالمية. والاعتقاد السائد ان اشتراك الصين في المحادثات سيساعد في حل الاشكال القائم بين الدول الفقيرة والغنية في المنظمة حول التجارة الزراعية والمعونات التي تقدم للمزارعين في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والتي تؤدي الى علاقات تجارية زراعية غير متكافئة بين المزارعين في المعسكرين. وكانت قد عقدت مساء الأول من أمس جلسات عاصفة اشترك فيها 30 مفاوضا واستمرت اكثر من سبع ساعات بدون نتيجة، ما اجبر باسكال لامي المفاوض الرئيسي في المنظمة تعليق الجلسات واقتراح جلسة مصغرة للسبعة العظام اضافة الى الصين لمناقشة الموضوع. الجلسة التي اقترحت امس بمشاركة الصين ظلت محاطة بالسرية بسبب حساسية الموضوع، كما قال احد المسؤولين في تصريح لوكالة الاسوشيتيد بريس.

وجاء اجتماع المنظمة في جنيف كجزء من مفاوضات التجارة الحرة التي بدأت في الدوحة بقطر عام 2001. ومنذ ذلك التاريخ والمفاوضات تتعثر بسبب الاختلاف في الموقف بين الدول الصناعية الغنية والدول النامية التي تطالب بخفض المعونات التي تقدمها الأولى لمزاريعها حتى يتمكن المزارعون في الدول الفقيرة من تسويق منتجاتهم في الأسواق العالمية. وتطالب الولايات المتحدة و27 دولة اوروبية في الاتحاد الأوروبي ظروفا استثمارية افضل لصناعاتها وقطاعها المالي وشركات التأمين والاتصالات الدولية مقابل خفض المعونات. واظهرت الولايات المتحدة بعض المرونة أمس عندما قررت خفض مساعداتها لمزارعيها بمقدار 1.4 بليون دولار. وقالت سوزان شواب في مؤتمر صحافي ان واشنطن قررت اعادة كتابة بعض عناصر القانون الزراعي للتأكد من ارساء المنافسة التجارية. وقالت اقتصادات صاعدة مثل البرازيل وجنوب افريقيا ان عرضا أميركيا بخفض الدعم الزراعي غير كاف لتبرير خطوات مماثلة من جانبهم. ودخلت محادثات المنظمة الدولية يومها الثالث في جنيف أمس دون ان اعطاء أي نتائج ملموسة بعد.

وبدون احراز أي تقدم في الايام القليلة المقبلة تواجه جولة الدوحة الحالية لمحادثات التجارة العالمية خطر التعطل لسنوات مقبلة.

ويتعين ان يتوصل اعضاء المنظمة الى اجماع في جميع مجالات الجولة هذه التي تشمل التجارة في السلع الزراعية والصناعية وايضا الخدمات عبر الحدود حتى يمكن ابرام المعاهدة التي طال السعي اليها.

وتطالب الهند والبرازيل ودول نامية كبيرة أخرى واشنطن طرح تخفيضات أكبر قبل ان تقدم هذه الدول تنازلاتها لان الحد الاقصى المقترح يمثل فعليا مثلي مستوى الدعم الزراعي الاميركي في العام الماضي.

وقال وزير خارجية البرازيل سيلسو أموريم «في اطار الممكن سياسيا فان رقم 13 مليار دولار قريب من المعقول».

انضمت بكين الى منظمة التجارة العالمية عام 2001، وبالرغم من النمو العالي جدا في صادراتها للأسواق العالمية فانها لم تأخذ وجه الصدارة في المفاوضات وسمحت لدول مثل الهند والبرازيل تسلم زمام الأمور في هذا الموضوع. ولم تأخد أي دور في المفاوضات في مجموعات صغيرة مختارة، بالرغم من ان صادراتها الرخيصة الى الاسواق العالمية هي في حد ذاتها من الأسباب وراء رفض بعض الدول مثل الهند والبرازيل فتح اسواقها امام التجارة العالمية، وهذا قد يعقد المفاوضات.

وقالت سوزان شواب إن عرض واشنطن بشأن الدعم أمس الاول (الثلاثاء) يعد «خطوة كبيرة» وأن الدول النامية يتعين عليها فتح اسواقها أمام المزيد من الواردات.

الاقتراح الأميركي واجه بعض الانتقادات في أميركا، وقال كينت كونراد عضو مجلس الشيوخ الاميركي عن نورث داكوتا المنتجة للحبوب قلقه من خفض الدعم. وقال، كما جاء في تقرير وكالة رويترز، ان ممثلة التجارة الاميركية «سوزان شواب تبدو وكأنها تفاوض ضد نفسها. فهي بالتأكيد لا تفاوض لصالح المزارعين الذي يعملون بجد في نورث داكوتا ومناطق أخرى بالبلاد».

وقال مسؤولون ان المحادثات بشأن حمل الدول النامية على فتح أسواقها أمام المنتجات المصنعة احتدمت وقال مفاوضون انهم يمدون حجوزات الفنادق للاسبوع المقبل اذ ان المفاوضات من المرجح ان تمتد لما بعد يوم السبت المقرر لاختتامها.

وبدون تحقيق انفراج في القضية الاساسية المتعلقة بتجارة المنتجات الزراعية والمصنعة قبل حلول عطلة الصيف في أغسطس (اب) المقبل قد تظل جولة الدوحة معطلة لمدة عامين.

وحصلت جزر الرأس الاخضر وهي دولة افريقية يبلغ عدد سكانها 427 ألف نسمة على حق النقض (الفيتو) في منظمة التجارة العالمية في غمرة مفاوضات متوترة حول معاهدة جديدة للتجارة العالمية. واصبحت الرأس الاخضر وهي أرخبيل من 10 جزر يقع قبالة الساحل الغربي لافريقيا العضو 153 في منظمة التجارة.

وتعطي سلطة الفيتو الدول النامية نفوذا كبيرا في منظمة التجارة على عكس هيئات دولية مثل البنك الدولي والتي تهيمن الدول الغنية على مجالس صنع القرار فيها.

والرأس الاخضر مستعمرة برتغالية سابقة كانت في وقت من الاوقات مركزا لتجارة العبيد ولها الان اقتصاد تهيمن عليه الخدمات بما في ذلك قطاع سياحي. وتشمل صادراتها الملابس واطعمة بحرية مثل سرطان البحر والتونة.