«حرب أسعار» تلوح بالأفق بين شركات الجوال العالمية

وسط توقعات متفائلة لأداء القطاع في العام الحالي

من المتوقع ان يباع نحو 1.3 هاتف جوال مع نهاية العام الحالي (شاتر ستوك)
TT

يتجه قطاع الهواتف الجوالة في العالم الى حرب اسعار بين الشركات المصنعة نتيجة سعيها لتعزيز حصصها في الأسواق. وتأتي هذه التوقعات بعد أن خفضت شركة «نوكيا» أكبر الشركات المصنعة في العالم أسعارها بنحو 10 في المائة من اجل تعزيز دورها الريادي في قطاع الهواتف الجوالة. وتتعرض شركات الهواتف الجوالة العالمية حاليا لضغوط متنامية لزيادة مبيعاتها مع تباطؤ الطلب في أوروبا الغربية خصوصا على الهواتف المتطورة، رغم أن تزايد الطلب على الهواتف الرخيصة الثمن والمتوسطة الأسعار ساعد «نوكيا» على رفع حصتها في العالم على أكثر من 40 في المائة في النصف الثاني من العام الحالي.

وفي هذا السياق قال لـ«الشرق الأوسط» غوف بلابر، المحلل في مؤسسة «سي سي إس انسايت» الاستشارية، التي تتخذ من سوليهل في بريطانيا مقرا لها، «يبدو أن نوكيا توجه أنظارها نحو خفض أسعار هواتف القطاع المتقدم مثل هاتف ((N81 الذي ينافس بشكل مباشر مع هاتف «أبل آي فون» الذي يعمل بتقنية «ثري جي» ويطرح في الأسواق خلال الشهر الحالي».

من جهته قال بن وودز رئيس قسم الأبحاث في «سي سي إس انسايت» ان «نوكيا كانت دائما تتأقلم مع أوضاع الأسواق، وهي لا تزال الرائدة في هذا القطاع بدون منازع. ففي الربع الثاني من العام الحالي أثبتت مرة أخرى جدارتها في قيادة القطاع. نحن نتوقع ان تزداد قوة في النصف الثاني. ولعل سوء أحوال الأسواق العالمية سيمنح نوكيا قوة جديدة لتعزيز حصتها العالمية خصوصا أنها تملك ماركة قوية وتنوعا في المنتجات وعجلة اقتصادية مذهلة». وهذا ما أكدته كارولين ميلانيس، المحللة في مؤسسة «غارتنر» للأبحاث، بالقول «من المتوقع ان تنخفض مبيعات شركتي إل جي وموتورولا في الربع الثالث، في حين ان سوني اريكسون لا تزال تعاني. أما سامسونغ فقد شهدت تراجعا في مبيعاتها في الربع الثاني. والربع الثالث ربما يمثل تحديا أكثر مما يتوقعه المحللون خصوصا في ظل الأوضاع الاقتصادية السيئة والتأخير في طرح منتجات جديدة». ولكن رغم الأوضاع القاتمة وحرب الأسعار التي تلوح بالأفق إلا ان من المتوقع ان تنتعش مبيعات الهواتف الجوالة مع نهاية العام الحالي معاكسة بذلك توقعات التباطؤ الاقتصادي والتضخم التي تقلق معظم دول العالم. ورغم ان شركة «أبل» أعادت كتابة قوانين القطاع من جديد، إلا ان «نوكيا» لم تعبأ بالتطورات الحاصلة واستمرت بتعزيز سيطرتها على القطاع.

وهنا تتوقع مؤسسة «إيه بي آي ريسيرتش» ان ترتفع مبيعات الهواتف الجوالة في العام الحالي إلى 1.3 مليار جهاز، متوقعة ان ينمو القطاع بنحو 13 على أقل تقدير مع نهاية عام 2008 داحضا كل التوقعات المتشائمة. وفي المجال ذاته قالت مؤسسة «استراتيجي اناليتيكس» في تقريرها الأخير حول قطاع الهواتف الجوالة «ان مبيعات الهواتف الجوالة على أساس سنوي ارتفعت في الربع الثاني إلى 297 مليون جهاز، على الرغم من الأوضاع الاقتصادية السائدة بقيت مبيعات الجوال منتعشة في الأسواق الناشئة، لا بل انها صعدت أكثر مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2007». وتابعت مؤسسة «ايه بي آي ريسيرتش» القول: «المبيعات في الأسواق الناشئة في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا الجنوبية والشرق الأوسط ضربت بمخاوف التضخم عرض الحائط»، مشيرة إلى ان مبيعات الشركات المصنعة كان على التوالي: نوكيا (40.3%)، وسامسونغ (15.2%)، موتورولا (9.3%)، وأل جي (9.2%)، سوني اريكسون (8.3%). يشار هنا ان حصة شركة «ابل» تقل عن واحدة في المائة من مبيعات الهواتف الجوالة.

وحول مبيعات الربع الثاني قالت من ناحيتها مؤسسة (IDC) المعروفة، ان مبيعات الهواتف الجوالة في الربع الثاني من العام الحالي بلغت 306 ملايين جهاز بزيادة قدرها 5.6 في المائة عن الربع الأول، وبارتفاع قدره 15.3 في المائة عن الفترة ذاتها من العام الماضي عندما سجلت المبيعات 265.4 مليون هاتف جوال.

وأشارت مؤسسة (IDC) ان «نوكيا» حققت نموا بلغ على أساس سنوي نحو 21 في المائة، كما أنها حافظت على هوامش تشغيلية مذهلة وصلت حصتها العالمية الى نحو 4 في المائة، مبينة أن ثلث مبيعاتها في الأسواق الناشئة جاءت من بيع موديلي نوكيا 1200 ونوكيا 1208. في حين حافظت «سامسونغ» على موقعها في المركز الثاني، بينما لا تزال الشركات الأخرى تكافح من اجل الحفاظ على حصصها الأسواق. وكانت شركة «سامسونغ الكترونيكس» قد أعلنت في نهاية الشهر الماضي أرباحا فصلية أقل من المتوقع وقالت انها تواجه فترة صعبة في النصف الثاني من العام مع تباطؤ سوق رقائق الذاكرة وانخفاض هوامش الشاشات المسطحة والهواتف الجوالة.

في حين سجلت شركة صناعة الهاتف الجوال «سوني اريكسون» خسائر تشغيلية بلغت مليوني يورو (3.17 مليون دولار) أمس مقارنة مع توقعات بتحقيق مكاسب بالقيمة نفسها. في حين أعلنت شركة «موتورولا» الأميركية لصناعة الهواتف الجوالة ومعدات الاتصالات تحقيق أرباح بسيطة خلال الربع الثاني من العام الحالي، مشيرة إلى استمرار تراجع مبيعاتها من الهواتف الجوالة حيث انخفضت بنسبة 22% إلى 3.3 مليار دولار. وكانت «نوكيا»، أكبر شركة مصنعة للهواتف الجوالة في العالم، قد أرسلت أخيرا إشارات ايجابية عن وضع القطاع بعد ان قالت ان الطلب سوف يتجاوز 10 في المائة في العام الحالي.

وتوقع أولا ـ بيكا كالاسفو المدير التنفيذي للشركة ان ينمو الطلب على الهواتف الجوالة على الصعيد العالمي على الأقل بنسبة 10 في المائة خلال العام الحالي.