استأثرت ازمة الكهرباء المتفاقمة في لبنان باهتمام رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي عرض امس الحلول المطروحة مع وزير الكهرباء المصري د. حسن يونس ووزير الطاقة اللبناني آلان طابوريان، في حضور السفير المصري في بيروت احمد البديوي وعدد من المستشارين. وعقب اللقاء عقد الوزيران مؤتمرا صحافيا استهله طابوريان بالقول إن الاجتماع «بحث في كيفية البدء باستيراد الكهرباء من مصر. وقد توصلنا الى صيغة تمكننا من ذلك قريبا بعد اجراء بعض التعديلات على الشبكة قبل نهاية الشهر الحالي. والكميات المتوقع استجرارها تصل الى حدود 200 ميغاواط، علما انها لا تكفي. وتبقى حاجتنا الى 500 ميغاواط».
واضاف: «نحن لا نستطيع ان نحمل مصر كل مشاكلنا. لنحقق اليوم الـ 200 ميغاواط اولا، ثم نعود ونرى كيف يمكن ان نحصل على الكمية التي نحتاجها. وهناك بحث مع الاخوة العرب لنرى كيف يمكنهم ان يساعدونا. اما بالنسبة للمساعدة المصرية فعلينا ان نرى اولا مدى تحمل الشبكة عندنا التي لا تتحمل اكثر من 250 ميغاواطا. ومصر لديها فائض بحدود الـ 600 ميغاواط ستتوزع على الشكل الآتي: 200 ميغاواط للاردن و200 لسورية و200 للبنان. واذا حصل في وقت ما ان الاردن او سورية لم يحتاجا كل الكمية المقدمة لهما فسيكون بامكاننا ان نستوعب 50 ميغاواطا اضافية».
واشار طابوريان الى انه تم التطرق الى موضوع الغاز المصري، قائلا ان «الشبكة تم وصلها الان. وهناك تجارب تجرى عليها. ونأمل في ان يتم العمل بها في غضون الشهرين المقبلين تخفيفا من كلفة الكهرباء المنتجة بواسطة الديزل. وتمنيت على الوزير يونس زيادة الكميات المخصصة للبنان لكي تستفيد منها الصناعة اللبنانية». وذكر ان البحث تناول ايضا «كيفية تشجيع الاستثمارات المتبادلة بعدما سجلت المبادلات التجارية بين البلدين في العام 2007 زيادة بنسبة 40%».
اما الوزير المصري فاشار الى «ان لبنان عضو في الربط الثماني الذي يشمل مصر وليبيا والاردن وسورية والعراق ولبنان وتركيا. وعضوية لبنان في هذا الربط الكهربائي تتيح له الاستفادة من منظومة شبكة الربط الكهربائي التي تعمل حاليا. وقد اتفقت على التفاصيل الفنية مع الوزير طابوريان حول كيفية استجرار هذه الطاقة الكهربائية. وهناك اجتماع في نهاية هذا الشهر يضم الدول الثماني لوضع سائر التفاصيل».
ولفت الى ان الاجتماع تناول كذلك «كيفية استفادة لبنان من الخبرة المصرية في مجال الطاقات المتجددة (الرياح والشمس) باعتبار ان مصر تنتج 310 ميغاواط من الرياح. وستضيف اليها في العام المقبل 240 ميغاواطا بحيث يكون لديها نحو 1300 ميغاواط، وهي تنفذ خطة للوصول الى 20% من الطاقة المنتجة من الطاقات المتجددة في العام 2020. واعتقد بأن لبنان، بما لديه من جبال، يمتلك طاقة كبيرة من الرياح».
وذكّر يونس بالمساعدات العديدة التي قدمتها مصر الى لبنان في مجال الكهرباء في اعقاب العدوان الاسرائيلي في يوليو (تموز) 2006 وعدوان العام 2000. ودعا نظيره اللبناني الى استفادة العاملين في مؤسسة «كهرباء لبنان» من امكانات التدريب المتوافرة في 19 مركزا في مصر. كما شدد على ضرورة مساهمة الشركات المصرية في المناقصات التي تقوم بها الوزارة.