الأسهم السعودية على مشارف مناطق دعم «مصيرية»

«الإجراء الجديد» يأخذ «المؤشر العام» لمنحنى خارج إطار التحليل الأساسي والفني

TT

شهد سوق الأسهم السعودية في الفترة الماضية، صدور عدة قرارات عن هيئة السوق المالية ـ الجهة الرقابية ـ التي تسعى إلى تطوير أداء السوق والحفاظ على أموال المتداولين.

فقد أعلنت شركة «تداول» في موقعها الالكتروني آخر يوم في تداولات الأسبوع الماضي البدء في تفعيل قرار عرض قوائم كبار الملاك في الشركة المدرجة في سوق الأسهم السعودي. ويرى بعض المحللين الماليين والفنيين أن مثل هذه القرارات قد تعطي ردود فعل قوية وعكسية، خصوصا إذا لم تكن واضحة للمتداولين داخل السوق، لاسيما أنها تطبق للمرة الأولى في تاريخ السوق المالية المحلية.

وفي هذا السياق أوضح لـ«الشرق الأوسط» هيثم ناغي المحلل الفني أن السوق بدأ يتضح بعد تقاطع المتوسطات «الأوسيّة» على المدى الطويل والمتزامنة مع المؤثرات الخارجية التي تلعب دورا كبيرا في تغيير سلوكيات المتاجرين داخل السوق.

وأشار ناغي إلى أن بعض المؤثرات يمكن تحليلها عن طريق المؤشرات الفنية والمالية والاكتتابات الجديدة التي أثرت بشكل سلبي على أحجام السيولة، مستطردا بالقول: «لكن هناك قرارات خارجة عن اطار التحليل الفني والأساسي لا تقاس بالكمية وإنما بالنوعية».

وكانت عمليات البيع المتواصلة التي شهدها السوق السعودي خلال الجلسات الست الماضية، قد أدت إلى تراجع عدد من الأسهم إلى مستويات متدنية، حيث تأثرت بعض الأسهم القيادية في السوق، كان أبرزها سهم «سامبا» الذي سجل أدنى سعر له من أكثر من سنتين.

ومن المتوقع أن يقع المؤشر العام لسوق الأسهم أمام حواجز نقطية هامة ومصيرية بعد أن وقف عند 8740.74 نقطة خاسرا 32.31 نقطة بنسبة 0.37 في المائة، إذ يصبح بذلك مقتربا من مناطق دعم مهمة على المدى المتوسط عند مستوى 8512 نقطة، التي تعتبر الفاصل الأهم لتوجه المؤشر العام خلال الفترة المقبلة في حال نجاحه في الامتحان النقطي.

من جهته، بيّن المحلل الاقتصادي وأكد الواكد أن الأوضاع الاقتصادية تسببت بتغيرات كبيرة، مما أثر على تحركات المستثمرين التي أصبحت تتسم بالتروي والانتظار حتى انقشاع الغيوم الملبدة بالأخبار السيئة حول التباطؤ الاقتصادي والتضخم القياسي.

ويرى الواكد أن الشركات القيادية أصبحت أكثر تأثرا من ذي قبل بعد دخول السعودية منظمة التجارة العالمية وتسريع خطوات الانفتاح الاقتصادي خاصة قطاع البتروكيماويات الذي يلعب دورا كبيرا في الاقتصاد المحلي، وقطاع المصارف الذي يعتبر إحدى أهم الركائز الاقتصادية. وتوقع الواكد ان هناك ارتدادات بسيطة سيشهدها المؤشر قبل البدء في تطبيق القرارات الجديدة التي أعلنت عنها شركة تداول الأسبوع الماضي.

من جهة أخرى، بلغ عدد المكتتبين في آخر طرح عام للأسهم في السوق السعودية حاليا، شركة استرا الصناعية حتى اليوم السادس من الاكتتاب 1.46 مليون مكتتب ضخوا ما يقارب 991 مليون ريال (264.2 مليون دولار) بنسبة تغطية بلغت 354 في المائة.