سيولة السوق تلامس أدنى مستوى لها منذ 4 أشهر

الأسهم الصغيرة والمتوسطة تتحرك خلسة في ظل الأسعار المتدنية

متعاملون يراقبون حركة الأسهم السعودية («الشرق الاوسط»)
TT

واصل المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية مسلسل الهبوط المتتالي ولليوم الثامن على التوالي وسط تعاملات ضعيفة جدا في قيم التداول والتي لم يشهدها السوق منذ أكثر من 4 أشهر ماضية حيث لم يتجاوز سيولة الأمس 4.3 مليار ريال (1.1 مليار دولار).

وأغلقت سوق الأسهم تداولاتها أمس عند مستوى 8627.24 نقطة منخفضة 6.26 نقطة تمثل 0.07 في المائة بحجم تداول قوامه 115 مليون سهم، وسط حيرة متباينة بين تحركات الأسهم القيادية المؤثرة في المؤشر العام والأسهم الصغيرة.

وجاء معدل السيولة المنخفض متسقا مع حركة السيولة الضعيفة خلال الشهرين الماضيين حيث تراوحت معدلات السيولة بين 5.5 و 9 مليارات ريال فقط، تخطتها عند إدراج سهم شركة التعدين العربية السعودية «معادن» الأسبوع الماضي حين ارتفعت السيولة إلى أكثر من 13.5 مليار ريال، إلا أنها بعدها تواصلت سلسلة التراجعات في قيمة تداول أمس.

وارتفعت أمس أسهم 58 شركة كان أبرزها شركة «ثمار» التي حققت النسبة العليا المسموح بها في نظام تداول، تلاه سهم «الشرقية الزراعية» بنسبة 8 في المائة، تلاه سهم «الباحة» 6 في المائة، في المقابل انخفضت أسهم 40 شركة كان أبرزها سهم «التأمين العربية» بنسبة 5.88 في المائة، تلاه سهم «جرير» بنسبة 4 في المائة، تلاه سهم «أنعام القابضة» بنسبة 3 في المائة، في حين بقيت 26 شركة مستقرة سعريا بدون تغيير. وجاء سهم «معادن» في المرتبة الأولى كأكثر شركات السوق نشاطا من حيث القيمة والكمية، حيث بلغت قيمة إجمالي ما تداولته من أسهمها 958 مليون ريال توزعت على ما يزيد من 34 مليون سهم.

ووصفت مجموعة كسب المالية ما يقع حاليا في سوق الأسهم تواصلا لموجة الهبوط التي لازمت سوق الأسهم منذ منتصف يونيو(حزيران) الماضي، معتبرة ما يقع حاليا هو «عشوائية» في تعاملات السوق وحركة الأسهم نتيجة أن غالبية المتعاملين في السوق لا يستندون إلى أدنى مؤشرات وقواعد الاستثمار والمضاربة ـ على حد وصفها ـ.

واستدلت مجموعة كسب المالية في رؤيتها، أن شركة كـ«سابك» أو «مصرف الراجحي» انخفضت أسعارها إلى مستويات متدنية حتى وصل مضاعف الربحية لبعض الشركات القيادية والجيدة ما بين 10 و 15 مرة، في حين ارتفعت أسعار أسهم شركات لم تبدأ نشاطها التجاري ولا توجد أية مؤشرات مستقبلية توضح ربحية الشركة المستقبلية.

ولكن «كسب المالية» عادت للتوقع بأن يبدأ السوق تحركه الايجابي هذا الأسبوع مع ترقب بدء مرحلة الشراء الانتقائية لأسهم شركات محددة لغرض الاستثمار طويل الأجل، مفيدة حول حركة المضاربات بأن اتخاذ القرارات العشوائية ستعرض أسهم تلك الشركات لمزيد من التذبذبات.

من ناحيته، قال لـ«الشرق الأوسط» عماد زهران المحلل الفني المعتمد دوليا إن المؤشر العام وصل إلى مستويات سعرية متدنية كما هو واضح من أحجام التداول والقيم السوقية التي تعطي دلائل على عزوف المتداولين عن البيع وان الأسعار الراهنة مغرية للشراء، مشيرا إلى استغلال قوى السوق لخبر إعلان (عرض كبار الملاك) كوسيلة للضغط على السوق وشراء الأسهم بأقل الاثمان.

من ناحية أخرى، أعلنت شركة تداول في موقعها الالكتروني أن القيمة الإجمالية للأسهم المتداولة في السوق المالية السعودية خلال شهر يوليو (تموز) المنصرم انخفضت بنسبة 27 في المائة والتي كانت 223.35 مليار ريال إلى مستوى 163.30 مليار ريال في حين يمثل معدل الأفراد السعوديين هو المسيطر في السوق بنسبة 91 في المائة حيث وصلت إلى 149 مليار ريال، مقابل 146.53 مليار بنسبة 89 في المائة من نسبة الشراء.