«المؤشر العام» يتهاوى من جديد دون الحاجز المعنوي

سيولة «انتهازية» تحرك الأسهم الصغيرة والمتوسطة قبل إدراج «معادن»

TT

شهدت تداولات امس في سوق الأسهم السعودية تذبذب المؤشر العام في نطاق ضيق ليتهاوى مجددا دون مستوى 9 آلاف نقطة الذي مثل حاجزاً معنوياً مهماً خلال الشهرين الماضيين، معيدا بذلك التوترَ والقلقَ حول الوضع العام لتداولات السوق ويتزامن مع ترقب إدراج سهم شركة التعدين العربية السعودية «معادن» اليوم.

وجاء التأثير من جميع القطاعات القيادية بشكل عام وقطاع قطاع الصناعات والبتر وكيماوية الذي خسر 1.2 في المائة مع تراجع سهم «سابك» الذي انخفض بنسبة 2.6 في المائة. كما ساهم جني الأرباح بقطاع الاتصالات الذي شهد ارتفاعاً الأيام الماضية بالضغط على المؤشر العام في آخر تعاملات أمس، مما زاد من تراجع المؤشر إلى ما دون 9 آلاف نقطة، مع تدني مستوى السيولة الذي تزامن مع إدراج سهم «معادن» امس. وتتجه عادة المحافظ الاستثمارية والمضاربية للاستفادة من إدراج سهم جديد وفقاً لاستراتيجيات المحفظة وتطلعاتها المستقبلية وقراءات أدائها؛ كل وفق توجهاته حيث تتجه بعض المحافظ للشراء والتملك في السهم، فيما تتجه أخرى للبحث عن فرصة مضاربة سريعة لاسيما أن اليوم الأول من الإدراج مفتوح التذبذب. وكانت تداولات أمس تراجعت بواقع 0.88 في المائة، لتغلق سوق الأسهم عند مستوى 8942.89 نقطة بحجم سيولة بأكثر من 5.8 مليار ريال (1.5 مليار دولار) توزعت علي ما يزيد عن 136 مليون سهم.

وحول أداء السوق، ارتفعت أسهم 33 شركة؛ أبرزها «المصافي» حيث أغلق على النسبة العليا المسموح بها في نظام تداول بعد الإعلان عن توصيه مجلس الإدارة بزيادة رأسمال الشركة بنسبة 150 في المائة.

في الجهة المقابلة، انخفضت أسهم 68 شركة؛ بينما بقيت أسهم 22 شركة مستقرة دون تغيير، في حين جاء سهم زين في قائمة أكثر شركات السوق نشاطا من حيث الكمية تلاه سهم مصرف الإنماء، مقابل سهم «سابك» الذي تصدر قائمة أكثر شركات السوق نشاطاً من حيث القيمة تلاه سهم الاتصالات السعودية. وذكر لـ«الشرق الأوسط» علي الدقاق، الخبير الاقتصادي، أن السوق السعودي ضعيف إلا أنه ليس مدعوماً رغم النتائج المالية الطيبة التي أظهرتها بعض الشركات ذات النمو، مبينا أن نسبة الشركات المؤثرة بالسوق أصبحت تتقارب مع الأسواق العالمية، وهو ما يدل على ترابط الأسواق بعضها ببعض.

من جهة أخرى، قال لـ«الشرق الأوسط» محمد الغباري، المحلل الفني، إن المؤشر العام لا يزال في حالة تأرجح أفقي ما بين 8950 نقطة كمنطقة دعم و9166 نقطة كمنطقة مقاومة على المدى القصير، الأمر الذي أعطى الفرصة لأسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة للتحرر من قيودها والتحرك خلسة لتحقيق هامش ربحي يومي.

واعتبر الغباري أن انخفاض أسعار النفط الخام بالإضافة إلى انخفاض مؤشر أسعار البتروكيماويات أديا إلى عزوف الكثير من المتداولين عن أسهم قطاع البتروكيماويات التي كان له الأثر الأكبر في ارتفاع المؤشر العام خلال الفترة السابقة.

ولفت الغباري إلى أن المؤشر العام مؤهل للهبوط في ظل تدني مستوي السيولة اليومي الذي يشهد انخفاضات متتالية خلال الفترة الماضية، وهو مؤشر قد يكون ايجابياً في حالة الهبوط، ولكنه سلبي في ظل مستويات مكررات الأرباح الراهنة.