الإعلان الرسمي لإدراج «معادن» يعزز تذبذب «المؤشر العام»

تحرك في قطاع «الاتصالات» تواجهه سلبية تداولات على قطاعات قيادية أخرى

TT

جاء الإعلان الرسمي أمس عن إدراج سهم الشركة العربية السعودية (معادن) ليعزز من تذبذب المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية خلال التعاملات أمس، وتقفل مؤشرات السوق على تراجع.

وأعلنت السوق المالية السعودية (تداول) أنه سيتم تداول أسهم «معادن السعودية» ابتدءا من يوم الاثنين المقبل اعتباراً من الساعة العاشرة والنصف صباحا قبل تداول الأسهم الأخرى بنصف ساعة ويستمر حتى الساعة الثالثة والنصف عصرا.

وتفاعلت مكونات السوق من محافظ وأفراد مع خبر إدراج «معادن» بتحفظها من ناحية التداولات وعمليات البيع والشراء، حيث من شأن إدراج الشركة التي تعد واحدة من أكبر الطروحات الأولية التي تشهدها السوق المالية السعودية بعد «مصرف إنماء» و«زين السعودية»، إذ من شأن إدراج أسهم شركة من وزن «معادن» لما يفوق عن 460 مليون سهم، أن يدعو المحافظ لإعادة ترتيب أوراقها وأولوياتها مجددا.

وأغلق المؤشر العام نتيجة للتذبذب الواضح على سلوك سوق الأسهم السعودي على انخفاض طفيف عند مستوى 9080.87 نقطة خاسرا 27.56 نقطة تمثل نسبة 0.3 في المائة من حجم المؤشر، وسط حجم سيولة متواضع عند 6.5 مليار ريال (1.7 مليار دولار) توزعت على ما يزيد عن 142 مليون سهم.

وعلى رغم مساهمة قطاع الاتصالات الفترة الماضية في دعم المؤشر العام للارتفاع وتخطي حاجز 9000 نقطة، إلا أن السلبية ما زالت مسيطرة على القطاعات القيادية الأخرى وخاصة قطاع المصارف والخدمات المالية. وأصبح من الواضح عدم تأثر الشركات القيادية بأي تقارير ايجابية تصدر في هذه المرحلة حيث توقع تقرير حديث عن مؤسسة «كريديه سويس» أن تستمر الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) في تحقيقها لمعدلات نمو مرتفعة خلال النصف الثاني من العام 2008، إذ لم يتفاعل السهم بشكل ايجابي مع هذا التقرير ليغلق السهم عند مستوى 138.50 بدون تغيير. وجاءت شركات الاتصالات السعودية في قائمة أكثر شركات السوق نشاطا من حيث القيمة فيما بلغت قيمة إجمالي ما تداوله المتعاملون من أسهمها بأكثر من 531 مليون ريال (141 مليون دولار). أمام ذلك، حققت «حلواني إخوان» المرتبة الأولى في قائمة أكثر شركات السوق نشاطا من حيث الكمية حيث بلغ إجمالي المتداول أكثر من 29.6 مليون سهم.

وذكر لـ«الشرق الأوسط» عبد القدير صديقي، المحلل الفني، أن المؤشر العام يسلك مسارا أفقيا على المدى القريب وسلبيا على المديين المتوسط والبعيد، مفيدا بأن بعض المؤشرات الفنية أظهرت ضعف المسار العام نتيجة تخوف لدى المستثمرين والمتداولين على حد سواء.

واستطرد صديقي بأن النتائج المالية المعلنة أعطت بعض الاطمئنان للشركات القيادية والتي لم تتفاعل سعريا مع هذه النتائج أو بعض التقارير الايجابية التي بدأت تظهر على ساحة السوق المالية.

وبيّن صديقي أن هناك نقطة مقاومة عند مستوى 9170 نقطة إذ باختراقها سيؤكد نجاح النموذج الفني المتكون «الراية» وهو نموذج ايجابي يتكون على المدى القصير ويعطي دلائل على الصعود.

وتطرق صديقي إلى شح السيولة التي ساهمت في بقاء المؤشر العام في (sideward channel) الذي يعني المسار الجانبي، مشيرا إلى أن وضعها الحالي يثبت عزوف (البيع والشراء) في هذه المرحلة، ويعطي مساحة أرحب لتحرك الأسهم الصغيرة بالتحرك السريع.

وأفاد لـ«الشرق الأوسط» عماد زهران، المحلل الفني، بأن ثبات المؤشر فوق 9000 نقطة يبث روح التفاؤل نفسياً للمتداولين ويدفع إلى إعادة ترتيب الأوراق للمستثمرين بعد الانتهاء من إعلان نتائج شركات السوق.

ويقول زهران: «الأسواق العالمية أظهرت نوعا من الاستقرار مما حدّ من روعة الهلع التي سيطرت على الأسواق العالمية بشكل عام والسوق السعودي بشكل خاص». وأفاد زهران بانه من الناحية الفنية فان السوق مؤهل للصعود 10000 نقطة بعد اختراق 9170 نقطة مدعوماً بالنتائج المالية التي أظهرت نموا كبيراً في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية.