سياحة عربية

علي المزيد

TT

من نافلة القول إن السياحة رافد مهم من روافد الاقتصاد، بل إن بعض البلدان العربية وغير العربية يقوم اقتصادها على السياحة، مثل لبنان وإمارة دبي وإسبانيا. نحن ننادي كمراقبين اقتصاديين بتوسيع التجارة العربية، ومن بينها السياحة العربية البينية، ورغم هذه المناداة فإن العوائق قائمة، ومن بين هذه العوائق ما هو طبيعي، مثل عدم اهتمام دولة عربية ما بالسياحة أو أنها لم تتخذ السياحة هدفا لدخلها القومي، ومنها ما هو ناتج عن إهمال كأن يجد السائح العربي نفسه يعامل معاملة غير لائقة في مطار عربي أو حدود بلد عربي، رغم معرفة موظف الجوازات والجمرك بأن هذا السائح مهم للبلد، لأنه يصرف نقودا تزيد من حجم السيولة في البلد وتشغّل الناس وترفع دخلهم.

لذلك أقترح في هذا المجال أن يعطى موظف الجوازات والجمرك دورة تدريبية في معاملة السائح، وبعد ذلك يترك ليعمل وأول من يخطئ من هؤلاء الموظفين في حق سائح يعاقب معاقبة قاسية، يتأدب لها كل من تسول له نفسه من الموظفين بإساءة الأدب مع السائح، ولا يعني ذلك بطبيعة الحال أن يترك السائح سدى ليتعامل مع الناس وكأنه قد اشتراهم.

الأمر الآخر ان تطبع كتيبات إرشادية تتضمن المواقع السياحية والترفيهية والسكن، وغير ذلك من الأمور التي تهم السائح وتزود بأرقام الهواتف والعناوين لتريح السائح من عناء السؤال غير المجدي، ولتكون مصدر ثقة بصفتها صادرة عن الجهة المشرفة عن السياحة في الدولة المعنية. ويجب أن تذكر هذه الكتيبات الحقيقة كاملة من دون مكياج، فقد ذهبت من الإمارات العربية المتحدة براَ إلى سلطنة عمان، وعند الحدود أعطوني بروشورات سياحية إرشادية. أتدرون ماذا كانت تحمل؟ كانت تقول إذا مررت عند محطة وقود فزود سيارتك بالوقود بغض النظر عن حجم النقص في وقود السيارة. أتدرون ماذا حدث؟ لقد اكتشفت أن إرشاداتهم كانت صحيحة مائة في المائة، لأنك تمر على محطة وقود وقد انقطع عنها الكهرباء أو انتهى وقودها، فشكرا لإخوتي العُمانيين لأنهم أخبروني الحقيقة.

آسف لقد نسيت أن أذكر لكم أن إخوتي في دبي أراحوني حينما زودوني بأدلة لكل ما هو سياحي في إمارتهم، كذلك كنت وعائلتي نجد هذه الأدلة في الأسواق وتوزعها الدولة على من يرغب بها، لذلك لم أستغرب حينما بلغ عدد السياح في الإمارة 18 مليون سائح.

كل ما أرجوه أن تحدد بعض البلدان العربية هدفها بوضوح من السياح وهل تريد السائح العربي أم لا؟ فإذا قررت أنها تريده فلتُحسن معاملته قبل أن يتجه لمكان آخر.

* كاتب اقتصادي [email protected]