اتفاق تجاري أوروبي يمنح إسرائيل امتيازات خاصة بين دول المتوسط

يتضمن المنتجات الزراعية والمصنعة والثروة السمكية

TT

منح التكتل الأوروبي امتيازات تجارية إضافية إلى إسرائيل مما يمنحها آلية عمل متميزة مقارنة مع كافة دول المنطقة الأخرى تنفيذا لتوافق اوروبي سبق التوصل اليه بشأن علاقة مميزة مع الدولة العبرية. وأعلنت المفوضية الأوروبية في بروكسل في بيان أنها وقعت مع الحكومة الإسرائيلية اتفاقا مبدئيا، لتعزيز آلية تحرير المبادلات الزراعية بين الطرفين.

وقال الجهاز التنفيذي الاوروبي إن الاتفاق المبدئي سيشكل أساسا لاتفاق مستقبلي ويخضع لاستكمال الإجراءات الداخلية للجانبين وهو ما يمثل خطوة رئيسية في التكامل بين أسواق الاتحاد الأوروبي وإسرائيل. ويتعلق الاتفاق بالتجارة في المنتجات الزراعية والمنتجات الزراعية المصنعة ومنتجات الثروة السمكية.

وتخشى العديد من المنظمات غير الحكومية والبرلمانيين الأوروبيين وجمعيات الدفاع عن حقوق الإنسان أن تتغافل أوروبا مرة أخرى عن الصادرات الزراعية الإسرائيلية من المستوطنات اليهودية التي أقامتها إسرائيل بشكل غير شرعي داخل الأراضي الفلسطينية وتقوم بتصدير غالبية منتجاتها من تلك المستوطنات إلى الدول الأوروبية.

وبالنسبة للمنتجات الزراعية المصنعة تقول المفوضية انه قد تحقق مستوى التحرير الكامل للتجارة للجانبين وبنسبة 95 في المائة.

أما بالنسبة للمنتجات الحساسة المتبقية التي تمثل خمسة في المائة من إجمالي التجارة، فقد تم تبادل بعض المعاملات التفضيلية الإضافية في شكل حصص التعريفة أو تخفيض الرسوم مما يجعل إسرائيل الطرف الدولي الوحيد، الذي يتمتع بهذه المزايا التجارية الأوروبية خارج الاتحاد، وفي وقت يفرض فيه الأوروبيون عراقيل جمركية صارمة على منتجات دول المتوسط الأخرى.

وتقول المفوضية التي لم تصدر أي توضيح بشأن مبررات خطوتها تجاه إسرائيل، والتي تأتي في وقت تتصاعد فيه عمليات الاستيطان داخل الأراضي المحتلة وبما فيها القدس الشرقية، انه بالنسبة للمنتجات الزراعية والأسماك ومنتجات الثروة السمكية فقد تحقق تقدم جوهري تجاه التحرير الكامل للتجارة. وبشأن عدد آخر من المنتجات الزراعية الحساسة مثل الفواكه والخضراوات والسكر، فقد تم ضمان وصول أفضل لأسواق الجانبين من خلال زيادة الحصص القائمة غير الخاضعة للرسوم وتوسيع القائمة الحالية بوضع حصص تعريفات جديدة لمنتجات أخرى.

وذكرت المفوضية أن الاتفاق سيوفر فرص تجارة جديدة لمصدري الاتحاد الأوروبي وإسرائيل في نطاق واسع من المنتجات ووصفته بالمتوازن.

جرى الإعلان عن الاتفاق الجديد مع إسرائيل في لكسمبورغ في اعقاب اجتماع مجلس الشراكة بين الجانبين. ويتضمن الاتفاق ثلاثة جوانب رئيسية وهامة وهي هيكلة وتعزيز التعاون والتنسيق الدبلوماسي بين الطرفين، وقيام أوروبا بتجنب عزل إسرائيل دوليا وإقليميا وثانيا إدماج إسرائيل الفعلي في أنشطة الوكالات الأوروبية المتخصصة والمقتصرة على الدول الأعضاء، وثالثا إنشاء مجموعات عمل لإدماج إسرائيل في آليات السوق الداخلي الأوروبية أي منحها بالفعل مكانة اقل نسبيا من مستوى العضوية.

وينص الاتفاق الإسرائيلي الأوروبي الذي تكتم عليه الأوروبيون بشكل مستمر على نقاط محددة ومنها تعزيز الحوار السياسي على جميع المستويات بين الطرفين وإشراك إسرائيل في العديد من البرامج الأوروبية مثل المنافسة والابتكار والبحوث والتنمية والنقل والطاقة والجمارك والعدل والتعليم والشؤون الاجتماعية ومجالات الأمن ومكافحة الإرهاب.

وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» خلال تصريحات للصحافيين في لوكسمبورج، قالت بنيتا فالدنر مفوضة العلاقات الخارجية انها قدمت للوزراء تقريرا حول تطور عملية الشراكة مع اسرائيل وتضمن الاشارة الى أن اسرائيل يمكن لها ان تذهب الى ما هو ابعد من الشراكة في اطار التحضير لعلاقة مميزة معها، ولكن يجب ان نأخذ بعين الاعتبار الظروف الحالية التي تمر بها المنطقة. وقالت فالدنر ان هذا ما اتفق عليه الوزراء اثناء مناقشتهم ملفا للشراكة الجديدة مع اسرائيل وملف تحقيق السلام في منطقة الشرق الاوسط. وأشارت المسؤولة الاوروبية في الوقت نفسه الى استمرار الاتصالات والتعاون والعمل المشترك مع الفلسطينيين وتقديم الدعم اللازم ومساعدة الفلسطينيين وتطوير العلاقات معهم.