«المؤشر العام».. يبدأ تداولات الأسبوع بمغريات سعرية

«السيولة» تتربص لاقتناص سهم «معادن» الاثنين المقبل

سعوديون في إحدى قاعات تداول الاسهم («الشرق الاوسط»)
TT

بعد التسارع الملحوظ في مستوى النمو للشركات المدرجة بسوق الأسهم السعودي خلال الربع الثاني، وذلك بفضل النتائج المتميزة التي أظهرت نموا فاق أغلب التوقعات، أصبح من الواضح أن المؤشر العام في صراع بين المكررات الربحية والعوائد المالية المجزية، مقارنة بالأعوام الماضية، وبين الأوضاع السياسية المحيطة بالمنطقة التي بدأت تتزايد وتيرتها وتؤثر على قرارات المستثمرين والمضاربين معا.

ويزيد من اضطراب حركة المؤشر العام أن السوق لا تزال تحت مطرقة الاكتتابات ورفع رؤوس الأموال، التي من شأنها تعميق السوق التي أصبحت تشكل هاجسا لدى المتداولين الصغار قبل الكبار. ومن المتوقع أن يسود الحذر والترقب خلال الأيام المقبلة إلى أن يتم إدراج شركة «معادن»، التي ستطرح 462.5 مليون سهم الاثنين المقبل.

إذ يترقب الكثير من المستثمرين والمتداولين الفرصة لاقتناص السهم بأسعار استثمارية ومضاربية خلال أول تداول، حيث يكون مستوى التذبذب (صعودا أو هبوطا) مفتوحاُ في أول إدراج للسهم. ومن المعطيات السابقة الذكر يتبين أن السيولة المدرجة خلال الأسبوع الماضي بدأت تترقب الاكتتابات الجديدة التي تسحب سيولة عالية، وأيضا الشركات ذات العوائد والنمو المتزايد.

من ناحية أخرى، تفاوتت نسبة قيمة التداول للقطاعات على نحو تصدرها قطاع الصناعات البتروكيماوية 21 في المائة، تلاه قطاع التأمين 12 في المائة، ثم قطاع التشييد والبناء 10 في المائة، فقطاع الزراعة 9 في المائة، وقطاع المصارف والاستثمار الصناعي 8 في المائة، ثم الاتصالات، فالتجزئة 7 في المائة، يليها التطوير العقاري والنقل 6 في المائة، فشركات الاستثمار المتعدد 3 في المائة وباقي القطاعات الأخرى واحد في المائة.

وذكر لـ«الشرق الأوسط» أحمد الرشيد المحلل الفني المعتمد دوليا، أن إغلاق المؤشر العام ليوم الأربعاء أعطى انعكاسا إيجابيا مع ظهور شمعة «دوجي» وهي من إحدى أهم الشموع التي يعتمد عليها في التحليل الفني، مشيرا إلى أن ظهورها بعد هبوط يعطي دلائل على الانعكاس للمسار.

وأوضح الرشيد أن السوق تحتاج إلى تأكيد ذلك بالإغلاق أعلى من مستوى 9183 نقطة ليتم اختراق النمط الفني المتكون على المدى الزمني اليومي (الرأس والكتفين) الإيجابي، الذي ظهر واضحاُ بعد إغلاق يوم الأربعاء.

واستطرد الرشيد بالقول: «من خلالها تصنع موجة صاعدة لتختبر القمم السابقة التي أصبحت تشكل حاجزا نفسيا للمتعاملين»، مبينا أن ثبات سهم «سابك» أعلى من137 ريالا يعطي اطمئنانا لبقاء المؤشر العام فوق حاجز 9000 نقطة، حيث يقع عند دعم مهم للسهم.

وزاد الرشيد قائلا: جاء تحرك سهم الاتصالات السعودية أخيراً بعد إعلان شركة الاتصالات عن النمو الايجابي في رفع كفاءة السوق، وتخفيف الحمل عن القطاعات القيادية الأخرى، ويبقى مستوى 8921 و8512 نقطة دعم مهمة للسوق.

وتطرق الرشيد في حديثة الى أن نقص السيولة الحاصل نتيجة ترقب طرح شركة «معادن» ثاني أكبر طرح أولي تشهده السوق السعودية بعدد 462 مليون سهم، مفيدا بأنه بعد هذا الطرح الكبير يتوقع رجوع السيولة كما كانت، مثلما حدث حين طرح مصرف الإنماء.

كما بين علي الزهراني المحلل الفني انه على الرغم من صدور نتائج الشركات الايجابية، إلا ان السوق لم تتفاعل معها بالشكل المأمول، وأن السوق لا تزال تحت سيطرة الأفراد، وبالتالي استمرارية المعطيات السلبية خلال المدى المتوسط والقصير، الامر الذي يعطي إشارات الى دخول السوق في مرحلة ركود حتى نهاية شهر رمضان المقبل.

وبين الزهراني أن انخفاض السيولة احد سمات المرحلة الحالية، خاصة بما يتعلق في موجة الهبوط، وانخفاض نطاق التذبذب اليومي لكثير من الشركات، ونشاط السيولة الانتهازية في المضاربة السريعة.

ويري الزهراني أن الناحية الفنية للمؤشر العام لا تزال تحت تأثير الموجة الهابطة الحالية، وما حدث خلال الجلسات الماضية من ارتفاعات هو عبارة عن موجات تصحيحية، وليس انعكاسا لاتجاه هابط، مشيراً الى أن اختراق مستوى 9160 نقطة يظل عاملا ايجابيا للمؤشر ويعطي ايجابية للوصول لمنطقة 9296 نقطة.

في حين أن كسر مستوى 8950 نقطة بكميات بيع عالية يُدخل المؤشر في قناة هابطة تستهدف 8888 نقطة ثم 8680 نقطة، وأخيرا 8512 نقطة، وكسر المستوى الأخير يعتبر إشارة لاستهداف قاع جديد للموجة الهابطة الحالية.