تذاكر الطيران تستقطع 2.5 مليار دولار من جيوب السعوديين خلال شهر

فيما سيرت «الخطوط السعودية» 16 ألف رحلة في 30 يوماً.. لبنان يخطف «كعكة» السياحة العربية

مكاتب السفر والسياحة في السعودية تشهد إقبالاً كبيراً خلال صيف كل عام («الشرق الأوسط»)
TT

تخطت الرحلات الدولية المغادرة والقادمة، من المطارات السعودية الـ4 وإليها لعدد من عدد العواصم العالمية، أكثر من 16 ألف رحلة، خلال الفترة من الـ 25 من الشهر الماضي، وحتى يوم 26 يوليو (تموز) الحالي. وكان لمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، نصيب الأسد من حيث رحلات الخطوط الجوية السعودية المغادرة، للعواصم الأوروبية وأميركا وشرق آسيا وعدد من الدول العربية، حيث تخطت خلال شهر، 3167 رحلة قدوم ومغادرة، فيما بلغ نصيب مطار الملك خالد الدولي بالعاصمة الرياض، ما يقارب 2951 رحلة، ليأتي مطار الملك خالد الدولي بالدمام في المرتبة الثالثة، والذي بلغ عدد رحلاته المغادرة والقادمة ما يقرب 986 رحلة، ثم مطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة، في المرتبة الرابعة بين مطارات السعودية الدولية، والذي بلغت عدد رحلاته المغادرة والقادمة حوالي 941. وبلغة الأرقام، يتضح من عدد رحلات الناقل الوطني في السعودية، أن 16 ألف رحلة خلال شهر، تقل نحو 200 راكب تقريباً، وفي حال ضرب عدد الرحلات في عدد الركاب، مضروباً في متوسط أسعار التذاكر الدولية، التي تتراوح ما بين 2000 إلى 3000 ريال كمتوسط، يتضح أن عائد بيع التذاكر فقط الذي ستجنيه الخطوط السعودية من المسافرين على متن طائراتها، يتخطى حاجز 9 مليارات ريال (2.5 مليار دولار ) خلال شهر واحد فقط. وكانت الخطوط الجوية السعودية قد خصصت عدداً من الرحلات الإضافية المغادرة من أراضي الوطن لعدد من العواصم العالمية، جراء ما يشهده فصل الصيف من إقبال كبير من مواطنيها على السفر خارج البلاد.

في هذه الأثناء، رأى الدكتور ناصر الطيار رئيس مجلس إدارة «الطيار للسفر والسياحة»، أن إقبال مواطني بلاده هذا العام، على السفر للخارج، هو الأقل عن الأعوام السابقة، رابطاً ذلك بما خلفه سوق الأسهم في بلاده من خسائر تكبدتها أعداد كبيرة من الأسر، إضافة إلى ارتفاع أسعار الطيران المرتبطة بارتفاع أسعار وقود الطائرات، وانخفاض سعر صرف الريال مقابل العملات الأخرى على حد قوله. وقال الطيار لـ«الشرق الأوسط» إن التشدد في صرف تأشيرات كثيرة من الدول، مثل أميركا وأوروبا، كان له الأثر الكبير في تغيير وجهة كثير من تلك الأسر، التي لجأت لبعض دول الخليج لقضاء إجازتها الصيفية هذا العام فيها.

وعلى خلاف ذلك، قال فهد باشيبه مسؤول قطاع الفنادق في مجموعة «الفرسان للسفر والسياحة» في السعودية، أن عدداً من الأسر السعودية، اختارت دولاً أوروبية، جراء قرب أسعار الدول الأوربية من دول عربية، كانت قد اعتادت على إقبال واسع، جراء عدم إقبال السُياح ذاتهم على دول عربية أخرى، لظروف سياسية مرتبطة بالأمن والاستقرار في تلك الدول.

وأكد باشيبه صرف السفارة الأميركية بالرياض، لأكثر من 60 ألف تأشيرة زيارة مع بداية إجازة صيف هذا العام، وهو ما يُعطي مؤشراً على إقبال السعوديين لوجهة قضاء الإجازة الصيفية في أميركا، وهو ما يعني انفراجا في صرف التأشيرات للسعوديين، عقب أن عانت من جمود على مدى الأعوام الماضية. وعزا باشيبه في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» عدم إقبال أسر سعودية على السياحة في مصر وعدد من الدول العربية الأخرى، لدخول لبنان هذا العام الحركة السياحية العربية، بعد تسوية الأوضاع السياسية في البلاد، مشيراً في الوقت نفسه إلى ارتفاع أسعار السكن في مصر، وهي التي اعتاد مستثمرو السياحة فيها، على رفع الأسعار خلال الأعوام القليلة الماضية، جراء إقبال السعوديين عليها، لأسباب أعاقت وصولهم لدول عربية أخرى مثل لبنان خلال الأعوام الماضية ذاتها، بالرغم من وجود 6 رحلات يومية، تُغادر الأراضي السعودية متوجهةً للمطارات المصرية.

وأكد باشيبه أن نسبة التسكين في الفنادق المصرية هذا العام، لم تتجاوز حاجز 40 بالمائة، عكس ما شهدته نسبة التسكين ذاتها خلال العامين الماضيين، بعد أن فاقت نسبة 100 في المائة، في حين، قال إن نسبة إقبال أبناء بلاده على الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا هذا العام، كانت في تزايد ملحوظ، على غير العادة في السنوات الماضية. وبين أنه على عكس العادة سنوياً، كان نصيب دول شرق آسيا من سياحة الأسر السعودية هذا العام، الأقل عن الأعوام الماضية، في حين، أشار إلى انفراج في إقبال الأسر السعودية ذاتها، الراغبة في قضاء إجازتها السنوية بالأراضي اللبنانية، عقب التسوية السياسية التي تمت خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي كانت بمثابة دافع لعجلة السياحة في لبنان، عقب أن حُرم لبنان من «كعكة» السياحة على مدى 3 أعوام ماضية.

وكانت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية (ميدل إيست) في السعودية قد طالبت الشركة الأم مطلع الصيف الجاري، برحلات إضافية أخرى متوجهةً للأراضي اللبنانية، جراء إقبال الكثير من الأسر السعودية على قضاء الإجازة السنوية في لبنان.