«غولدمان ساكس» يؤكد أنه يتوقع 149 دولارا لبرميل النفط بنهاية العام

توقعات البنك صدقت في السابق > الخبير بوش لـ «الشرق الأوسط» : كل شيء ممكن

«غولدمان ساكس» تتوقع اشتعال أسعار النفط قبل نهاية العام («الشرق الأوسط»)
TT

أكد بنك الاستثمار «غولدمان ساكس» أمس من جديد أنه يتوقع أن يبلغ سعر النفط الخام الاميركي الخفيف 149 دولارا للبرميل في نهاية العام الجاري وقال ان قوة عوامل العرض والطلب عامل أهم من زيادة قيمة الدولار الاميركي. وأكد البنك توقعاته في مذكرة بحثية وزعت أمس. و«غولدمان ساكس» هو أكثر المؤسسات المالية نفوذا وتأثيرا في أسواق السلع الاولية.

وفي وقت سابق من العام الجاري تنبأ ارجون مورتي المحلل لدى «غولدمان ساكس» بأن سعر النفط سيرتفع الى ما بين 150 و200 دولار للبرميل قبل نهاية عام 2009 بفعل ارتفاع الطلب العالمي وتعثر العرض.

وعبر لـ«الشرق الأوسط» أكسيل بوش الخبير من «إينرجي انتليجنس» عن عدم اتفاقه مع توقعات «غولدمان ساكس»، غير أنه اشار الى انه لا يستبعد ذلك ايضا وأن كل شي ممكن، «حيث يمكن حدوث اضطرابات سياسية في العالم سترفع الاسعار أو ان تخفض أوبك الانتاج».

وشدد بوش على أن الامور متعادلة حاليا فيما يخص العرض والطلب، وبالتالي لا يمكن التوجه نحو 150 دولارا، مشيرا الى انه «حتى ان كان الطلب ما زال مرتفعا لكن ليس مثلما كان في السابق، كما ان الدول المنتجة للنفط خارج منظمة أوبك تنتج اكثر». وحول ما يذهب إليه الكثير من الخبراء أن أسعار النفط لن تنزل مستقبلا عن عتبة 100 دولار، قال بوش الذي يعرف خبراء كثيرين آخرين يرون أن الاسعار يمكن أن تنزل دون 100 دولار، وانه لولا الأزمة مع ايران والوضع في العراق ونيجيريا والصراع في جورجيا فان الاسعار لن ترتفع عن 85 دولارا» غير انه استدرك قائلا انه يعتقد أن تبقى اسعار النفط في حدود 100 دولار.

وحول ما يتردد من ان «غولدمان ساكس» كانت دائما توقعاتها صائبة، آخرها هو بلوغ النفط 100 دولار، قال بوش بتحفظ «فقط لانهم (غولدمان ساكس) يعتبرون من اللاعبين الكبار في السوق». وعلى صعيد متصل قال معهد ايفو للابحاث الاقتصادية امس ان التوقعات الاقتصادية العالمية انخفضت الى أدنى مستوى لها منذ ما يقرب من 18 عاما وان التوقعات تدهورت في غرب أوروبا واسيا. وقال المعهد إن مؤشره للمناخ الاقتصادي العالمي الذي يقيس الاوضاع الحالية والتوقعات انخفض الى أدنى مستوى منذ ما يقرب من سبع سنوات خلال الربع الثالث من العام الماضي ليصل الى 73.4 نقطة من 81.4 نقطة في الربع السابق. وتراجع مؤشر التوقعات الى 61.4 نقطة ليسجل أسوأ قراءة منذ الربع الاخير من عام 1990. واستطلع المعهد آراء 1025 خبيرا اقتصاديا في 92 دولة الشهر الماضي بالتعاون مع غرفة التجارة الدولية في باريس. وقال رئيس المعهد هانز فيرنر زين في بيان ان المؤشر تدهور في غرب أوروبا واسيا لكنه لم يتراجع في اميركا الشمالية.

وعلى صعيد العملات استقر الدولار الاميركي في المعاملات الاوروبية أمس قرب أعلى مستوى له هذا العام والذي سجله أمام سلة من العملات الرئيسية في اليوم السابق إذ أدى ضعف توقعات المستثمرين للنمو الاقتصادي العالمي الى تعزيز الرأي القائل بأنه ربما يتم خفض الاسعار خارج الولايات المتحدة. وحد من مكاسب الدولار ارتفاع أسعار النفط واستمرار المخاوف بشأن القطاعي المالي والسكني في الولايات المتحدة. وعمل تراجع توقعات النمو في الاقتصادات الكبرى خارج الولايات المتحدة على دعم الدولار وسط توقعات بين المستثمرين بخفض الفائدة في الدول التي تتمتع عملاتها بعوائد مرتفعة في الوقت الذي تشير فيه التوقعات الى أن دورة خفض أســعار الفائدة توقفت في الولايات المتحدة. وتعزز هذا الرأي أول من أمس بصدور بيانات أظهرت أن أسعار الجملة في الولايات المتحدة زادت بأسرع وتيرة سنوية منذ 27 عاما وقول اثنين من المسؤولين عن السياسة النقدية بمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) ان المجلس مستعد للتحرك إذا فشل تباطؤ النمو الاقتصادي في الحد من التضخم. ومع ذلك فقد انخفضت مشاريع بناء المساكن في الولايات المتحدة بنسبة 11 في المائة الى أدنى مستوى منذ أكثر من 17 عاما لتسلط الضوء على ضعف الاقتصاد الاميركي. وكان الدولار قد شهد ارتفاعا كبيرا انخفض فيه اليورو 12 في المائة عن المستوى القياسي الذي سجله الشهر الماضي. وانخفض اليورو 0.2 في المائة الى 1.4755 دولار لكنه استقر أعلى من 1.4628 دولار الذي كان أدنى مستوى منذ ستة أشهر وسجله أول من أمس (الثلاثاء) وفقا لبيانات رويترز. وزاد الدولار 0.4 في المائة الى 110.15 ين لكنه ظل دون أعلى مستوى منذ سبعة أشهر الذي سجله الاسبوع الماضي عند 110.67 ين.