«اياتا»: قطاع النقل الجوي يواجه أزمة

الخسائر نصف السنوية 6 مليارات دولار > 24 شركة طيران عالمية أعلنت إفلاسها

TT

أكد الدكتور مجدي صبري، نائب رئيس الاتحاد الدولي للنقل الجوي (اياتا) للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن حركة النقل الجوي سجلت تباطؤا على مستوى العالم في شهر يونيو (حزيران) الماضي، مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2007، على الرغم من زيادة معدّلات السفر في أشهر الصيف، لارتباطها بموسم الإجازات.

وقال ان التقرير الفني، الذي أعدته اياتا لهذه الغاية رصد تراجع الطلب في قطاع النقل الجوي، إذ انخفضت حركة المسافرين إلى 3.8 في المائة، وهو المستوى الأدنى منذ 2003، بينما تراجعت حركة الشحن 0.8 في المائة. كما تراجع معامل حمولة المسافرين إلى 77.6 في المائة لكل رحلة، بانخفاض عن معدّل يونيو2007، الذي سجل 77.8 في المائة. ورجّح صبري لوكالة الأنباء الأردنية أن «يزداد الأمر سوءاً، خصوصاً إذا أخذنا في الاعتبار انخفاض ثقة الزبائن والشركات في القطاع، مع ارتفاع أسعار النفط التي بلغت مستويات خيالية»، معتبرا «أن الأرقام تعكس الاضطرابات التي يشهدها الاقتصاد العالمي». وأكد أن قطاع الطيران في أزمة، كاشفاً النقاب عن خسائر تناهز 6.1 مليار دولار، وهي تفوق تلك المسجلة لنفس الفترة من العام الماضي، والمقدرة بنحو 5.6 مليار دولار، وعزا ذلك في الأساس إلى «انخفاض معدّل الطلب وارتفاع أسعار الكلفة». وحذر نائب رئيس اياتا من ان الأداء الاقتصادي لشركات الطيران يتراجع بشكل مطرد، مشيرا الى أن تقديرات اياتا لخسائر قطاع النقل الجوي ارتفعت من نحو ملياري دولار الى ستة مليارات دولار للعام الحالي، في حالة استقرار اسعار النفط عند مستواها الحالي، مشيرا الى ان أكثر من أربع وعشرين شركة طيران عالمية أعلنت إفلاسها حتى الآن منذ بداية العام الحالي.

وطالب بـ«تحرّك سريع، من خلال تعاون الجهات المعنية بطريقة فاعلة واقتصادية»، بما فيها سلطات وهيئات الطيران المدني والمطارات ومقدمو الخدمات الملاحية لزيادة الكفاءة وتخفيض الكلفة، بحيث ينعكس ذلك ايجابا على مستوى الرسوم المفروضة على شركات الطيران. وفي ما يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، التي قادت مناطق العالم الأخرى في نسب النمو خلال الخمس السنوات الماضية، فقد بين صبري انه على الرغم من استمرار النمو المتميز في هذه المنطقة متأثرا بالنمو الاقتصادي العام في المنطقة، فان نسب النمو التي تحققت في النصف الأول من هذا العام تقل عما تم تحقيقه في نفس الفترة من الأعوام الخمس الماضية، إذ سجلت حركة المسافرين من المنطقة واليها ارتفاعا بلغ 10.6 في المائة فقط مقارنة بـنسبة 17.8 في المائة لنفس الفترة من العام الماضي.

وقال صبري إن هناك اتجاها عاما لتباطؤ معدلات النمو في المنطقة، مبينا أن حركة الشحن في المنطقة لم تتأثر بنفس وتيرة الاتجاه، إذ بقيت نسبة النمو على حالها تقريبا بمعدل 11.8 في المائة، مقارنة بنسبة النمو العالمية وهي 2.4 في المائة خلال الستة اشهر الأولى من العامين الحالي والماضي، حيث بقيت منطقة الشرق الأوسط تتصدر مناطق العالم الأخرى في نسبة نمو الشحن الجوي الدولية.

وكانت التقارير الدورية التي أعدتها اياتا قد أكدت ان شركات الطيران في أميركا اللاتينية شهدت أعلى نسبة تراجع في الشحن الجوي وصلت إلى 12.7 في المائة، على الرغم من استمرار خضوع قطاع الشحن في المنطقة الى إعادة هيكلة للقدرة الاستيعابية. كما انخفض معدّل نمو الطلب على قطاع الشحن لدى شركات الطيران الأوروبية إلى 0.7 في المائة من 1.4 في المائة في مايو (أيار) الماضي.

وبحسب تلك التقارير فان شركات الطيران الآسيوية سجلت تراجعاً في نسبة المسافرين الدوليين، إذ تقلصت الى 3.2 في المائة في يونيو مقارنة بنسبة 4.5 في المائة في مايو متأثرة بالاقتصادات الضعيفة للوجهات البعيدة، والقلق من تضخم عالمي، لافتا الى ان شركات الطيران في أميركا الشمالية حققت نمواً بطيئاً بلغ 4 في المائة، مقارنة بنسبة 4.6 في المائة. فيما كان أداء شركات الطيران في الشرق الأوسط، «أفضل» في هذا القطاع، بنمو وصل الى 12.1 في المائة، بارتفاع طفيف عن معدل مايو البالغ 10.7 في المائة. وسجلت شركات الطيران الأفريقية انخفاضاً الى 1.9 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.

وأفادت إحصاءات المنظمة الدولية بأن أوروبا تستحوذ على 34 في المائة من حركة المسافرين، وآسيا الباسيفيك 31.8 في المائة، وأميركا الشمالية 18.8 في المائة، والشرق الأوسط 8 في المائة، وأميركا اللاتينية 3.7 في المائة، وأخيراً أفريقيا 3.1 في المائة. وجاءت حصص السوق العالمية لحركة الشحن بحسب المناطق، آسيا الباسيفيكي 46.1 في المائة، أوروبا 25.9 في المائة، أميركا الشمالية 17.2 في المائة والشرق الأوسط 17.4 في المائة، أميركا اللاتينية 2.2 في المائة وأفريقيا 1.1 في المائة.